رأي ومقالات

مبعوث سلفا للخرطوم .. ماذا في الحقيبة الدبلوماسية ؟؟


[JUSTIFY]منذ اندلاع وتيرة الحرب الأهلية بجنوب السودان أعلنت حكومة المؤتمر الوطني موقفها من التطورات الجارية في الجنوب والمتمثل في ضرورة حل الأزمة الراهنة هناك عن طريق الحوار، واستعدادها للقيام بكل ما يمكن لإنجاح وساطة الإيقاد بين طرفي الصراع في جنوب السودان ولعل موقف حكومة الشمال ظل بائناً للرأي الدولي عبر مبعوثي حكومة سلفا كير للبشير ومن أبرزهم السيد هيلي منقريوس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لكل من السودان وجنوب السودان. باعتبار أن الولايات المتحدة أكبر جهة مانحة للدولة الوليدة منذ حصولها على الاستقلال.

حيث وصل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الخرطوم لإجراء مشاورات مع الحكومة السودانية حول التطورات الجارية في جنوب السودان، والذي حمل رسالة أن للسودان مصلحة إستراتيجية في استقرار الأوضاع في جنوب السودان، وأنه سيكون أكثر الدول تضرراً من تدهور الأوضاع الأمنية هناك. وتأتي الزيارة المتوقعة لمستشار رئيس سلفا للشؤون القانونية تيلار دينق حاملاً رسالة إلى رئيس الجمهورية تتناول الأوضاع في دولة الجنوب وما توصلت إليه جوبا من اتفاق لوقف إطلاق النار مع المتمردين في ظروف أكثر تعقيداً من ذي قبل لجهة أن الغرض منها توضيحات لما توصل إليه طرفا الصراع بأديس أبابا من اتفاق أخذت تطوقه تبادل الاتهامات بين الجانبين أفضت إلى وأده وفشل عوامل نجاحه بمعاودة إطلاق النار بين الطرفين مرة أخرى والرجوع إلى مربع الحرب، ما تحمله حقيبة مبعوث الجنوب من حقائق أهدرها رؤساؤه تثير الكثير من التساؤلات بشأن جدوى الزيارة وما يمكن مناقشته خلاف الاتفاق ومدى حاجة الجنوب لوقوف الشمال بجانبه في المحادثات الجارية ؟ في ظل اتفاق المجتمع الدولي على أن الأزمة تؤكد ضعف وعجز المؤسسات السياسية في الدولة الوليدة، في وقت وصف فيه مراقبون سياسيون الزيارة بالطبيعية وتأخذ شكلاً روتينياً باعتبار أن الغرض منها نقل ما حدث من اتفاق وحمل ما أمن عليه حكومة الشمال إلى الجنوب، وأشاروا إلى طبيعة التفاهم بين الحكومتين بشأن مآلات الاتفاق وتدفق النفط بجانب الأوضاع الأمنية وتزايد اللاجئين والوصول إلى رأي محدد.

إلا أن الخبير السياسي د. محمد العباس ذهب إلى عكس ذلك وأكد في حديثه لـ (الإنتباهة) أن الزيارة لها بعد سياسي شديد التأثير بالنسبة للطرفين لجهة الصراع القبلي المميت الدائر في الجنوب مشيرًا إلى أن الشارع العام ملم بتفاصيل ما يدور من خلاف في الجنوب واعتبر إن الخطوة تأتي من أجل ضمان موقف السودان مبكرًا يساعده في طرح الحلول التي يعرضها في المباحثات الجارية وضمان تأييد الشمال لها لعلم سلفا كير بأهمية ووضع السودان الإقليمي في المنطقة ودوره القيادي والقوي، وقال إن الاتصال الوثيق بين الحكومتين أحد سمات الاتفاق لافتة إلى أن الفشل والنجاح في المفاوضات تعتبر سمات عامة.

ويبدو أن زيارة مبعوث الجنوب لأول مرة منذ اندلاع الحرب على خلفية ما جاد به قدح الولايات المتحدة الأمريكية على لسان وزارة الخارجية الأمريكية في تعليق يعد نادراً على جهود الرئيس السوداني عمر البشير لحل النزاع في جنوب السودان، ومدحها لزيارة البشير لجوبا، وبحث سبل تنفيذ اتفاقات التعاون بين البلدين وسبل استمرار تدفق النفط الجنوبي بأن ( لا شيء يدل على أن السودانيين يلعبون دوراً سلبياً وهم يعملون من أجل مفاوضات سلام بين المتنازعين في جنوب السودان ، أي الرئيس سلفا كير وخصمه نائبه السابق رياك مشار ) وتعليق آمال عراض على موقف الشمال من القضية بتعزيز قرارات الجنوب، ولكن حكومة المؤتمر الوطني أبدت مواقف متوازنة أمام اندلاع فتيل الحرب بالجنوب دون محاباة لطرف على حساب الآخر، فالموقف السياسي يقع رهينة النظر إلى المواقف بدقة متناهية، فالمستقبل القادم مجهول أمره لمن تؤول الأمور في حالة الفر والكر المتبادلة بين أطراف الصراع مما يعني أن للسياسة لعبة أخرى يتوجب على الشمال قرأتها بعين المتفحص فعدو الأمس أصبح صديق اليوم.

صحيفة الانتباهة
مروة كمال[/JUSTIFY]