الطاهر ساتي

تشاد ولكن ..« ثم من ..؟؟»


[ALIGN=JUSTIFY]** نعم ، ما كان يجب أن تكون في أم درمان أية معركة عسكرية مع حركة متمردة تحركت اليها من مسافة تقدر بألف وخمسمائة كيلو متر تقريبا .. هكذا قالت الصحف والناس ثم البرلمان ، بالاجماع .. وعلى سلطة البلد العليا أن تستمع لحديثهم ثم تعالج تلك الأسباب التي بسطت أرض البقعة سوحا للقتال ، فالخوف على الأنفس والثمرات هو الذي يثير غبار حديثهم ولا شئ آخر، وهى أنفس وثمرات مناط بحمايتها سلطة البلد العليا ، وليست أية جهة أخرى .. تلك زاوية مهمة نظر بها الكل الى ماحدث فى أم درمان ، و رغم الاحتفاء ببسالة الجنود وتضحياتهم تظل تلك زاوية عصية على كل محب لبلده أن يغض عنها النظر ، وكذلك يجب أن تحدق السلطة عبرها الى مجمل الحدث ..!!
** وبمناسبة حب البلد ، ليت ميدان الخليفة عبد الله انتقل لكل بيت ، حتى يقف الكل على حقيقة مهمة فحواها بأن تلك التى هاجمت أم درمان ليست حركة خليل ابراهيم فحسب ، ولا تشاد فقط كما يظن البعض ، فالعدة والعتاد أكبر من حركة خليل وأعلى من ميزانية تشاد ، وكذلك في ميدان الخليفة تحدق فيك عيون شباب هم الذين واجهوا بصدورهم ذاك الغدر .. والغدر ليس بالضرورة أن يكون هو فوهة بنادق ومدافع خليل ابراهيم التى اخترقت صدور أولئك البواسل ، ولكن الغدر هو أن يحتضن وطنك وشعبك بالترحاب من يحسبانه صديقا لهما ثم يتفاجآن بالخنق وكسر الأضلع في أحضانه أو يتفاجأ ظهرهما بطعنة خنجره .. ولهذا فقط ، أي لأن حركة خليل ابراهيم لم تكن في معركة أم درمان الا مخلب غدر ، انحاز البلد – شعبا وأحزابا – لخندق الجيش والأمن والشرطة ، ولا حياء في ذلك ، بل كل الفخر في ذلك ، في زمان فيه نضال البعض لايميز الأشياء ، حيث يستنكر نضالهم ترويع المواطنين بدارفور ويحتفي بترويع المواطنين بأم درمان ، وكأن مواطني أم درمان خلقوا خصيصا للترويع .. نضالهم – ان كان شريفا – كان يجب أن يرفض «عنف أم درمان » بذات القوة التي رفضت « عنف الطينة .» .. ولكن البعض المناضل لم ولن يفعل ذلك ، لأن النضال الشريف أيضا – كالزواج – ،،، « قسمة ونصيب » ..!!
** المهم .. هناك « جهة ما » هى التي مولت حركة خليل ابراهيم بالعدة والعتاد ، وهى جهة اتخذت تشاد يدا للتسليم فقط لاغير .. فالنظام التشادي ليس ثريا بحيث ينفق على حركة خليل انفاق من لايخشى حركات التمرد التى تحيط به ، وزحفت نحوه – قبل شهرين ونصف – زحفا كاد أن يطيح به ، ولو كان للنظام التشادي كل تلك العدة لأعد بها نفسه يوم اكتساح المعارضة هناك كل أنجمينا عدا قصر ديبي ، وعليه فان حركة تأتي بمعدات عسكرية تقدر بملايين الدولارات ما هى الا مخلب غدر لجهة خزانتها أوسع وأعمق من الخزانة التشادية ، نظام ديبي ساهم فى الغزو بجيش يسمى فى مثل هذه المعارك بالمرتزقة فقط لاغير ، وهو الاسم الذي يطلق على كل محارب بلاقضية ، فقط كل همه ان يؤدى مهمته نظير مبلغ من المال ، قد يكون مليونا كما أعترف بعض أطفال تشاد الذين جاء بهم خليل ، فالمرتزق هنا اسم على مسمى وليس بلقب سياسي مراد به الكسب السياسي ، كما قلت يجب على بعض الغافلين تمييز الأشياء بحيث «سوءات الوطني » يجب ألا تعمي أبصارهم وبصائرهم عن «محاسن الوطن» .. حتى ولو كانت لحركة خليل أو غيرها من الحركات والأحزاب السودانية الحاكمة والمعارضة ، حتى لو كانت لها قضية مشروعة فهذا لايبرر لها بأن تؤدي دور حصان طروادة أو تصبح مطية لكل دولة – تشاد وغيرها – ذات أجندة تختلف شكلا ومضمونا عن أجندة الشعب السودانى بمختلف أحزابه وحركاته ..وعليه ، فليبق السؤال جهيرا على لسان كل سوداني حتى تأتيه الاجابة من حكومته ..نعم، تشاد دعمت حركة خليل ، ولكن ..« ثم من …؟؟؟» …!!
إليكم – الصحافة -الخميس 05 /6/ 2008م،العدد 5374
tahersati@hotmail.com[/ALIGN]

تعليق واحد

  1. كلامك غير صحيح في كثير من تعبيراته وفي تقاضيك عن الذي يحصل في دار فور