تحقيقات وتقارير

انتبهوا … لو الذي حدث في مصر حدث في السودان


[JUSTIFY]أولا ً ( انتبهوا ) للأستاذ الطيب مصطفى عبارة رنانة وموحية هي غفلة ( قبيلة النعام ) ، والى حد كبير قطاع المثقفين السودانيين ، وهاأنذا الآن استعير عبارته ، داعياً جميع قطاعات الشعب السوداني عامة ، وحركات أحزابه ذات الطابع الإسلامي خاصة ، قائلاً لهم ، ترى لو قدر للذي يحدث الآن في شوارع مصر ، من مجازر ، ومحارق بشرية ، لا يمكن معها الطبطبة علي العبارات … أكثر من أربعة آلاف قتيل في عهد ( السيسي ) ، ترى لو حدث هذا في السودان ، كيف كان سيكون تصرف المجتمع الدولي !!؟ بكل تأكيد لربما تعرض لضربة شبيهة بضربة العراق ، على يد السفاح الاعظم ، الولايات المتحدة الأمريكية … ثم يأتي الأدهى والأمر ، لإخراج تمثيلية امبريالية صهيونية مدعومة عربياً للأسف لأسوأ وأغرب فيلم هو ( فوز السيسي ) بجائزة الشخصية العالمية الأولى للعام 2014م …!! بينما رئيسنا البشير ، ونائبه ( السابق ) الأستاذ علي عثمان محمد طه ، الموعودان بجائزة نوبل للسلام ، بعد أن وقعا اتفاقية السلام بنيفاشا مع الراحل دكتور جون قرنق …!!! فرضوا عليهم وعلى السودان المزيد من العقوبات …!!!

بل أستطيع أن أجزم ، أنه لولا بشاعة مجازر مصر ( رابعة العدوية ميدان النهضة سجن ابو زعبل … ) لزلزل اركان حكم المؤتمر الوطني ( الاسلامي ) أيما زلزلة ، وشوارع السودان تشهد ما يقارب الـ 80 قتيلاً ، من هنا هناك … يبدو ان العالم الذي افتقد ( كل حياده وكل مبادئه الإنسانية والأخلاقية ) وجد نفسه في تلك اللحظة ، بين أمرين أحلاهما مر !!! أجبر على ترك فرصة ضرب نظام الخرطوم ، في مقتل ومحاصرته حتى تزهق روحه ، على ضوء القتلى الذين وقعوا في شوارع الخرطوم … ولكن السؤال الأصعب ، الذي كان لهم بمثابة الغصة في الحلق … إذن ماذا أنتم فاعلون بـ( محرقة مصر ) !! إذن أمران أحلاهما مر ، ولكن العشق القديم ، في ضرب اي ( رائحة ) لحكم إسلامي ، هي التي جعلتهم يغضون الطرف عن ما جرى في السودان ، حتى لا يساءلوا وماذا عن مصر …!!!؟ ولكن سيظل الاستهداف قائماً إلى أن تقوم الساعة أو تقوم قيامة الامبريالية والصهيونية … اذن هي فعلاً رسالة ( لقبيلة النعام ) في السودان ، ولذلك انتقل سريعاً لثانياً

ثانياً لو حكم الاتحاديون والامة ترى ماذا هم فاعلون !!؟؟

دون أن يرمش لي طرف عين اذا جاءت مجموعة الامام الصادق المهدي او مجموعة مولانا الميرغني وأزاحوا الإنقاذ وانفردوا بالحكم أقولها بملء فمي لن يبرحوا محطة برنامج ( المؤتمر الوطني الاسلامي ) في الحكم قيد انملة … عفواً انا لا اتحدث عن هل هناك اسلام مطبق وموجود ، في الشارع السوداني ام لا … لكني اتحدث عن استحالة تنازل أحزاب المؤتمر الوطني ، وحزب الامة ، والاتحادي الديمقراطي ، وحتى الشعبي ، قيد انملة عن ما يقوم به المؤتمر الوطني الان دفاعاً عن عقيدة السودان الإسلامية ، ولكنها للأسف هي حقاً غفلة ومكايدات وحقد وحسد ( قبيلة النعام) ، داخل هذه الاحزاب صاحبة البرنامج الاسلامي ) !!! نعم كتب الشاعر الجاهلي ( لقيط بن يعمر الايادي ) الذي كان يعمل في بلاط الملك كسرى ، مترجماً له ، ويعيش عيشاً هنيئاً رغداً ، ولكنه عندما اكتشف أن كسرى ، يعد العدة لإبادة قبيلته ( اياد ) ، ارسل لهم تحذيره في قصيدة قال عنها النقاد انها ( ابلغ قصيدة قيلت في النذير ) قال:

