رأي ومقالات

احمد منصور: عسكرة النظام في السودان


لم أكن أدرك وكذلك ضيفي النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه أن الحوار الذي أجريته معه في برنامجي التليفزيوني «بلاحدود» في 6 نوفمبر الماضي سيكون الظهور الإعلامي وربما السياسي الأخير للرجل الذي كان ينظر إليه على أنه المنظر الأول للنظام السوداني بعدما شارك الرئيس عمر البشير في الإطاحة بزعيم الحركة الإسلامية في السودان الدكتور حسن الترابي في العام 1999.

وقتها ذهبت للسودان وأجريت حوارين على مدى أسبوعين أحدهما مع الرئيس عمر البشير والآخر مع الدكتور حسن الترابي وأدركت أن الرئيس الذي جاء من خلفية عسكرية نجح فيما قام به جمال عبد الناصر في مصر قبل ذلك عام 1954 ـ مع الفارق ـ في استخدام الحركة الإسلامية وسيلة حقق من خلالها انقلابه العسكري عام 1989 وبعد تربعه على السلطة أطاح بالجناح الأقوى بعدما استطاع أن يشطرها إلى نصفين استبقى الطامحين وعباد الكراسي إلى جواره بينما أطاح بالمعارضين له، ولم يكن هؤلاء يدركون في ذلك الوقت أنهم أكلوا حينما سمحوا للعسكر أن يأكلوا الثور الأبيض، بعد الإطاحة بالدكتور حسن الترابي أصبح علي عثمان محمد طه الذي كان نائبا للدكتور الترابي في الحركة الإسلامية السوادانية هو عراب النظام ومنظره وكافأه البشير على ما قام به بأن عينه نائبا أول للرئيس، وكان ينظر للرجل طوال هذه السنوات على أنه الشخصية الغامضة التي تسير الأمور من وراء الكواليس لكن الحقيقة كانت غير ذلك وهي أن الرئيس العسكري هو الذي كان يرسخ أقدامه وأقدام العسكر في أركان الدولة مع ترك الفتات لحلفائه من رجال الحركة الإسلامية في السوادان الذين أطاحوا بزعيمهم وقائدهم وبقوا إلى جوار الجنرال الذي يسيطر على مقاليد السلطة.

أخذ علي عثمان محمد طه طيلة خمسة عشر عاما يساعد الرئيس البشير على قصقصة أجنحة رجال الحركة الإسلامية في السلطة والإطاحة بهم أو إبعادهم إلى مناصب هامشية، وكان الرئيس يستخدم الجميع لتقوية أوضاعه، وأوضاع العسكر داخل منظومة الحكم، كما أقام نظاما أمنيا قويا وفي ظل وضع كهذا كان من الطبيعي أن ينتشر الفساد في البلاد، حينما حاورت نائب الرئيس السوداني ظل يدافع عن النظام وعما حدث ولم تكن لديه إجابات مقنعة على كثير من الاسئلة أو رؤية واضحة لمستقبل السودان وهذا ما جعل أحد الذي تحدثوا معي بعد الحوار يقول «لقد كان أداء نائب الرئيس في الحوار انتحارا سياسيا بكل المقاييس» لم يمض شهر إلا وكان البشير قد أطاح بنائبه الذي ساعده طيلة خمسة وعشرين عاما على ترسيخ أركان حكمه ثم عسكر الدولة عبر كل التعيينات التي جرت في الحكومة أو أركان الدولة الأخرى ليؤكد على أن كل من يدعم العسكر سوف يكتوي يوما بنارهم. احمد منصور
جريدة الوطن القطرية


تعليق واحد

  1. [SIZE=6]من الاجدر لك أن تكتب في العسكرة التي تمت في بلادك بعد ان جاء الاخوان المسلمون للحكم بانتخابات حرة لامثيل لها .[/SIZE]

  2. صحفي في قامتك يا احمد منصور يتحدث بصطحية ام ان هذا نوع من اللوم على عدم وضوح وقوف الحكومة السودانية اتجاه الانقلاب لكن موقف الحكومة موقف عقلاني لان مصر نسميها ام الدنيا ونحن اكبر بلد عربي ونحن اخر جيش تبقى على سبيل المثال ليبيا الجاره كم قيمة المبالغ التي منهوبه واهلها

  3. مقال في قمه السطحية ، يبدو أن الرجل اتعقد من أي حاجة اسمها عسكر أو عسكري بعد ما حصل في مصر.

