رأي ومقالات

د. حسن التيجاني : في مثل هذا اليوم يجب أن نعيد على أجيالنا سيرة بسالة قادتنا وساستنا


[JUSTIFY]مهما تساقطت سنوات أعمارنا فهذا يزيدنا عراقة في سنوات استقلالنا وكلما مرت السنوات فمرورها يؤكد أننا محونا ذكرى الاستعمار من عقولنا عبر أجيالنا المتلاحقة… كيف لا ومن أجل الوطن (تروح الروح) فداءً له وحباً فيه فدعوها تذهب السنوات.

هذا يوم عظيم من أيام شعب السودان الذي بطبعه يكره الذل والهوان.. يوم فيه انجلت له الحقيقة… وصار حراً أبياً قوياً رغم (قوياً) دي عندي فيها راي… (لكن خلوها تمشي المرة دي)… وطن يتنفس أنفاس الحرية لذا يجب أن يتم الاحتفال بهذا اليوم تحديداً في إطاره التاريخي يوم أن انجلى من أرضه المستعمران واستلما أعلامهما وغادرا بلا رجعة… يجب أن نحتفل بحرية الرأي والقرار.. فقرارنا حر ورأينا يخصنا… واحتفالنا بهذا اليوم لا يجب أن يكون تحت راية رأس السنة ولكن احتفالاً بعيد الجلاء… بذكرى رفع العلم السوداني المعترف به أياً كان هذا العلم في صورته القديمة أم الجديدة لا يهم ولكن يهم أن يرفرف العلم عالياً خفاقاً على مرّ الدهور والأجيال تعبيراً عن العزة والكرامة.

بلد كالسودان نعم يجب أن يكون حراً فأرضه طاهرة وشعبه أصيل له جذور وله صفات وعادات نادرة… شعب لا يشبه سائر الشعوب بل هو متميز في ذكائه وشجاعته وبسالته… اليوم نرفع راية استقلالنا… فقد سطّر التاريخ لنا مجداً جديداً وعزاً فريداً من حقنا أن نعيد ذكرى البطل المناضل السيد إسماعيل الأزهري ورفاقه الكرام الذين سطروا أروع التضحيات وهم يصارعون المستعمر حتى (رضخ) لطلبهم وغادر… والتحية للرجال الذين دفعوا الثمن غالياً لأجل أن يبقى السودان حراً أبياً مستقلاً.

في مثل هذا اليوم يجب أن نعيد على أجيالنا سيرة بسالة قادتنا وساستنا.. يجب أن يعلموا أن الحرية صُنعت بعناء وكد وصبر واجتهاد… لذا يجب عليهم أن يحافظوا على حرياتهم وعلى وطنهم السودان… تحتفل اليوم الأمة السودانية بعد أن استقلت وتحررت من دنس المستعمر والاستعمار البغيض… الاحتفال في هذا اليوم يكون بالتعبير عن الفرح بترديد الأناشيد التي أثارت الحماسة في نفوس الشعب حتى انتفض… وترديد العبارات الدالة على الشجاعة والبسالة والعزة والكرامة… وفي مثل هذا اليوم يجب الابتعاد عن كل ما يعكر صفو هذه المناسبة… ويبرجل ترتيبها وتخطيطها ويجعلها تفقد معناها ومضمونها… فليست المناسبة هي التي يعبَّر عنها بشرب الخمر ولا لعب الميسر ولا الانغماس في الليالي الحمراء بل يجب أن تكون صلاة ودعاء وابتهالاً وتقربًا إلى الله وشكرًا وحمدًا حتى يدخل فجر اليوم الجديد من العام السعيد بإذن الله… ليستقبلوا عاماً جديداً مليئًا بالتفاؤل والمحبة والسلام (ليت السلام يعود يوماً لأحكي له ما فعلت بنا الحروب)… اللهم اجعله عام سلام حقيقي واستقرار وهدوء وهيجان في الاستثمار ونجاح في الاقتصاد وهدوء في البال… اللهم اهدنا طول البال و(أعط كل من لا بال له بالاً) اللهم آمين يا رب العالمين.. وكل عام وأنتم بخير.

(إن قدر لنا نعود)

صحيفة الإنتباهة[/JUSTIFY]