رأي ومقالات

أم وضاح : أبطال اجاثا كريستي


[JUSTIFY]والله حتى اللحظة أنا متفاجئة حد الدهشة ومستغربة كل الاستغراب أنه لا يوجد رد فعل رسمي أو حكومي للكارثة التي فجر حيثياتها قبل أيام الأستاذ حسين خوجلي عبر برنامجه بقناة أم درمان.. حيث كشف عن شكاوى وصلته من مزارعي مشروع الجزيرة الذين أعلنوا نعيهم الموسم الزراعي للقمح هذا العام، لأن كل التقاوى التي زرعت «لم تمد رأسها» على حسب تعبير الأستاذ حسين خوجلي، وسبب الفشل لم يكن تقاعساً من المزارعين أو لأنهم اهملوا في أي من مراحل العملية الزراعية.. لكن ببساطة لأن التقاوي طلعت «فشنك» والغريبة والعجيبة أن المزارع الغلبان الذي رهن حواشته في مقابل نجاح نسبة الإنبات وبالتالي نجاح الموسم الزراعي، لم يكن له الخيار ولم يلعب دوراً في استيراد هذه التقاوى الضاربة التي استوردت عبر وسيط ربما جاء بها وهو يمد لسانه مستهزئاً بأحلامهم وآمالهم، لأنه يعلم أن القمح لن يمد رأسه!! أعود لأقول إنني متفاجئة ومندهشة أنه حتى الآن لم يصدر رد فعل رسمي إن كان من البنك الزراعي بولاية الجزيرة، أو وزارة الزراعة، أو والي الجزيرة نفسه، أو أي مسؤول على أي مستوى تجاه هذه الكارثة التي يفترض أن تهز كراسي ومناصب ورجال، لأن ما حدث قمة الفساد الذي يطالبنا المسؤولون كلما فتح لهم هذا الملف باثباته!! وهل هناك إثبات أكثر من أن يفشل موسم زراعي كامل يعتمد عليه اقتصاد بلد ومصائر ناس بسبب تقاوى مضروبة نعم مضروبة، لأنه يمكن أن تفشل حواشة حواشتين لسبب أو لآخر، أما مشروع كامل فهذا أبو الفساد وأمه!! ودعوني أتصور حال هؤلاء المزارعين المهددين بالتشرد وفقدان أراضيهم لينضموا لقائمة المظاليم التي طالت وانحنت- كما يقول أهلنا الطيبون- دون أن يتجه السهم مشيراً نحو الجاني الذي تسبب في هذه الكارثة الأخلاقية والاقتصادية.. وتبدأ المبررات والتسويفات والدغمسة التي نال بعضهم فيها درجة الدكتوراة وأصبحوا أبطالاً في هكذا أدوار منافسين أبطال روايات أجاثا كريستي غموضاً وتخفي ولا حول ولا قوة إلا بالله…

٭ كلمة عزيزة

في حوار قصير لم يتعدَ الدقائق ولم يكن على الإطلاق لي نية في نشره، لكن أهميته غلبت ضرورة أن استأذن الباشمهندس الحاج عطا المنان في نشرة إذ أن الحديث كان عن الهوية السودانية التي بهتت واندثرت وتلاشت، وكنا وما زلنا عند الآخر على حد وصف الباشمهندس تلك الصورة لرجل يحمل على رأسه عمامة تعلوها قروون أو درويش يسدل شعره وعنقه تتدلى منها السبح، وهي بالمناسبة غالباً إن لم تكن دائماً هي كل الصور الموجودة في مكاتبنا للطيران في الخارج!! وقال لي الباشمهندس إنه عاتب على الأجهزة الإعلامية إنها لا تفرد مساحاتها وبرامجها للمبتكرين والعلماء والنابغين وقال إنه يخش على الأجيال القادمة أن تكون وجوهاً بلا ملامح!! والموضوع طويل وعميق ولي فيه عودة..

٭ كلمة أعز

الشارع السوداني الآن في عمومه ينتظر التعديلات الوزارية القادمة، لكنني أخشى عليه من الصدمة وعلى وزارة الصحة أن توفر منذ الآن ما يكفي حاجته من حبوب الضغط والسكري!!
[/JUSTIFY]

أم وضاح
صحيفة آخر لحظة
ت.ت


تعليق واحد

  1. بعد البراءة لكل من شارك في تقاوى عباد الشمس الفاسدة .. لاتستغربو فساد تقاوى القمح .. لانو تقاوى الناس نفسها بقت فاسدة .. والموت ده بقى كانو حجى ومابيعرفوهو .. لكنه يمهل ولايهمل