تحقيقات وتقارير

كترة (الفلاحة) سناحة !


[JUSTIFY]ولما يبلغ الثلاثين من عمره، أتت رئاسة الوزراء منقادة إلي الحبيب الصادق المهدي، وبقي علي هذه الحال أكثر من أربعة عقود ما حاكماً أو معارضاً بلا حالة وسط، وهو وضع حتي عائلته تحدثت عنه كثيراً بحسبانه متنقلاً من منفي إلي معتقل الي قصر وبالعكس.

عملية الخروج الشهيرة التي غادر أثرها البلاد للحاق بمقاتلي الحركة الشعبية ومن حالفهم سماها الصادق “تهتدون” وقد علق أحد كبار السياسيين بأن اللحاق بأولئك النفر أبعد ما يكون عن الهداية، إلا أن عودة الصادق التي أطلق عليها “تفلحون” لم تفلح في إبقاء الرجل هادئاً، فهو برغم “المطالب” التي عادت عليه نتيجة فلحته في “تفلحون” إلا أنه ما فتئ يناوئ الحزب الحاكم تارة وأخري يواليه كتصريحه الشهير ضد الجنائية الذي لم يفسره بل ألقاه علي عواهنه وذلك في خطبته في صلاة احد العيدين.
وخطبته بميدان الخليفة التي منيت بالفشل أعقبها بمنفستو إسقاط النظام عبر جمع التوقيعات التي علم الله وحده هل بلغت الألف أو لا؟.

المهم أن المهدي نعم يحتفظ بمسافة واحدة من الجميع، إلا أن ذلك الموقف يفسره المراقبون بالانتهازية، كون الرجل يتحدث دائماً وعيناه علي الكرسي الذي وصبه ابنه العقيد عبد الرحمن وفق رؤية وفاقية من المؤتمر الوطني، إلا أن الصادق يريد الكرسي لذاته لا لحزبه أو حتي ابنه الذي أدي دوره بوطنية عالية ومسؤولية منقطعة النظير، بالرغم من تصريحات الأب النارية تجاه القصر الذي يأوي ابنه.

وفي خطوة قد لا تبدو غريبة لولا توقيتها الذي جاء عقب انسحاب حزب الأمة من تحالف المعارضة بالداخل، ها هو يتجه الي كمبالا حيث المعارضة المسلحة، فقد كشفت معلومات تحصلت عليها “الصحافة” أن رسائل كانت قد تمت بين حزب الأمة القومي والجبهة الثورية، تمهيداً لزيارة السيد الصادق المهدي إلي كمبالا.

وأفادت المعلومات أن مالك عقار قد اشترط أن يتسلم خطاباً من الصادق المهدي ممهوراً بتوقيعه للاجتماع به، وهو ما تم بالفعل، فقد أذعن الصادق وكتب خطاباً للحبيب مالك عقار.

ولم يسافر رئيس حزب الأمة السيد الصادق المهدي الي كمبالا كما جاء في الأخبار.
ويبدو أن الترتيبات في كمبالا لم تكتمل بعد، وربما سافر الأمام، وربما ألغي فكرة الزيارة التي تعب وراءها كثيراً وأراق ماء وجهه في سبيلها كما ذهب لذلك مراقبون.

وحتي يزور المهدي كمبالا، كانت هنالك اتصالات ورسائل ولم يوافق رئيس الجبهة الثورية مالك عقار إلا بعد أن أرسل السيد الصادق المهدي خطاباً، “موقعاً بخط يده”… نعم “موقعاً بخط يده”، تنفيذاً للشرط الذي وضعه مالك عقار.
عقار.. كما ذهب إلي ذلك مراقبون.. أذل الصادق المهدي جداً، ورفض مقابلته إلا موجب خطاب موقع بخط اليد من الصادق شخصياً.

وهو بالضبط ما حدث من جوع قرنق مع الصادق المهدي في ثمانينيات القرن الماضي، عندما رفض مقابلته باعتباره رئيساً للوزراء، وإنما استقبله في كمبالا باعتباره رئيس حزب الأمة.
وبذا يكون الصادق المهدي قد لدغ مرتين من جحر الحركة الشعبية.
صلاح مناع، مساعد رئيس حزب الأمة، الذي يقيم في الصين، متزوج من بنت المرحوم عمر الدائم وصاحب أعمال تجارية ضخمة في شرق آسيا”، لعب ضربة البداية، في أن يزور الصادق كمبالا.

وجرت بين الطرفين: الجبهة الثورية وحزب الأمة اتصالات ورسائل سرية.
إذن فالصادق المهدي قد قام بخطوة أقل ما توصف به أنها ترجيح خيار الحرب، وهو الخيار الأوحد للجبهة الثورية، وبلك يكون الصادق قد بعد عن معارضة الداخل الي الجبهة الثورية إذا زار كمبالا، وهو أمر قد يفسر من جهة أخري بأنه في صالح البلاد إذا تمكن من إقناع قادة الجبهة الثورية بوضع السلاح والاحتكام إلي المفاوضات، وهو أمر بعيد المناب من الذين رفضوا مجرد مقابلته دون شرط إذعان.

صحيفة الصحافة[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. [SIZE[COLOR=#36363F]=4]خساره كبيره وتواضع ما بعدو راجل اظن انه اصبح يتبول على ملابسه لكبر سنه ما زال يحلم وبشده ان يحكم السودان الماعندو ام تبكى عليهو و[/COLOR][/SIZE]