تحقيقات وتقارير

الجلسة ألاولى للبرلمان بعد تغييرات الجهازين التنفيذي والتشريعي


[JUSTIFY]الحركة المحمومة التي انتظمت أروقة المجلس الوطني أمس داخل القبة وفي ردهاته، والتي كان يغلب عليها الطابع الاجتماعي، ربما كانت لافتة لانتباه وسائل الإعلام التي تراصت وتكاثرت أكثر مع خطاب وزير المالية الجديد “بدر الدين محمود” حول إيداع مشروع موازنة العام 2014م الذي رسم ملامح عامة لم يخل منها أي خطاب لوزير مالية سبقه، فيما تجاهل التطرق للأنباء التي تواترت عن قرارات اقتصادية جديدة تقضي برفع بقية الدعم عن السلع والخدمات مطلع العام الجديد.
تزامن الظهور الأول لرئيس البرلمان الجديد “الفاتح عز الدين” مع ظهور أولي مماثل لوزير المالية “بدر الدين محمود” في جلسة أمس، التي لم تخل كذلك من وجود حرس الإنقاذ سواء القديم مثل د. “نافع علي نافع” و”أحمد إبراهيم الطاهر” أو وجوهه الجديدة التي صعدت على قمة المسرح السياسي خلال الفترة الأخيرة مثل “حسبو محمد عبد الرحمن” نائب رئيس الجمهورية، وبروفيسور “إبراهيم غندور” مساعد رئيس الجمهورية وبعض وزراء التشكيل الوزاري الأخير.
} ساعة للوطن
بدأ المجلس الوطني أعماله أمس بتخصيص الساعة الأولى للاحتفال بذكرى إعلان الاستقلال من داخل البرلمان، الذي يصادف اليوم، وأتاح رئيس المجلس الفرصة لممثلي القوى السياسية داخل البرلمان، فتحدث “مهدي إبراهيم” رئيس كتلة نواب المؤتمر الوطني، و”إسماعيل حسين” رئيس كتلة نواب المؤتمر الشعبي، و”أحمد بلال عثمان” عن الاتحادي الديمقراطي المسجل، و”عثمان عمر الشريف” من الاتحادي الأصل، وممثل عن الحركة الشعبية، فيما تحدثت “عفاف تاور” ممثلة المرأة و”عباس الخضر” ود. “الحبر يوسف نور الدائم”.
} استقبال “نافع” بالأحضان
كان د. “نافع علي نافع” من أوائل الواصلين إلى المجلس، واستقبله بعض النواب من أمام البوابة الرئيسية بالأحضان الساخنة والابتسامات العريضة، ثم دلف إلى قبة البرلمان وجلس في المقعد المجاور لمقعده المخصص له، الذي يحمل الرقم (368) وبعد نهاية الجلسة بحث عنه الصحافيون كثيراً، ولكن مسعاهم عاد خائباً.
} حسم من البداية
أظهر رئيس المجلس الوطني الجديد د. “الفاتح عز الدين” حرصاً شديداً على الالتزام بالوقت المحدد لكل متحدث.. وقاطع معظم المتحدثين وطالبهم بالالتزام بالوقت إلى الحد الذي جعله يشتد على “إسماعيل حسين” و”عثمان عمر الشريف”، ويطالبهما بالتوقف عن الحديث بعد نهاية الفترة الزمنية الممنوحة لهما.
} مطبات الكهرباء في وجود وزيرها الجديد
أولى جلسات المجلس الوطني بعد التغييرات الأخيرة في الجهازين التنفيذي والتشريعي، شهدت حالتي انقطاع للكهرباء صبيحة الأمس عن قبة البرلمان، كانت الأولى أثناء مداخلة د. “مهدي إبراهيم” عن الاستقلال، ورغم أن القبة تحولت إلى ظلام دامس عجز إثره الصحافيون عن تدوين إفادات د. “مهدي” إلا أن رئيس كتلة المؤتمر الوطني استمر في الحديث.. والثانية كانت أثناء تلاوة وزير المالية “بدر الدين محمود” لخطابه.. وفي ذات الوقت الذي كانت إضاءة المجلس خافتة للغاية، كان وزير الكهرباء الجديد د. “مكاوي” يمعن التحديق في بيان أمامه لصعوبة الرؤية مع انقطاع الكهرباء، فيما كان جاره في المقعد يغط في سبات عميق.
} “بلال”.. خطبة وهاتف محمول
وزير الإعلام “أحمد بلال عثمان” قدم خطبة عصماء عن أهمية المحافظة على مكتسبات الرعيل الأول من صانعي الاستقلال.. وانشغل بقية الوقت في تصفح هاتفه المحمول، وأكثر من التصريحات الصحافية بعد نهاية الجلسة.
} رئيس البرلمان السابق يستشهد بـ(الآيباد)
رئيس المجلس الوطني السابق مولانا “أحمد إبراهيم الطاهر” جلس لأول مرة في الأماكن المخصصة للنواب في المقعد رقم (69) بعد نحو عشر سنوات كان خلالها الآمر الناهي في البرلمان.. وهاجم “الطاهر” أحد الصحافيين الذي أورد في مقال له أن إعلان الاستقلال من داخل البرلمان لم يكن بإرادة سودانية خالصة، واستشهد “الطاهر” في ختام مداخلته بقصيدة تمجد رواد الحركة الوطنية ودور البرلمان في الاستقلال كانت مكتوبة على جهاز (الآيباد) الخاص به.
} وعكة طارئة لوزير المالية وإنقاذه بـ(كباية موية)
وزير المالية “بدر الدين محمود” أصيب بحشرجة أثناء تلاوته الخطاب، وبدأت الكلمات تخرج بصعوبة بالغة من فمه، ومع محاولاته المتكررة لمواصلة القراءة مع انحباس صوته تصاعدت إزاء ذلك أصوات النواب تطالب رجال المراسم بإسعافه بكوب ماء.. واستجاب أحدهم وأسرع خارج قبة البرلمان لإحضار كوب ماء لإزالة الاحتباس الصوتي الوقتي الذي أصيب به الوزير، ثم واصل تلاوة خطابه بعد هذه الوعكة الطارئة.

البرلمان: محمد إبراهيم الحاج:صحيفة المجهر السياسي[/JUSTIFY]