فدوى موسى

إجلاء السودانيين


إجلاء السودانيين
[JUSTIFY] لا أدري أي منطق لا يستدعي النظام لاجلاء رعاياه من دولة الجنوب، في ظل التداعيات المتواترة مع جوبا، خاصة وأن الأخبار الآتية من هناك تؤكد أنهم يتعرضون لمضايقات نظير بقائهم لارتباطات تتعلق بأعمالهم.. ووجدت شكواهم طريقها للعلن، وهاهي وسائل الإعلام تشير إلى أن السلطات الجنوبية تعتقل بعضهم، والآخرون يدفعون قيماً مختلفة من المبالغ خارج الايصالات، كاستنزاف مستدام.. وبعيداً عن الشأن الداخلي لدولة الجنوب فإن الحاجة الملحة الآن هي إعادة منسوبي دولتنا- «الراغبين»- في العودة حتى لا يجدون أنفسهم في خانات «الدروع والكباشي»… قاتل الله السياسة العرجاء، التي جعلت الكثيرين يتصلون على «جوالات» أبنائهم فيجيئهم ذلك الصوت للناطقين بغيرها «تلفون دا حق زول أنا كتلته».. تصدق بالله أسرة تلقت النبأ كهذا..

٭ الجنوبيون العالقون!

أخيراً ستنفرج أزمة الجنوبيين العالقين بالنيل الأبيض… «ألف مبروك» وهي من الخطوات المهمة لتعلقها بنواحٍ إنسانية أكثر من كونها احتراب السياسات والأنظمة… فتواجد وتكدس هذه الأعداد الكبيرة مهدداته أكثر من محاذيره وفوائده، أقلاها في هذه الظروف الضبابية المتداخلة… رغم أن الخطاب السياسي السوداني بدأ الآن يفطن إلى ضرورة الفصل بين التخاطب مع النظام بدولة الجنوب ونظام السودان، بتجاوز ذلك إلى مخاطبة روح الشعبين التي تختلف أحياناً وتتلاقى، في «اللفة» باعتبار أن «الخيول الحرة» هي الشعوب لا مَن يدير الصراعات والخلافات… إذن في مثل الحالة الأمنية الفالتة على الحدود، ليس هناك من بد إلا أن يأمن العالقون على ملاذ آمن ومستقر.. «أها مبروك إعطاء الرقم الوطني لدينكا نقوك»..

٭ «قريضة» محطة أخرى

يبدو أن التفلت العابث بهذا الوطن الجميل قد أبى استمراره إلا أن يتواصل، فكلما سدت ثغرة «انقدت» في موضع آخر- هالنا ما يتداوله الناس هذه الأيام عن أحداث (قريضة) بجنوب دارفور، من قبل «مجموعة أركوي مناوي»، والذي دائماً حصيلته الترويع والتخويف وسلب ونهب الغلابة… آن الآوان أن تكون كل المواقع في أعلى درجات التأمين والاستعداد، بصورة منتظمة ودائمة، حتى تظل القرى ومقدرات المواطن المغلوب- «أصلاً»- على أمره عرضة لمثل هذه الخسائر، التي لا يعوضه عنها إلا الصبر وانتظار الرحمة… ومحطة قريضة تعطي دليلاً على أن مباديء العشوائية في سلسلة الاحتراب، تجعل الجميع تحت مرمى التوقعات للأنقضاض والتأثير.

٭ آخر الكلام

لا أظن أن الشعب له حيل لتكرار ذات المسلسل- احتلالاً ودحراً من أي موقع آخر- لأن ذلك حصيلته «أن تراق منهم دماء.. أو تراق منا الدماء أو تراق كل الدماء» ولا أظن الفطرة السوية في الأوضاع الطبيعية ترتضي تلك الإراقة، فالدم لا يصبح ماء.. احفظ الأرض والعرض من التعرض للمهالك.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]