منوعات

جمال الوالي يتكفل بـ( 90 ) ألف جنيه لأسرة الحوت


[JUSTIFY]تكفل السيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ بدفع ( 90 ) مليون لفائزة محمد الطاهر والدة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز بعد أن التقت به بواسطة الفنان الشاب محمد جعفر محمد الشهير بـ( الجعفري ).
وقال الجعفري : بدأت علاقتي بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز عندما استمع إليّ في جلسة بآلة العود بمدينة الدويم في منزل ابن خالته أسامة عوض الذي يجاورنا هناك وكان أن قال : أنت مكانك الخرطوم فقلت : أن شاء الله وعندما جئت إلي الخرطوم نفذت نصيحته بالانضمام إلي مركز شباب ام درمان أولاً فما كان من الحوت إلا وطلب مني المجيء إلي مركز شباب الخرطوم بحري وكان أن عرفني بالأساتذة هناك وعلي رأسهم محمد زين العابدين الشهير بـ( ممي ) وآخرين فانطلقت من هناك وطوال علاقتي به جئت إليه مرتين في منزله بحي المزاد بالخرطوم بحري فترك في دواخلي انطباع جميل يؤكد أنه فنان إنسان ورسالي.
وعرج إلي فترة مرضه بمستشفي رويال كير بالخرطوم؟ قائلاً : في اليوم الذي ذهبت فيه إليه كان قد قرر له الأطباء الخروج من المستشفي فأنا كنت في سفر خارج البلاد وبعدها أسعف للمرة الثانية ومنها نقل بالطائرة إلي مستشفي ابن الهيثم بالمملكة الأردنية الهاشمية التي توفي بها.
وماذا بعد وفاته؟ قال : شددت الرحال إلي المملكة العربية السعودية التي أقمت بها عدداً من الحفلات للحواتة هناك بما فيها ليلة وفاء للراحل محمود عبدالعزيز وقدمت من خلالها عملين للحوت ( لهيب الشوق، يا عمر ) وفي مدينة الرياض أيضا أحييت حفلاً للحواتة المقيمين بتلك المدينة ووعدتهم أننا سنأتي إلي هنا مرة آخري لتقديم حفل في أول ذكري للفنان الراحل محمود عبدالعزيز ترافقنا والدته الحاجة فائزة محمد الطاهر وشقيقه مأمون عبدالعزيز و يعود ريع الحفلات لأسرته.
واسترسل : ومنذ مجيء من الخارج أتواصل مع أسرة الراحل وخاصة والدته لوضع حد لإشكاليات تتعلق بإرث الحوت الذي تلقيت في إطاره اتصالاً هاتفياً من والدة محمود عبدالعزيز وهي تخطرني بمشاريعها التي تعقد العزم علي ترجمتها لأرض الواقع ومن بين تلك المشاريع عمل مع منظمة بريطانية وكان أن لبيت نداءها وتفاكرت معها إلي أن وصلنا إلي مشكلة البوكس (الدبل كاب) الذي يدخل في إطار الورثة وهي لا تود أن تبيعه باعتبار أنه ذكري غالية من ابنها إلا أن أبناء الحوت لديهم حق فيه يتمثل في مبلغ مالي كبير لذلك قمت باصطحابها إلي الأستاذ جمال الوالي رئيس نادي المريخ في منزله فرويت له إشكالية الميراث في البوكس وأكدت له أننا ننوي إقامة حفل كبير بإستاد المريخ فما كان من جمال الوالي إلا وتكفل بدفع مبلغ الـ( 90 ) ألف جنيه بالإضافة إلي الحفل.
