حوارات ولقاءات

عمدة قبيلة المسيرية في قراءة لقضية « أبيي» «2-1»


[JUSTIFY] رغم رفض المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي وحكومة السودان، وكذلك رغم ما صرحت به حكومة الجنوب عن الاستفتاء الأحادي لقبيلة دينكا نقوك في أكتوبر الماضي غير أن البرلمان في جنوب السودان استلم تقرير الاستفتاء في خطوة أشبه بمباركته والموافقة عليه، لتكون عتبة يؤسس عليها من خلال المرحلة القادمة في إطار النزاع الطويل ما بين السودان وجنوب السودان حول المنطقة، رغم تحويل هذا الملف من قبل الآلية الأفريقية إلى الرئيسين البشير وسلفا كير لحله، لكن يبدو الغموض سيد الموقف وتداعيات ما بعد الاستفتاء هي التي تحرك الأحداث ..العمدة يحيي جماع القانوني والقيادي بقبيلة المسيرية يقرأ لآخر لحظة المشهد الآن في منطقة أبيي ويحذر من موافقة البرلمان الجنوبي لتقرير الاستفتاء، واعتباره مستنداً يعتمد عليه في القضية وينتقد الإعلام المحلي لدوره الضعيف في متابعة ما يجري على الأرض متفائلاً بتحويل الملف إلي رئاسة البلدين.. داعياً إلى حل إفريقي بعيداً عن التدخل الدولي .. فإلى مضابط الحوار :
حدث ما توقعه بعض المحللين السياسيين من حكومة جنوب السودان في تعاملها مع استفتاء أبيي، حيث تم استلام تقرير الاستفتاء لدى برلمان الجنوب والتعامل معه كمستند رسمي واعترافاً به رغم النفي بعدم دعم الحكومة كيف تقرأ ذلك؟

– هو تطور خطير ومؤشر بالغ الخطورة ونحن قد حذرنا من ذلك من قبل وهو موقف حكومة الجنوب المتغير دائماً، ولكن ما يهمنا هو أن الموقف الدولي والأفريقي كان واضحاً برفضه لهذا الاستفتاء جملة وتفصيلا، وهو لن يغير شيئاً وليس إلا أرقام سجلت واحصاء، ونحن أيضاً لدينا إحصاء للمسيرية إذن المسألة قد تكون خطيرة مستقبلاً لو تغير الموقف الدولي والافريقي، واعتبر هذا التقرير أساسياً للحكم، ولا أظن ذلك ولكن أيضاً لا استبعده علينا أن نتوقع كل شيء..
إذن السؤال الضروري ماذا عن نتائج زيارة مجلس الأمن والسلم الأفريقي الأخيرة إلى أبيي ولقائها بكم ومخرجات هذا اللقاء؟
– فيما يختص بزيارة مجلس الأمن والسلم المكونة من 16 سفيراً هذه الزيارة كان مقرراً لها يوم 22 أكتوبر ونحن على الأرض بدينا نعمل كدبلوماسية شعبية وبذلنا جهداً كبيراً لاستقبالهم من قبل المسيرية الذين يصل عددهم إلى ما يقل عن 150 ألف نسمة.. وبدأنا نعد لذلك في الفرقان والأسواق والمناطق كلها كمكون لشمال أبيي ابتداء من منطقة مكينس، والدائر الجنوبي، والعسكر، وأم خير، والرضايه، وتحيتاني، وقولي، وأم خرائط، وأم كناشل، وهذه المناطق هي نفسها أبيي والتي شمال البحر وهناك جنوب البحر، والتي فيها دينكا نقوك، وشعرنا بأن هناك حراكاً جنوب البحر عبر تغطية قناة الجزيرة الإخبارية، وقناة اسكاي نيوز، بجانب متابعتنا الشخصية من خلال تواجدنا بأبيي وهذا أثناء إجراء دينكا نقوك للاستفتاء.. وأنا شخصياً عندما وصلت للمنطقة للإعداد لاستقبال وفد مجلس السلم والأمن الأفريقي أحسست بأن هناك سكون في ديار المسيرية..

مقاطعاً.. ماذا تعني بالسكون في أرض المسيرية والمنطقة في تلك الأيام ساخنة؟

صحيح كما قلت أن أبيي منطقة ساخنة، ولكن ما أقصده بالسكون هنا عدم الحراك والتفاعل في وقتها، فكان هناك حراك في جنوب البحر، وسكون وهدوء تام شمال البحر في أرض المسيرية من لقاوة إلى المجلد وبابنوسة لكل المناطق، وهذا انطباع مباشر وأنا على أرض الواقع وأراقب بث الفضائيات التي ذكرتها لما يحدث في جنوب البحر.
هل هذا اتهام مباشر لجهات سياسية أو إعلامية أو حتى قيادات محلية بعد الانتباه لما يجري هناك من استفتاء أحادي؟