ياايها الراكب المزجي مطيته

نحو الجزيرة مرتاداً ومنتجعا

إبلغ إياداً وخلل في سراتهم إني

أرى الرأي إن لم أعص قد نصعا

يالهف نفسي ان كانت أموركم

شتى وأحكم أمر الناس مجتمعا

الا تخافون قوماً ( لا أبا لكم )

أمسوا اليكم كأمثال الدبا سرعا

أبناء قوم تآووكم على حنق

لا يشعرون أضر الله ام نفعا

في كل يوم يسنون الحراب لكم

لا يهجعون اذا ما غافل هجعا

….الخ ..!

لماذا دائماً لا نستبين النصح الا ضحي الغد ، وعوامل توحدنا لا تقارن بعوامل تشتتنا ، على الإطلاق … ( تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت احادا )

ثالثاً الإصلاحيون ( د. غازي والأستاذ كمال عمر ) !!!

الذي يصعب تصديقه او ابتلاعه ، او مجرد تخيله ، ان يستنسخ لنا ( كمال عمر آخر) من دكتور غازي صلاح الدين … هذه قطع شك ستكون علامة من علامات الساعة … نعم هذا لا يمكن له أن يحدث ، حتى ولو في الحلم ، ولكن للأسف الشديد ، واعتقد جازماً أن دكتور غازي لم ينتبه أن طبيعة الأشياء في الدنيا ، ستمارس حكمها السيئ ، والردئ ، بأن يضم حزبه مجموعة أناس ، كل همهم ودأبهم هو ( هم ) أسوأ سياسي إسلامي معاصر الأستاذ ( كمال عمر ) !!! كل أهدافهم الرخيصة والمبتذلة ان يسقط مشروعهم الذي بنوه طوبة طوبة … نعم ( نسخ ) الأستاذ كمال عمر كل دأبهم وهمهم هو ( هدم تل الانقاذ ثم الجلوس علي رأس التل ) !!! مع الدكتور غازي صفوة محترمة ، ولكن للأسف طبيعة الأشياء جعلت هناك نسخاً تشبه إلى الحد الكبير الأستاذ كمال عمر ومجموعات المغالاة في أحزاب المعارضة ، والتي ودونما أن تتحسس أقدامها ، بدأت تعيش مشوار ميل المعارضة بالخطوة الاولى … ودعني اطرح السؤال المباشر ، هل سيهلل ويكبر الاصلاحيون لو قدر للانقاذ السقوط الداوي ، بانقلاب كان أو بهبة شعبية !!؟ نعم قالها ( شبيه ) دكتور غازي ، الدكتور احمد الدعاك ، انه من السذاجة بمكان التنازل عن ( محاكمة 25 عاماً من انتمائهم للمؤتمر الوطني ) …!! رغم الصعوبة البالغة التي تواجه دكتور غازي ، ومجموعته الا انني ارفع يدي للسماء ، متضرعاً ان يلهم ( اخوة يوسف ) الصواب … نعم نحتاج لمدرسة سياسية جديدة ، تربي الناس على أدب الانشقاق ، لا سيما اذا كانت الفكرة والمبدأ واحداً ولكن الوسائل والممارسة هي الخطأ … صعب … صعب … صعب ولكن دعنا نأمل …!!! سيظل هوانا مقسماً بين ( القصر ) و ( حلة حمد ) !!!

رابعاً انفجارات المؤتمر الوطني .. او عمر السياسي وعمر لاعب الكرة !!!