فيما كشف الفنان الصادق شلقامي الذي ربطته بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز علاقات في الإطار الخاص والعام.. كشف عن الحفلات التي قام بإحيائها إنابة عن الراحل أبان ما كان طريح الفراش بمستشفي رويال كير بالخرطوم إلي جانب أنه روي بعض القصص التي مرت بهما أثناء مشاركتهما في المحافل الجماهيرية التي تنظم بشكل رسمي أو عفوي وأبرزها حملة علم السودان من خلال مسارح مفتوحة ومتحركة إلي جانب أن الحوت سجل معه موقفاً إنسانياً دون أن تكون له معه معرفة في ذلك الوقت فإلي روايات شلقامي بعد الرحيل.
وقال : بدأت علاقتي بالراحل عبر الزمالة في العمل بقوات الشعب المسلحة في ( سلاح الأسلحة والذخيرة ) عبر الفرقة الموسيقية التي وجدت الفنان الراحل محمود عبدالعزيز قد سبقني في الانضمام إليها وكان أن قام باحتضاني كفنان في بداية مشواره الفني وكان هو برتبة رقيب وأنا برتبة العريف
وكان خلال تلك الفترة فناناً في تعامله مع الآخرين بالحنية والطيبة لذلك لم يكن الجمهور جديداً علي الحوت الذي كان ينافس في مهرجانات الجلالات الخاص بتنافس الوحدات العسكرية فيما بينها والدورتين اللتين شارك فيهما كان الأول بدون منازع.
وأردف : في تلك الفترة أتذكر أن الفنان الراحل محمود عبدالعزيز سجل معي موقفاً إنسانياً حيث أنني تلقيت اتصالاً هاتفياً يؤكد فيه محدثي من الطرف الآخر أن شقيقي توفي بالمملكة العربية السعودية وصادف أنني كنت موجوداً بـ( سلاح الأسلحة والذخيرة ) ولم أجد مالاً يمكنني أن أسافر به إلي مدينة كوستي فما كان من أخونا والأب الروحي للفنان الراحل بشير الصافي الشهير بـ(كارلوس) إلا وطلب مني أن استقل معه عربته التي توجه بها مباشرة إلي منزل الفنان محمود عبدالعزيز بالمزاد وكان أن دلف إلي داخل المنزل ثم عاد مصطحباً الحوت الذي ما أن رآني إلا وقام باحتضاني باكياً وكأنه يعرف شقيقي منذ سنوات في دلالة علي أنه كان إنساناً بمعني الكلمة ومن ثم دس يده في جيبه وأخرج مبلغاً مالياً في حدود الخمسة مليون جنيه هي التي أقمت بها مراسم عزاء شقيقي بمدينة كوستي في العام 2000م من تاريخه وهي من المواقف الخالدة في ذاكرتي ولن أنساها مدي حياتي لما فيها من موقف ينم عن أصالة معدن الحوت.
وأردف : من ذلك الموقف جمعتني به الكثير من التجارب للدرجة التي أصبحت معها علاقتي به علاقة شخصية في التفاكر في الأمور الفنية ما يعني أنني كنت قريباً جداً منه في حياته حتى شاءت الظروف أن يغني لي أغنية من الحاني حملت عنوان ( قسوة ) من كلمات سفيان حسن عبدالله الحواشابي أنتجت في البومة الغنائي الذي حمل عنوان ( الحنين ) فهي كانت التجربة الفنية الأولي لي معه فكانت بالنسبة لي فخراً وإعزازاً كون أنه غناها الحوت الذي أضاف لها لمسات جمالية خلدتها في ذاكرة (الحواتة) ما جعلتني غير قادراً علي ترديدها بعده لأنه أزال عن الأذهان فكرة أنني أغني أغاني الحماسة فقط لذلك تعاملت معه للمرة الثانية في أغنية دليب ( ما تقومي تمشي ) وقد أجري لها عدداً من البروفات قبل فترة مرضه.
وأضاف : وألتقيت بالحوت علي مستوي المنابر في افتتاح استادات الناشئين وكان يمنحنا جميعاً إحساساً راقياً فنحن فقدنا ركيزة من ركائز الغناء السوداني خاصة وأنه فنان محبوب ويمتلك جماهيرية لا يشق لها غبار وبالتالي استفدنا من وقفته معنا في المسارح المختلفة بالمدن والأرياف.