  4. للاسف أحمد منصور على الرغم من تجربته الغنية في مجال السياسة . اعمته ميوله الحزبية عن قول الحقيقة. وانا اسأل أحمد منصور من قال لك ان البشير وبكري حسن صالح وعبدرالرحيم ليسو من كوادر الحركة الاسلامية.
    ثم ان على عثمان لم يعين في النيابة بعد المفاصلة بل قبل المفاصلة وكان ذلك مقترح د. الترابي حيث قدم للرئيس البشير 3 اسماء ليختار منها نائب اول بعد رحيل الفريق الزبير محمد صالح في حادث الطائرة المعروف.
    حديث احمد منصور عن العسكر فيه مغالة وحقد لا تخطئه العين . ارحمونا يا ناس الجزيرة شوية فمرة انتم مع النظام ومعكم شيخكم المطبل القرضاوي ومرة ضده عندما ما لايروق لكم . كنت تتوقع يا سيادة احمد منصور ان الامور سوف تسير كما كانت . بس يجب ان تعرف ان كل الوزراء الجدد الذين تم تعينهم مؤخر لم يكن من بينهم من هو خارج الحركة الاسلامية .
    أها عرفت انت عندك ناساتك هم بس الحركة الاسلامية

  5. هذا الرأي ذكره من قبل د حسن الترابي في كتبه ومقالات صحفية وأحمد منصور ينقله نقلاً؛ والحق أن على عثمان لم يكن يسعى لمجرد سلطة فهو رجل صاحب مبدأ وفكر ويحترمه الكثيرون في الحركة الإسلامية لوضوح فكره وطهارة يده؛ وأما بقاؤه في النظام فكان من أجل الحفاظ على وحدة الكلمة وعدم ضياع الكسب المتحقق بإبقاء الشريعة الإسلامية كدستور رغم انفصال الجنوب الذي كان ثمنها؛ وهي الحكمة التي لم يصل لها شيخه الترابي إلا بعد 14 عاماً عندما انفصل مغاضبا وكوّن حزباً لم يأبه له أحد ليرى اليوم أن وحدة الحركة هي الأساس وأن رأي الحوار هو المدار؛ كما أن المبدأ الأصولي للحركة الإسلامية هو أن من يلتزم تطبيق الشريعة وتتم له البيعة عبر استفتاء أو انتخابات يكون هو الرئيس؛ ونعتقد أن ذلك حدث للرئيس عبر انتخابات عامة ولم يترشح نواب الرئيس للانتخابات العامة وإنما فازوا في دوائر جغرافية وحسب.

  6. انت ما فاهم حاجة يا احمد منصور… البشير من أزهد الناس في السلطة وأنت تصوره بما تهرف لا بما تعرف

  7. o
    w]احمدمنصور لم اكن ا تخيل انك بكل هزه السزاجةوالسطحية وعدم معرفة ما يدور في السودان.كلف نفسك وابحث عن الحقيقة ليحترمك القراء.

  8. انا غايتو المزيع احمد منصور دا بكرهو لله بحس بانو منافق ويهودى مدسوس للعرب فى قناة الجزيرة

  9. مع كل احترامي لاخ احمد منصور واناواحد من اكثر معجبي ومتابعي برنامجه الا انني اختلف معه تما ما في هذا المقال حيث انه لم يوفق في هذا المقال السطحي كما انه يقول ان اجابات علي عثمان سطحيه ايضا هو معلوماته كانت سطحيه ولم اكن اعرف الدكتور احمد لم يكن لديه معلومات كافيه عن الحركه الاسلاميه بالسودان وما يدور داخل النظام . وهناك شئ ارجو انا لا يجعل احمد منصور ينس كل الجوانب الاخر اذا ان احمد منصور غضبه من العسكر في مصر جعله يشن هجوم على كل العسكر في اي جهه واي بدله عسكريا لا يا احمد النظام في الخرطوم ليس عسكريا صحيح جاء على ظهر دبابه الا انه تحول الى نظام شمولي يشمل كل الاطياف ثم الى نظام برلماني والمعلومه الثالثه انا حتي العسكريين هم ايضا حركه اسلاميه لس هناك تشابه بينه وبين نظام السيسي حتي تعتبره كذاللك وتشن عليه هجوم لكي يصل السيسي مرحله الانقاذ يحتاج الى ثلاثين الف سنه ضوئييه