رأي ومقالات

د. هاشم حسين بابكر : إنهم يجتنبون بطاقة التأمين الصحي !!


[JUSTIFY]حينما يكون الحديث عن صحة المواطن، فإن الأمر يستحق كل اهتمام من جانب الدولة، فالأمر يتعلق بصحة المواطن وحياته، ومقدرته على أداء مهام الحياة!!

وأول ما تهتم به أي دولة هو صحة مواطنيها، فالمواطن المريض لا يستطيع تقديم ما يفيده وأسرته والدولة في آخر الأمر!!
تحدثت في الأسبوع الماضي عن الصيدليات التي تتعامل مع بطاقة التأمين الصحي وكيف تعامل المرضى، إذ ترهق هذه الصيدليات المواطن المرهق أصلاً وتضع كل المتاريس حتى تصرف له الدواء هذا إن وجد!!

كل هذه الذلة كي يحصل المواطن على الدواء بثلاثة أرباع قيمته، وهي نسبة عالية جداً وارتفعت كثيراً بعد ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازي وغير الموازي، ورغم هذا لم يتم رفع قيمة التأمين بما يوازي الارتفاع في سعر الدولار الذي يرتفع يومياً، ونتيجة لهذا فإن المريض مجبر على شراء نصف حاجته من الدواء بحجة أن التأمين لا يؤمن على القيمة!!

هذا عن الصيدليات، أما عن المستشفيات التي تتعامل مع التأمين الصحي وآخذ مثلاً مركز السودان للعيون الذي حدد يوماً واحداً في الأسبوع للمتعاملين بالبطاقة التأمينية، تفسير هذا الإجراء أنه رفض مبطن للتعامل ببطاقة التأمين الصحي ولا يمكن تبريره بأي حجة أخرى!!

المريض الذي يأتي بالبطاقة التأمينية وهو في حالة تحتاج لإسعاف سريع يمكن بقرار المركز إلا يتم إسعافه إلا في اليوم الذي حدده، يعني الحالة المستعجلة لا تهم المركز طالما كانت تحمل بطاقة التأمين، أما ذات الشخص إن دفع مبلغ المائة جنيه قيمة الكشف فإن هذا المواطن سيتم التعامل معه وإسعافه!!

ما ذنب المواطن الذي عليه أن يقابل الدكتور بصفة دورية كل أسبوعين أو كل شهر لماذا يُلزم هذا المواطن بالحضور في يوم واحد فقط من أيام الأسبوع، وتصوروا معي أعداد المواطنين الذين يحملون بطاقات التأمين هل سيستطيع المركز معاينتهم جميعاً في ذلك اليوم؟ ولماذا هذا الإجراء لحامل البطاقة؟ وإذا كانت الجهة التي أصدرت البطاقة هي من يقوم بالدفع للمستشفى فلماذا تعامل المستشفيات حاملي البطاقة بهذه القسوة وعدم الاهتمام، أليست صحة المواطن أهم ثروة للدولة؟!

وإذا كانت الجهة المنوط بها دفع فرق العلاج تدفع ذلك الفرق فلماذا يعاقب المواطن المسكين على ما ليس له فيه ذنب؟!
وهذا يقودنا إلى القول بأن هناك فوضى في الدولة لا يتعرض من تسبب فيها للمساءلة، إنما يتحمل وزرها المواطن البسيط ليزداد سقماً على سقم!

ما الذي ترجوه الدولة من مواطن مريض؟! هل تتوقع منه إنتاجاً؟! وهل ينمو اقتصاد دولة غالبية مواطنيها مرضى وعاجزون عن دفع فاتورة العلاج التي ترتفع بدرجة جنونية يوماً بعد آخر!!

إن أهم حقوق يجب أن يتمتع بها الإنسان هو حقه في العلاج بجانب حقه في التعليم وإن أهدرت هذه الحقوق فلا رجاء في دولة غالبية مواطنيها مرضى والأخرى جهلة!!

لقد خاطبت وزارة التخطيط الاجتماعي ووزارة الصحة، ويبدو ألا رجاء فيهما لذلك سأتركهما يحصدان ذنوب هذه الأمة المريضة وأتمنى لهم رصيداً كافياً ينعمان به في ذلك اليوم!!

واليوم أتوجه لرئاسة الجمهورية ولقائد الجهاز التنفيذي الفريق أول بكري حسن صالح، سيدي إن أخاك المواطن الذي أنت مسؤول عنه أمام الله يعاني حين يقابل الطبيب ويعاني عند صرف العلاج، فقد أصبحت البطاقة التأمينية بالنسبة للمستشفيات والصيدليات أمراً تجتنبه اجتناب المؤمن للخمر والميسر والأنصاب والأزلام، فانظر ماذا أنت فاعل معهم يا هداك الله!!

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. [SIZE=5][FONT=Arial[SIZE=4]]بيض الله وجهك وجعلك من عتقائه من النار وجعل هذه الرسالة لك في يوم القيامة في ميزان حسناتك لا تعلم كم اثارت اعجابي هذه الرسالة الصريحة الواضحة والغير منمقة باكازيب او تحريف او حتي تطبيل لشخص او لمسئول وليس بها اي تجريح او مساس بكرامة شخص فانت تحدثت فاوجزت سلمت يداك اخي وجعلك دائم النظر للمواطن المغلوب علي امره … فجزاك الله كل خير[/FONT][/SIZE][/SIZE]

  2. ما اعلمه ان اصحاب التأمين الصحى يعاملون بأحترام ولا انكر ان هنالك بعض من عدم الامبأله من بعض الصيادله ولكن الحمد لله على نعمة التأمين …
    يأخوانا اتقو الله فيما تقولون