– هو ليس اتهام مباشر بل حديث عن واقع ما كان يجري أمام ناظري، حيث أنني كنت متواجداً هناك، ولم أرَ أي قناة إعلامية سودانية جاءت تبحث عن الحقيقة أو تتناول الموضوع في تقرير أخباري بقدرما كانت الأحداث في جنوب البحر ساخنة إعلامياً رغم منع حكومة الجنوب لوسائل أخبارها لتغطية الاستفتاء الأحادي، لكن بالمقابل عملت وكالات إخبارية أخرى سمح لها بالوصول وأجراء مقابلات ونقل مباشر لما يجري، وهنا إشارتي إلى السكون والصمت الإعلامي في الخرطوم رغم التناول الصحفي للموضوع، لكنه لم يكن كافياً واعتقد أن أجهزة إعلامنا المرئية والمسموعة والمقروءة لم تغطِ الموضوع بالحس الصحفي الإخباري المعروف، وهذا تقصير اعتبره في حق قضية أبيي وكذلك نحن دورنا كقيادات نجد التقصير رغم حراكنا في المجتمع المدني والمحيط بابيي، ولكن حركنا الذي بدينا به بمكونات المنطقة مسيرية ومن غير المسيرية من جنوبيين من نقوك، ومن بحر الغزال، وقررنا في ذات الوقت كتابة مذكرة إلى الأمم المتحدة يوم 25 أكتوبر رافضين الاستفتاء الأحادي ووصلنا هذه الرسالة وبعدها اتصلنا بقناة الجزيرة لنقل فعاليات وقفتنا الاحتجاجية شمال البحر.. وهذا مهم لأن المعركة الإعلامية لها تأثيرها، وهنا أشير إلى أن هناك صحيفتين أبرزتا مساحة لقضية أبيي هم صحيفة آخر لحظة بديباجتها السابقة على صفحتها الأولى بأن أبيي سودانية، وتحويل هذه الديباجة الآن لدعم القوات المسلحة وهذا أيضاً في إطار الاهتمام بالوطن، كذلك صحيفة الانتباهة وبقية الصحف وحتى تلفزيون السودان اعتقد أن هناك تقصيراً واضحاً لما يحدث، وحتى الزيارة الأخيرة لمجلس الأمن والسلم الأفريقي تغطية قناة الجزيرة وقناة اسكاي نيوز كانت أكبر وأسرع من تغطية إعلامنا المحلي …!!

إذن ماذا حدث بعد زيارة وفد مجلس الأمن والسلم الأفريقي هل تغير شيء على أرض الواقع ؟

– بعد وقفتنا الاحتجاجية وتسليمنا المذكرة الرافضة للاستفتاء الأحادي وعلمنا أن وزارة الخارجية السودانية ورئاسة الجمهورية وافقوا على زيارة المجلس لأبيي واستعدينا لذلك واستقبلناهم كأحسن ما يكون بعكس ما استقبل بإساءة في جنوب البحر من قبل دينكا نقوك بسبب موقف مجلس السلم والأمن الأفريقي من الاستفتاء، والذي أعلنه قبل إجرائه بأنه رافض له وغير مقبول اجراؤه بشكل أحادي.. بالمقابل نحن اعتبرناهم كضيوف وكوفد محايد يعمل على حل قضية عصية، ولم يكن هناك أي تصرف غير مسؤول تجاهم ولافتاتنا كانت تعبر بهدوء، وهتافاتنا كانت موضوعية وهادفة وهادئة، واستمعوا إلينا واستطعنا أن نبرهن لهم أننا موجودين وحققونا أصلية وليس ثانوية وأن لنا الوجود التاريخي المثبت بالخرائط، وليس كما قال بعض الخبراء السطحيين والإعلام المضلل وانتزعنا منهم اعترافاً واضحاً بعدم اعترافهم بالاستفتاء الأحادي…

مقاطعاً..أين اللجنة الإشرافية الجانب السوداني من كل هذه الترتيبات التي تحدثت عنها كقيادات أهلية ومجتمع مدني رغم أنها المعنية بالترتيب والتنسيق وإدارة القضية؟
– اللجنة الإشرافية الجانب السوداني كان هناك اتصال مباشرة بيننا وبينها وتنسيق على أرض الواقع، بأنه لابد أن يكون الحراك معادلة حقيقية لما حدث في جنوب البحر من حراك جنوبي ويدحض من راج من أخبار مغلوطة من بعض الخبراء أو الإعلام بأن شمال البحر لا يوجد به مجتمع مدني للميسرية أو حتى تواجد، ولذلك كان التنسيق والترتيب لجمع الصف والإثبات بأن هناك مجتمعاً مدنياً للمسيرية بكل مناطق أبيي التي ذكرتها..
إذن ماهي المطالب والنقاط التي قدمتها لوفد المجلس الأفريقي؟

– حقيقة خلصنا بعد اجتماعنا معهم الى أنهم متفهمون للأحداث ونقلنا لهم بأننا متمسكون بالحل السلمي للقضية وندعو للتعايش السلمي والسلام، ولسنا دعاة حرب وإقصاء للآخر ويمكننا التعايش مع الطرف الآخر لأن ما بيينا تاريخ وعلاقات كانت متماسكة لفترات طويلة، وما حدث هو فتنة سياسية نتجت لتنكر بعض قيادات دينكا نقوك السياسية لهذه العلاقة، واعتمدت تلك النخبة السياسية من أبناء دينكا نقوك على الغرب، وخاصة الولايات المتحدة لتثير قضية أبيي أم نحن نرى بأننا يمكننا القفز فوق كل هذه المرارات والصراع الذي دار، والعيش كما كان من قبل في سلام بالمنطقة، وهذا أحد المرتكزات التي قدمناها ولا نختزل حق الآخر بالمنطقة، ولكننا نحذر من إقصائهم لنا، أيضاً كأصحاب أرض وحق مثبت بالتاريخ والوثائق، وأيضاً من مطالبنا التي قدمناها أن القضية تحل داخل البيت الأفريقي ولا يتم استيراد الحلول لها من وراء البحار، ونحن كمجتمع محلي قادرين على الحل دون التدخل الغربي وأجندته السياسية..

صحيفة آخر لحظة
حوار: عيسى جديد
ت.إ[/JUSTIFY]