سياسية

البحث عن سلام ولكن على استحياء !


[JUSTIFY]لا يمكن تفسير تردد حركات دارفور المسلحة ما بين عدد من المنابر، منذ وورشة أروشا فى تنزانيا ولقاء كلمندو، إنتهاءاً بأديس أبابا التى تشهد ورشة سلام دارفور إلا باعتباره بحث عن سلام ولكن على استحياء!

وتكمن المشكلة هنا في أن الحركات الدارفورية الثلاث، أو بالأحرى (ما تبقى منها) وقفت لسنوات موقفاً متعنتاً من قضية التفاوض والحل السلمي وهي فى ذات الوقت غير قادرة عملياً على العمل المسلح، فقد كانت تجربة 10 أعوام فى العمل المسلح كافية لأن ترسخ لديها قناعة ألاّ جدوى على الإطلاق من وراء العمل المسلح مهما اتسعت رقعته خاصة وان هذه الحركات الدارفورية عايشت من قبل تجربة الحركة الشعبية الجنوبية والتي قاتلت لما يجاوز العقدين دون أن تحرز شيئاً يذكر وكانت ترفض التفاوض الى أن اضطرت لقبول التفاوض وحصلت على ما حصلت عليه عبر مائدة التفاوض.

ولعل الفارق هنا -ما بين التجربتين- شديد الاتساع ففي حالة الحركة الشعبية الجنوبية تلك التى حركة واحدة بينما الحركات الدارفورية المسلحة متعددة ومتقاطعة المصالح الأمر الذي يضيف عاملاً اضافياً أكثر سوءاً بالنسبة لها، وقد تلاحظ أن جبريل إبراهيم زعيم حركة العدل هو الآن أكثر الداعين -سراً طبعاً- الى التفاوض والحل السلمي، وذلك بعد أن فقدت حركته طاقماً عسكرياً ميدانياً هائلاً ومؤثراً متمثلاً في دبجو ورفاقه والراحل محمد بشر، كما أن وجود حركته (وهي ضعيفة جداً) داخل منظومة ما يسمى بالجبهة الثورية بكل ما بداخل هذه الجبهة من إذلال سياسي وتهميش زاد من طين معاناة الرجل بلاً.

وعلى الجانب الآخر فإن من الطبيعي أن يخشى جبريل من أن ينجح القادة المنشقين عنه فى سحب البساط نهائياً منه، وهذا أمر وارد إذا كنا نتحدث عن عمل سياسي وتنموي فى دارفور تقوده السلطة الإقليمية بنجاح وتستقطب الدعم الدولي والإقليمي له وترعاه الشقيقة قطر.

من المؤكد أن مرور الوقت على ما يجري فى إقليم دارفور من بناء وتنمية سوف يقلل تدريجياً من فاعلية الحركات الدارفورية المسلحة.

من جانب آخر فإن جبريل وعبد الواحد ومناوي شعروا بهواجس مقلقة لدى طوافهم على بعض العواصم الأوربية مؤخراً، حيث لم تحظ الزيارة رغم ما بذلوا فيها من إلحاح وترجي بالاهتمام المطلوب من قبل المسئولين الأوربيين الذين التقوهم هناك.

فالمسئولين الأوربيين لديهم تقديراتهم الخاصة وهم يعلمون (وزن) هذه الحركات المتمردة الآيل الى الانكماش والتلاشي، وفى الوقت نفسه فإن عيونهم وآذانهم تلتقط نجاحات الحكومة السودانية فى تحسين علاقاتها مع دولة جنوب السودان للدرجة التى حرص معها الرئيس الجنوبي سلفاكير للتخلص من كل مساعديه الذين كانوا يعرقلون تقارب جوبا مع الخرطوم.

وعلى ذلك فإن حركات دارفور المسلحة -بلا أدنى شك- تبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهها المراق ولهذا فهي تقدم رجلاً وتؤخر أخرى تبعاً لحركة الرياح السياسية التى تهب حالياً على السودان وتجعل من الخرطوم (مدينة دافئة) بالنظر الى غيرها من العواصم الأجنبية !

سودان سفاري[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. [SIZE=5]أصلا حركة جبريل لم يعد لها وزن بعد مقتل أخيه الذي هو أكثر حنكة وذكاء

    التفاوض مع هؤلاء الذين تفرقت بهم سبل المصالح لن يأتي بخير[/SIZE]