أتعجب بل أطيل التعجب ، عندما يتحدث الناس كثيراً عن تغيير من تقدم بهم العمر (العمري ) او عمر العمل السياسي … نعم لابد من توافر شروط ( الحزب المؤسسي) ، لتدريب الكوادر وتواصل الاجيال ، وتهيئة جيل وراء جيل ، ليكون جاهزاً متى ما دعا الداعي … ولكن كثيراً ما ألحظ أن معظم المتحدثين عن شاكلة هذا التغير ، تقرنه بالسن ، كأني بهذا السياسي ، يمارس كرة قدم ، وليس السياسة … لاعب كرة القدم محكوم بعمر محدد في الملاعب ، ولكن السياسي العكس تماماً ، سنوات خبراته وتراكماتها ، تجعله الافيد والانفع ، والاكثر تأهيلاً ، … لا اقصد علي الاطلاق ( الى ما لا نهاية )بل اطلب المزاوجة بين الخبرة والشباب ، ان منطق السياسة يتطلب تهيئة جيل من بعد جيل ، متى دعا الداعي ، ساعتها يكون ذلك هو المطلوب من ( حزب مؤسسي محترم ) بل مؤهل ليحكمك وانت مطمئن …!!!

وكرءوس مواضيع لمقال قادم اقول واتساءل :

هل يمكن الاستغناء الكامل عن اخطر ، واهم ، واكفأ ، شخصياتنا السياسية ، الاستاذ ( علي عثمان محمد طه ) أم هي ترتيب للأوراق ، ليعود رئيساً للمؤتمر الوطني وللسودان في الانتخابات القادمة خلفاً للمشير البشير ، الذي أعلن رفضه التجديد بعد انقضاء فترته … من العقل بمكان ، ولمصلحة السودان اولاً والمؤتمر الوطني ثانياً ان يأخذ الاستاذ علي عثمان ، دورة رئاسية لو لم تكن دورتين (8سنوات ) ، فعلي الاقل ( دورة واحدة ) 4 سنوات يتم خلالها تدريب كوادر وقيادات جديدة للمرحلة القادمة !!!

تساؤل ثاني هل ما حدث داخل المؤتمر الوطني ، من حدث اشبه بالزلزال ، للحرس القديم رسالة عنيفة تخلخل الاركان بقوة وعنف عند ( المتكلسين ) في قيادات الاحزاب الاخرى ودعوة ( بالمجاني ) لشباب الاحزاب للانتفاضة ضد حرسهم القديم ( المتشبث ) …!!!

هل ما حدث هو رسالة بصورة غير مباشرة لجماعة الاصلاحيين المنسلخين من المؤتمر الوطني ، وهل يستطيع بروف غندور ان يعيد اللحمة بين الاصلاحيين ومؤتمرهم الوطني بما عرف عنه من مقبولية .

ترجل دكتور نافع ، هل يعد كسباً للمؤتمر الوطني وهو بداخله ، وكسباً آخر وهو بخارجه ، باعتبار أنه أشجع وأخلص من نافح ودافع عن حزبه ، اما الكسب للمؤتمر الوطني ونافع خارجه قد تحد من غلواء الكارهين للمؤتمر الوطني من شاكلة عبارات ( لحس الكوع ) وتقليل حماسها واندفاعها في ضرورة اسقاط النظام …!!!؟

ثم كيف تفهم ونشرح ونحلل ابتعاد اخطر ثلاث شخصيات في تاريخ الانقاذ عن ( مطبخ الانقاذ ) دكتور الترابي والاستاذ علي عثمان ودكتور غازي !!! تحاول ذلك ( الاربعاء القادم بإذن الله

ياسر محجوب محمد بابكر: صحيفة أخبار اليوم [/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. الاسلاميين هم من اضاعوا السودان واقعدوهو طيلة ربع قرن من الزمان ليتهم يذهبوا الى مزبلة التاريخ ويريحونا منهم

  2. أحيييييييك أساذ ياسر محجوب … مقال رائع وتحليل أكثر من رائع بل والأروع في مقالك هذا هو وصفك للأستاذ كمال عمر القيادي بالمؤتمر الشعبي بأنه ( أسوأ سياسي إسلامي معاصر ) .. فعلا مثل هذه الكتابات هي التي تجعل المتابع للشأن السياسي في البلاد يتثقف أكثر وأكثر .. لك التحية والتقدير مرة أخرى …