هنادي محمد عبد المجيد

المُرسي لمصر‏


المُرسي لمصر‏
في هذا اليوم ٢٤/٦/٢٠١٢ أعلنت اللجنة العليا لإنتخابات الرئاسة المصرية نتائج الإنتخابات الرسمية الأولى من نوعها منذ سبعة آلاف عام عن نتيجة إنتخابات حرة بإرادة حقيقية .. أعلنت اللجنة العليا لإنتخابات الرئاسة المصرية فوز الدكتور محمد مرسي عيسى العياط كأول ( مدني )لا ينتمي للفصيل العسكري من قريب أو من بعيد ، ويعد المصريون هذا الحدث في حد ذاته إنجاز متفرد من نوعه ، وتجربة كانت بمثابة حلم وقد تحققت اليوم بفوز الدكتور محمد مرسي المولود في قرية العدوة بمحافظة الشرقية ١٩٥١م ، حصل على بكالريوس الهندسة من جامعة القاهرة ١٩٧٥م بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف ، كما حصل على الماجستير في هندسة الفلزات ١٩٧٨م ، وحصل على الدكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا ١٩٨٢م في حماية محركات مركبات الفضاء .
تقلد بعض المناصب الأكاديمية ومنها : * معيداً ومدرساً مساعداً بكلية الهندسة جامعة القاهرة ، *ومدرس مساعد بجامعة جنوب كاليفورنيا ،* وأستاذ مساعد في جامعة كاليفورنيا ،، انضم مرسي لجماعة الأخوان المسلمين تنظيميا ًفي عام ١٩٧٩م وترشح لإنتخابات مجلس الشعب ١٩٩٥م، وانتخابات ٢٠٠٠م ، ونجح فيها وأصبح المتحدث بإسم الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين ، كما نجح في الإنتخابات البرلمانية في ٢٠٠٥م وحصل على لقب أفضل برلماني في العالم لهذا العام ، وشارك في تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير مع الدكتور محمد البرادعي عام ٢٠١٠م .
أُعتقل مرسي عدة مرات في عهد المخلوع حسني مبارك ، فقد أعتقل لمدة ٧ أشهر يوم ١٨ مايو ٢٠٠٦م من أمام محكمة شمال القاهرة ومجمع محاكم الجلاء بوسط القاهرة أثناء مشاركته في مظاهرات شعبية تندد بتحويل اثنين من القضاة إلى لجنة الصلاحية ، وهما المستشاران محمود مكي والمستشار هشام البسطويسي ، بسبب موقفهما من تزوير انتخابات مجلس الشعب ٢٠٠٥م ،، ومن ثم اعتقل في سجن وادي النطرون صباح يوم ( جمعة الغضب ) ٢٨ يناير ٢٠١١م ، أثناء ثورة ٢٥ يناير المجيدة ، مع ٣٤ من قيادات الإخوان على مستوى المحافظات لمنعهم من المشاركة في جمعة الغضب ، وقامت الأهالي بتحريرهم يوم ٣٠ يناير بعد ترك الأمن للسجون والهرب خلال الثورة ..
بعد تأسيس حزب ( الحرية والعدالة ) الذراع السياسية لجماعة الأخوان المسلمين ، انتخب محمد مرسي في ٣٠ إبريل ٢٠١١م رئيسا لحزب الحرية والعدالة وهو الحزب الذي استطاع أن يحصل على ٢٣٥ مقعداً من مقاعد مجلس الشعب و ١٠٦ مقعداً من مقاعد مجلس الشورى ، وبعد إعلان جماعة الإخوان المسلمين مشاركتها في الإنتخابات الرئاسية والدفع بالمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين ، قرر حزب الحرية والعدالة في ٧ ابريل ٢٠١٢م الدفع بمرسي مرشحا احتياطياً للشاطر كإجراء احترازي خوفا من إحتمالية وجود معوقات قانونية تمنع ترشح الشاطر ، وبعد استبعاد الشاطر في ١٧ ابريل أصبح مرسي هو المرشح الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين .
أثار ترشح محمد مرسي سخرية من بعض المعارضين والقوى السياسية بصفته المرشح ( الإستبن ) بالإضافة لفقدانه للكاريزما وهو الأمر الذي لم يلتفت إليه مرسي وواصل في سباق الرئاسة بكل قوة وعقد العديد من المؤتمرات الحاشدة في بعض المناطق مثل مؤتمراته في المحلة والجيزة والتي جذبت أعداد ليست متوقعة وحشدا إعلامياً كبيرا .
كان لمشروع النهضة الذي تبناه الدكتور مرسي أثر كبير في التفاف البعض حوله لإقتناعهم بالبرنامج والفائدة التي ستعود على مصر ، بالإضافة إلى تركيزه على تطبيق الشريعة الإسلامية وهو ما جعل منه المرشح الإسلامي الصريح ، ورغم دعم معظم السلفيين لمرشح الإخوان المنشق عبد المنعم أبو الفتوح وتشتيت الأصوات الموجهة للثورة بينه وبين أبو الفتوح وحمدين صباحي ، إلا أن مرسي استطاع أن يحافظ على الصدارة وظهر هذا جلياً في نتائج المرحلة الأولى من الإنتخابات الرئاسية ، حيث حصل محمد مرسي على ٥ ملايين و ٧٦٤ ألف و ٩٥٢ صوتا أعقبه الفريق أحمد شفيق ب ٥ ملايين و ٥٠٥ ألف و ٣٢٧ صوتا وهو ما جعل جولة الإعادة تقتصر على محمد مرسي و أحمد شفيق ..
في جولة الإعادة استطاع محمد مرسي جمع القوى الإسلامية حوله الذين كانوا مؤيدين لأبو الفتوح والعديد من القوى الثورية مثل ٦ أبريل ، وتحالف ثوار مصر واتحاد الثورة المصرية بعد تقديم العديد من التطمينات لهم ، وذلك لأنه كان مرشح الثورة الأوحد في جولة الإعادة ، ورغم حشد فلول الحزب الوطني المواطنين ضده بكل قوة بالإضافة لحشد الأقباط والصوفيين الذين يعتبرون كتلة تصويتية كبيرة حافظ مرسي على تقدمه وتصدره للمشهد الإنتخابي حتى استطاع محمد مرسي النجاح في الإنتخابات الرئاسية لعام ٢٠١٢م كأول رئيس مدني منتخب لجمهورية مصر العربية بعد تفوقه على المرشح المنافس المحسوب على النظام السابق ، حصل مرسي على
٥١.٧٪ من مجموع الأصوات بفارق ٨٠٠،٠٠٠ ألف صوته بينه وبين منافسه .
الحكم بالحب هو شعار المرحلة القادمة ، توزيع المناصب بمؤسسة الرئاسة سيكون على أساس الكفاءة ، العلاقة بين الرئيس والمواطنين يحكمها القانون وآليات العمل ، الكنيسة المصرية لها دور وطني لا يمكن لأحد إنكاره ،، الجيش بالقلب وعلى المجلس العسكري حماية الأصوات ، تربيّت على الوفاء بالعهود والشعب المصري لن يصمت ثانية ، على الفاسدين أن ينزووا جانبا لنبني مصر بدون فساد ، » كانت هذه شعارات المرشح السابق والرئيس الحالي لمصر فهنيئا لمصر والمصريين بهذا الإنجاز والإعجاز ، ونتمنى أن نرى تجربة ناجحة يقتدي بها كل ذا فكر وعقل رشيد ، فمصر هي قلب الأمة العربية والإسلامية وهي قاطرة الدول العربية بلا منازع
فإلى الأمام دوما يا مصر .
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email][/SIZE]