رأي ومقالات

رسالة إلى مولانا أحمد هارون


[JUSTIFY]بدا واضحاً للعيان فرحة جماهير ولاية شمال كردفان بتعيين سعادة مولانا أحمد محمد هارون والياً للولاية وقد ارتسمت الفرحة على الوجوه التي خيمت عليها الكآبة وعدم الرضا ردحاً من الزمان لأن ولاية شمال كردفان هي الأسوأ حظاً من بين رصيفاتها من الولايات الأخرى من حيث التنمية والتطور وكان نصيبها من التنمية صفراً ولذلك فهي بحاجة إلى رجل مهام صعبة في قامة مولانا احمد هارون. رسالتنا إليك يا سعادة الوالي تتلخص في أن الولاية مثخنة بالكثير من الجراحات والمرارات التي لا نود الخوض في تفاصيلها وهي في حاجة إلى هزة إدارية تشمل كل المؤسسات والوزارات والادارات التنفيذية ليبقى الصالح ويذهب الطالح فكثير من الذين يقودون دفة العمل في هذه الولاية كان طابعهم الفشل وديدنهم الإخفاق ولعلي لا أبالغ إن قلت إن من بين أولئك المسؤولين من يحتقر ويستفز المواطن ويتعامل معه باستخفاف فغياب مبدأ المحاسبة أغرى الكثيرين الذين أساءوا للخدمة.

سعادة الوالي: الخدمة المدنية بالولاية كما أسلفت تحتاج إلى هزة عنيفة وضخ دماء جديدة في شرايينها حتى تعود العافية إلى جسدها المنهك فلابد من تحطيم وتكسير «الأصنام والتماثيل والطواغيت» الذين اعاقوا مسيرة الولاية وأقعدوها وجعلوها في مؤخرة الولايات، ونحن هنا في محلية ام روابة لسنا بأحسن حال من غيرنا فهنالك من الفوضى والتسيب واللامبالاة وعدم الانضباط في مؤسساتنا ما لا يستطيع المرء حصره أو وصفه وبيننا الآن مسؤول يدور حوله حديث في اوساط المدينة بانشغاله «بالبزنس» والاستثمار أكثر من انشغاله بعمله في موقعه فهو يبيع ويشتري مثله مثل أي رجل أعمال وفي أحيان كثيرة لا يذهب إلى مقر عمله لأيام ولا يدري ما يدور في أروقة مؤسسته إلا عبر التقارير والتلفونات ويرى بعض الناس أن هذا المسؤول هناك جهات عليا توفر له الحماية وتبارك ما يقوم به من أعمال لا تمت لطبيعة عمله بصلة. دعونا نتحدث قليلاً عن محلية ام روابة فهي تغط في نوم عميق وبيات شتوي وشاهدنا على ذلك أن الأيام الماضية كانت أيام هطول الأمطار الغزيرة حيث غرقت المدينة في شبرموية وكان ذلك نتاجًا لعدم وجود مصارف مؤهلة تستوعب الكم الهائل من المياه التي هطلت والمدينة بكل أحيائها بها مصرف واحد رئيسي يتوسط المدينة ماراً بوسط السوق وهذا المصرف أنشئ منذ الستينيات وهناك مصارف فرعية صغيرة ومحدودة جداً وبعد وصول المعاناة أشدها من جراء الامطار قامت المحلية على استحياء بفتح المصارف الصغيرة وعمل كباري حديدية وأخرى خرسانية وهذه فشلوا في انزالها في الأماكن المحددة لها وكل ذلك كان عملاً ارتجالياً يفتقر إلى العلمية والهندسية المدروسة ويمكننا القول بأن هذا المجهود المتواضع قد ساعد في التصريف إلى حد ما. ولكم ان تتخيلوا محلية بمعتمدها ومديرها التنفيذي وضباطها الإداريين ومهندسيها وضباط صحتها وجيوشها الجرارة من الموظفين فشلوا جميعاً في تصريف المياه من أحياء المدينة الطرفية والوسطية وفشلوا كذلك في ردم البرك والمستنقعات التي توالد فيها الذباب والبعوض الذي أذاق الناس الويل والعذاب فاستعصت عليهم كذلك مكافحته ومحاربته، فمحلية بهذه الوضعية من الاستكانة والخمول ما الذي ينتظره منها المواطن؟ ويمكننا القول إن ناس المحلية خفاف عند الجبايات ثقال عند الكوارث والمحن. وأخيراً تفتقت عبقرية المحلية لإنشاء جملونات ومظلات للباعة الذين يفترشون الأرض تحت شعار «تنظيم السوق» فازدحم السوق بتلك الجملونات والمظلات ولم تسلم أي مساحة شاغرة داخل السوق من ذلك العمل مما أدى لتعثر حركة دخول وخروج البضائع للمحلات التجارية خاصة عربات الشركات القادمة من خارج المدينة لتسويق بضائعها ووسائل النقل المحلية الأخرى فأحيطت المحلات بالمظلات والجملونات إحاطة السوار بالمعصم علماً بأن معظم المحلات التجارية في السوق انتهى عمرها الافتراضي حسب لوائح وقوانين وزارة الإسكان والأراضي ومن المفترض إعادة تخطيطها، فكيف يكون الحال مع هذه الربكة إذا قررت السلطات بالولاية اعادة تخطيط السوق؟

إن ما قامت به المحلية يصب في اطار «النبوغ والبراعة» في ابتكار وسائل الجباية التي تستنزف بها المواطنين فالجملونات والمظلات التي أنشئت ليست حباً في سواد عيون اولئك المغلوبين على أمرهم فهي للاستنزاف والجبايات ووسيلة لمشاركة الغلابى في اقتسام لقمة العيش معهم من خلال الرسوم والإيجارات وشاهدنا على ذلك ان تنفيذ الجملونات والمظلات بدأ على مراحل فكانت البداية بالمنطقة الواقعة شرق المسجد الكبير فكانت تكلفة المظلة مبلغ 1200 جنيه ثم إلى 1500 جنيه وزيادة أخرى لم أتمكن من معرفتها وهناك رسوم أخرى لذات المواقع تعرف برسوم التصديق ورسوم العقد ورغماً عن ذلك فإن هناك كثيرين من الذين دفعوا رسوماً للحصول على مواقع ولم يستلموا أماكنهم حتى الآن بالرغم من انتهاء العمل في تشييد المواقع بنسبة 80% هذا فضلاً عن النزاعات والمشكلات التي حدثت في المواقع التي تم تجهيزها فمنها ما تم حسمه ومنها ما لم يتم حسمه حتى الآن.

ختاماً سعادة الوالي: نحن في محلية أم روابة سنكون سندًا وعضداً لك وسنملكك الحقائق وستتوالى رسائلنا إليكم وسنفتح ملفات كثيرة في محلية ام روابة وسنطرق أبواباً محكمة الإغلاق لم تُطرق من قبل وصولاً إلى خدمة مدنية نظيفة ومؤسسات فاعلة لخدمة المجتمع. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

مبارك الفكي علي
ام روابة

صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]


تعليق واحد