منوعات

درّاج المحن(سومن.. من الهند إلى السودان مروراً بـ(181) دولة للتوعية بالأيدز)


[JUSTIFY]في مايو من العام 2004 انطلقت رحلة سومن ديبانث الشاب الهندي من مدينة سندر بانس في (وست بنغال) على ظهر دراجة في أدغال أكبر الغابات المحمية للنمور، بهدف تحقيق حلم قطع 200 ألف كيلو متر، وزيارة 191 دولة ولقاء أكثر من 20 مليون نسمة حول العالم، وذلك من أجل رسالة سامية؛ هي تذكير الناس بمخاطر داء العصر (الأيدز).

سومن وصل الأسبوع الماضي، إلى الدولة رقم (182) في مسار رحلته، هلا قلنا له مرحباً في السودان؟ حسناً، لنجعلها ممعنة في الأريحيّة أكثر: (حبابك ألِف)..

على ذكر الألف، فإنّ الأرقام التي طالعناها مؤخراً في بلادنا تبعث على الفزع وتثير القلق.. من يصدّق أنّ تمييز عدد المصابين بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة صار بـ(الآلاف) بدلاً عن بضعة أفراد؟ نعم هنا في السودان.. من لا يصدّق تكفيه إحصائيات وزارة الصحة الاتحادية، التي تقول إنّ نحو (5.417) شخصا ماتوا بسبب الإصابة بالأيدز في البلاد خلال العام 2013م، في وقت تضخّ خلاله الإحصائيات العالمية ما مفاده أنّ هناك حوالي (35.4) مليون مصاب به في العالم، بينهم (25) مليونا في أفريقيا وحدها، يراوح عدد الموجودين بالسودان منهم نحو (80) ألف شخص.

الأرقام التي تتكئ على مسوحات البرنامج القومي للمكافحة، تشير كذلك إلى أن حوالي (8.516) حالة إصابة جديدة تم اكتشافها خلال العام 2013م، فضلاً عن توقّعات البرنامج بإصابة (1290) طفلا حديث الولادة هذا العام، ما يعني ولادة (3) أطفال محتملين يومياً من المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة.. هذا في المضابط الرسميّة، بخلاف الحالات غير المسجّلة.

تقليب الأرقام ذاتها يذهب بنا إلى وجود (42) مصابا من بين كل عشرة آلاف مواطن!

بعيداً عن الأرقام فإنّ ضيفنا سومن لم يكن مصاباً بالداء، ولكنه بحسب (باسكار شارك فوتي)، الصحفي الهندي المقيم بالسودان تأثر عندما قرأ في إحدى الصحف المحلية عن قصة مؤثرة لرجل مصاب بالأيدز هجرته أسرته وسكان قريته وترك في فناء مستشفى كولكتا.. سومن حينها لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، ولكنه قرر تكريس حياته من أجل رفع وعى الناس بهذا المرض. ابتدأ من قريته باستانى في سندربانس ثم تطور الأمر لأكبر حملة حول العالم وصل خلالها إلى 182 دولة.

ويروى سومن حكاية رحلته الطويلة والمثيرة بأنها انطلقت في مايو من العام 2004 بعيد تخرجه في الجامعة في علم الحيوان ودبلوم إضافي في الفنون الجميلة واستغرقت معه الرحلة عامين حتى يقطع شبه القارة الهندية ليزور بعدها 24 دولة في آسيا ومثلها في أوروبا وعشر دول من الشرق الأوسط وأربع دول في شمال أفريقيا، واستقبل بواسطة 17 رئيس دولة و49 رئيس وزراء و160 وزيرا و79 سفيرا للهند في الدول التي زارها.

بعد السودان يخطط الرحالة الهندي لزيارة 27 دولة أفريقية، وتشمل خطته من العام 2015 إلى 2017 زيارة الأمريكيتين والقطب الجنوبى وفي العام 2018 سيزور كندا وفي العام 2019 سيتجه إلى كوريا واليابان والفلبين ونيوزيلندا وأستراليا، وفي العام 2020 سيزور ماليزيا وإندونيسيا ومينمار وبنغلاديش قبل العودة إلى الهند في مايو من 2020 ليكمل بذلك 16 عاما من رحلة بالدراجة كأطول رحلة في التاريخ.

الرجل بجانب حملة التوعيه بالأيدز والتحذير من مخاطره ينشر خلال رحلته الثقافة الهندية واليوغا ويحمل رسالة السلام للعالم، وخلال رحلته أتيحت له الفرصة لنقل أفكاره في منتديات دولية مثل منتدى دافوس الاقتصادي وفي كبريات الجامعات مثل أكسفورد.

رحلة سومن الطويلة عبر مختلف دول العالم لم تخل من لحظات صعبة حيث يروي أنه في أفغانستان اعتقل بواسطة حركة طالبان التي ظنت أنه جاسوس وظل 24 يوما في المعتقل حتى يقنعهم بأنه ليس جاسوسا، ونجا من انفجار قنبلة في العراق، وتعرض لسرقة دراجته في بلجيكا وتعرض لحوادث مماثلة في بولندا وألمانيا

صحيفة اليوم التالي[/JUSTIFY]