حوارات ولقاءات

أول إمرأة تتقلد منصب نائب مدير جامعة في حوار استثنائي


[JUSTIFY]وضعت المرأة بصمتها المميزة في عدد من المجالات وتبوأت أرفع المناصب وتعد الدكتورة سهام محمد أحمد بخيت البروفيسور المشارك بكلية الطب جامعة الزعيم الأزهري أول إمرأة تتقلد منصب نائب مدير جامعة في السودان، تخرجت في جامعة الخرطوم وتحصلت على الماجستير والدكتوراة من برلين بألمانيا وعملت في التعليم العالي وطافت بكل الأقسام والكليات والشؤون العلمية وأخيراً تولت منصب نائب مدير جامعة، في مكتبها التقيناها وتحدثت إلينا عن هموم التعليم وهجرة الأستاذ الجامعي والكثير من الملفات المهمة.
بداية حدثتنا عن حبها للعمل الأكاديمي والتدريس والشخصيات التي تركت بصمتها في حياتها وقالت
قدوتي الرسول عليه وسلم علمنا أهم قيمة احترام الوقت، شاء الله أن يكون والدي في السلك العسكري مما عمق قيمة احترام الوقت عندي وبعض الأساتذة الأجلاء قلما نجد أساتذتنا يصلون متأخرين، وعلقت اليوم نجد عدم احترام الوقت وحقاً لا يعجبني حضور الأستاذة والطلاب متأخرين وعدم إحساس الجيل الحالي بقيمة الوقت.
٭ هجرة الأستاذ الجامعي قضية فرضت نفسها على الساحة؟
– نعم هجرة الأستاذ الجامعي أتت كنتاج للظرف الاقتصادي الراهن، وأقول هذا والمتتبع لواقع الأساتذة بالجامعات قبل خمس سنوات من الآن يجد أن جل المهاجرين عادوا إلى الجامعات السودانية واستقروا بها إبان الانتعاش الاقتصادي بالسودان، أما في الآونة الأخيرة فقد هاجر منهم عدد ليس بالقليل وبالرغم من أن الكثيرين قللوا من خطورة هجرة الأساتذة لوجود الكثيرين من حملة الدرجات العلمية بالسودان، إلا أنني أشير إلى أن الخطورة تكمن في أن الذين يزورون البلاد بين الآونة والأخرى لاستقطاب الأساتذة ينتقون ذوي الخبرة الذين يعول عليهم لتخريج كوادر متمكنة من مؤسساتنا تحمل راية العلم معهم ومن بعدهم، لذلك لابد من الاهتمام في هذه المرحلة من بعملية التدريب بالدرجة الأولى.

٭ اختلاف الأجيال والتحديات التي تقابلكم؟

– كما قلت تحمل المسؤوليات وتبدأ باستشعار قيمة الوقت ثم تقبل الآخر في محيط الجامعة ونجد بعض أبنائنا يجنحون إلى العنف في التعاطي مع الشأن العام ولكن هذا لا يمنع أن هناك من الطلاب من هم على قدر المسؤولية ونثق في مقدراتهم جيداً.

٭ في رأيك كيف يكون الحل لقضايا العنف الطلابي؟

– الحل يكمن في وجود القدوة الحسنة فأنا في قناعاتي كل من له صلة بالعملية الأكاديمية التربوية لابد أن يكون قدوة حسنة خاصة أن الطلاب الآن يلجون الجامعات وهم في طور تكوين الشخصية والنضج، ووجود القدوة الحسنة يساعدهم كثيراً إذ يستقيم الظل باستقامة العود.

٭ الجيل الحالي يقول بعدم وجود قدوة حسنة؟

– هو كلام عارٍ من الصحة لأن الأستاذ في المقام الأول هو المربي، خاصة أن الأساتذة داخل القاعات لا يديرون حواراً مع الطلاب غير الحوار الأكاديمي ولكن الأستاذ نفسه إذا أخذنا تجربة جامعتنا، نجده مشرفاً أكاديمياً واجتماعياً واقتصدياً، لأنه يجلس مع الطالب لمناقشة ما يعترضه من مشكلات، وتضيف نعم هناك مواصفات مطلوبة في القدوة أبرزها الانضباط في الوقت والتعامل مع المشكلات وخلق نوع من التواصل مع الطلاب.

٭ كيف هي علاقاتك مع الطلاب؟

– علاقاتي مع طلابي مميزة وتعاملي منفتح حتى الخريجين يستشيرونني فيٍ مسائل الزواج وتسمية أبنائهم وعلاقاتي ممتدة حتى الأسرة.

٭ كإمرأة تقلدت المنصب، هل ترين أنك قدمت شيئاً؟

– هو تقييم الآخرين لعملي وأؤمن أن العمل في المؤسسات الأكاديمية التربوية كالجامعات هو عمل جمعي وكلما كان هنالك تناغم في فريق العمل يدفع بتحقيق أهداف المؤسسة، وأحسب أني أعمل في تناغم تام طالما أن هذه المؤسسة الأكاديمية عريضة بها الطلاب والأساتذة والعاملون.

٭ مواقف محرجة تعرضت لها؟

– من المواقف العالقة بالذاكرة عندما توليت المنصب البعض أشار إليّ أنه «خاب من ولوا أمرهم إمرأة»، وأنا أذكرهم «مع الفرق في المقامات»، بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول للصحابة «خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء».

٭ بالتأكيد هم ممن يرفعون شعار المرأة كان فأس ما بتقطع الرأس؟

– تجيبنا ضاحكة.. غير صحيح الكثيرات يمكن أن يتولين هذا المنصب وهن الأقدر تحملاً على أمور التربية والطب وحتى الصحافة، كل المهن الشاقة نجدها في المقدمة تعمل دونما كلل أو ملل أو إخفاق والشواهد كثيرة ولكن لا تستوقفنا هذه الأشياء، ففي النهاية هي تكليف وتعتبر أمانة.

٭ لمن تطربين.. وما الفريق الذي تشجعين ومن هو لاعبك المفضل؟

– أميل لسماع مديح أولاد البرعي والصفوة وفناني الأول ود الأمين، أشجع فريق الهلال، لاعبي المفضل هيثم مصطفى.

حوار: إنصاف عبدالله: صحيفة آخر لحظة [/JUSTIFY]