هل أغنية ( قسوة ) جذبت إليك جمهور الحوت؟ قال : لم ألحن هذه الأغنية للتقرب من الحواتة ولكن رداً للجميل الذي طوقني به في حياته وعندما توفي كان لي الشرف أن أتحدث عنه بعد الوفاة مباشرة من خلال قناة النيل الأزرق وذلك بحكم العلاقة الواضحة لإدارة القناة حيث كانت أخر إطلالة لي معه عبرها في أفراح تحرير مدينة ( هجليج ) حيث كان الحوت لحظتها يداعبني في الاستديو وهو يتهيأ للغناء بمصاحبة آلة الاورغ التي كان يعزف عليه وقتئذ محمد زين العابدين الشهير بـ( ممي ) وكان أن وقفت بالقرب منهما فقال الحوت : ( امشي من جنبنا.. أنا داير أغني الأغنية دي.. الزول دا بتلقاهو في أي حتة ) وكان دائماً ما يناديني بـ( لبن ).
وأين التقيت به مرة ثانية؟ قال : وتواصلت اللقاءات بيني وبينه في احتفالات علم السودان الذي كنا أنا و الحوت من الأساسيين فيه وعندما ظهر الحوت مع السيد الرئيس المشير عمر البشير في عدد من الصور من بينها تدشين الحملة الانتخابية للسيد الرئيس واستطاع الحوت أن يستقطب جزء كبير من جمهوره للمؤتمر الوطني بمشاركته في أنشطة المؤتمر الوطني طوال السنوات التي سبقت وفاته ما يؤكد أنه كان فناناً رسالياً بكل ما تحمل الكلمة من معني.
ما هي ابرز المواقف التي مرت بك مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز؟ قال : أتذكر أننا كنا نستقل عربة (دفار) في شكل مسرح متحرك في شارع من شوارع مدينة المنشية بالخرطوم وأثناء ما كنا نمضي في وجهتنا ونحن نغنى أغاني تدعم ذلك الاتجاه لمح بعض الشباب الحوت وهو يجلس بجواري وكنت لحظتها أغني في أغنية حماسة فما كان من عمال البناء الذين كانوا يتناولون وجبة الإفطار بأحدي البقالات إلا أن يأتون نحونا وهم يحملون الصحن الذي به طعامهم وهم يقولون : ( طعمة يا حوت.. طعمة يا حوت ) وكعادته استجاب وتناول منه ومطاردة أولئك الشباب لدفار الحوت دلالة واضحة لحب الناس له للدرجة التي لا يدركون كيف يعبرون له عما يجيش في دواخلهم وأكثر ما لفت انتباهي في الشباب الذين أشرت لهم أنهم كانوا مصرين إصراراً شديداً وعندما فعل الحوت أصبحوا يصرخون وكأنهم حققوا حلماً غالياً أو صعب المنال لم يكونوا في يوم يتوقعون تحقيقه.
وماذا بعد ؟ قال : عندما مرض الفنان الراحل محمود عبدالعزيز كنت أول الذين ذهبوا إليه في منزلهم بحي المزاد بالخرطوم بحري وحينما أسعف إلي مستشفي رويال كير كنت أزوره ما بين الفينة والأخرى وصادف آنذاك الوقت أن الكوتش محسن سيد لديه زواج شقيقته في نادي سباق الخيل بالخرطوم وكان قد اتفق مع الراحل علي إحياء الحفل الذي دفعوا مقابله المبلغ المتفق عليه وشاءت الظروف أن يتزامن موعد مراسم الزفاف مع أول يوم يتم فيه إسعاف الحوت إلي رويال كير فاتصل عليّ شخصين طلبا مني أن أنقذ الموقف بأن أغني بديلاً للفنان الراحل محمود عبدالعزيز وكنت لحظة تلقي الاتصال باتحاد الفنانين ولم أكن مهيئاً لذلك المهم أن الموسيقي الشاب الشافعي شيخ إدريس منحني بدلة (فول ست) وكان أن غنيت الحفل الذي اعتذرت من خلاله بالإنابة عن الفنان الراحل محمود عبدالعزيز وطالبت الحضور وقتها أن يدعو له بعاجل الشفاء وكنت أحس أنني وضعت في موقف صعب جداً لأنه من الصعب أن تغني في حفل حضوره يعلم أن فنانه الحوت وهي كانت أهم حفل بالنسبة لي في حياتي الفنية كون أنه تم اختياري بديلاً للفنان الراحل وأيضا من قبل سبق وأن استعان بي لكي انوب عنه في حفل زفاف بمنطقة شمال الخرطوم بحري وأيضاً كانت ظروفه الصحية ليست علي ما يرام وأنا غنيت الحفل بقلب يملأه بعضاً من الحزن لمرض صديقي رغماً عن الحضور الذي استقبلني في ذلك الحفل وكان أن رددت أغنيتين للفنان الراحل محمود عبدالعزيز ( الفات زمان ) و( قسوة ) فالأخيرة من الحاني وحتى بعد وفاته كنت اغني حفلاً بالحاج يوسف وكان الحضور يطلب مني أن أغني للحوت فكان أن نعيته ومن ثم تحدثت عنه وقلت لهم أن هنالك تجربة لحنية جمعتني به فبدأت أغني في أغنية ( قسوة ) ولم يدعني الحضور أن أكمل الأغنية إلي نهايتها حيث أنهم حملوني علي الأعناق علي أساس أنها من ألحاني باعتبار أنهم أصلاً سمعوها بصوت الحوت في حياته ولم ارددها لأن الجمهور صدح بها إلي نهايتها فتفاجأت بذلك حيث أنهم يحفظون الأغنية عن ظهر قلب الأمر الذي أدهشني جداً.
ماذا دار بينك وبينه في منزله عندما كان مريضاً؟ قال : لم يكن وضعه الصحي متدهوراً علي
النحو الذي أسعف به إلي مستشفي رويال كير بالخرطوم وكان أن طلب مني أن أغني له أغنية ( فارس الحديد إن حمي ) وما أن انتهيت منها إلا وطلب مني ترديد أغنية ( الدود قرقر ) التي صدح بها معي علي أساس أنه كان يريد أن يوضح لي أنه غير متألم من المرض للدرجة التي وقف فيها راجلاً بعد أن كان جالساً ما قادني إلي الإمساك به حتى لا يسقط علي الأرض وكنت كلما قطعت الأغنية خوفاً عليه يقول : ( لا أستمر في الأغنية يا لبن ) وكان أن نفذت رغبته إلي أن انتهت الأغنية ثم غني لي هو الأغنية التي وضعت الألحان لها بعنوان ( ما تقومي تمشي ).
وماذا بعد وفاته؟ وقال : أنا أول من لحن له مرسية أرسلها شاعرها عندما كنت في سرداق العزاء بحي المزاد بالخرطوم بحري حيث أنه اتصل عليّ هاتفياً فقلت : من أنت؟ قال : أنا عبدالعظيم عثمان الدش فقلت : ماذا تريد؟ قال : لدي قصيدة أود إسماعك إليها فقلت : أنا في منزل عزاء الفنان الراحل محمود عبدالعزيز ولا يمكنني أن استمع لقصيدة في هذا التوقيت فقال : القصيدة التي أتحدث عنها بخصوص الحوت فقلت : أرسلها في رسالة نصية وكان أن وصلتني ولحنتها وغنيناها شخصي وصفوت الجيلي، ثنائي الصحوة، منتصر الهلالية وهي منتشرة في الواتساب والفيس بوك واليوتيوب وإلي آخره من وسائط التقنية الحديثة ولدينا فكرة أن نصورها فيديو كليب نزور من خلاله قبره ومنزله بالمزاد بالخرطوم بحري.

الخرطوم : سراج النعيم[/JUSTIFY]