تحقيقات وتقارير

الاعتداء على المسنات.. أمراض المجتمع الغريبة


[JUSTIFY]طبين فترة واخرى يفجع المجتمع السوداني بحادثة بعيدة كل البعد عن قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا، وآخر تلك الحوادث التى تكررت لأكثر من مرة ظاهرة الاعتداء على المسنات من قبل بعض الشباب الطائشين الذين يفتقدون أقل مقومات التربية والادب والاخلاق ، وهناك قصص كثيرة مثيرة للدهشة والتعجب والاشمئزاز وتدعو للتساؤل : ماذا اصاب بعض شبابنا ليسلكوا هذا السلوك غير القويم؟ هل للعولمة وعصر الانفتاح دور في ما حدث وسيحدث؟

«الإنتباهة» اصطحبت بعض الحوادث التى تم فيها الاعتداء على المسنات.. كما استطلعت رأي بعض الناس.. وختمنا جولتنا برأي علم الاجتماع.
الحادثة الأولى كانت تلك المرأة المسنة تقف في الشارع العام طلباً لوسيلة نقل «ركشة»، فتوقف لها شاب في مقتبل العمر، فوصفت له المكان الذي تود الذهاب اليه، فقام الشاب بتغيير وجهته الى مكان غير معروف، وعندما كانت تسأله تلك المسنة عن السبب يرد بأن ازدحام الشارع هو السبب وراء تغيير وجهته، وعندما وصلا الى مكان بعيد طلب منها النزول لأن هناك عطلاً اصاب «الركشة»، وعندما نزلت بناءً على رغبته، اتضح انه ضمن مجموعة من الشباب جاءوا الى رحلة ترفيهية الى ذلك المكان وذبحوا الذبائح ولم يجدوا من يقوم بتنظيف «الكمونية» لطهيها، فما كان من ذلك الشاب الا ان وعدهم بأنه سوف يحضر لهم من يقوم بتلك المهمة، وقد كان، فأجبر تلك المرأة المسنة على تنظيف «الكمونية» تحت التهديد والالفاظ النابية، ولم تشفع توسلاتها ولا دموعها بأنها في عمر أمه، وبعد الانتهاء من مهمتها الموكلة اليها قام بإرجاعها الى المكان الذي اخذها منه. ورجعت الى منزلها وهي في أسوأ حالاتها النفسية.
الحادثة الثانية حدثت تلك القصة باحدى ولايات السودان قبل فترة من الزمان، عندما قام بعض الصبية باختطاف امرأة مسنة عندما كانت تهم بإحضار «اللبن» من البقالة التى لا تبعد كثيراً من منزلها، وكان الوقت بُعيد المغرب بقليل، وكان هناك «خور» كبير يفصل بين منزلها والبقالة، وعندما توسلت اليهم قائلة لهم بأنها امرأة مسنة ومن «القواعد من النساء» ردوا عليها بدون حياء أو خجل «أليست بك مقومات النساء!؟»، وقاموا بالاعتداء عليها بطريقة وحشية لا تمت للإنسانية بصلة.

ئعندما كان أحد الشباب مرافقاً لوالدته المريضة بأحد المستشفيات، فوجئ بوجود سيدة تخطت الستين من عمرها احضرت الى المستشفى في حالة اعياء كامل، وعندما استطلع الأمر تبين انها تعرضت لحالة اغتصاب من شباب في مقتبل اعمارهم. فسادت حالة من الضجيج في المستشفى، وارتفعت الاصوات مستنكرة ومندهشة ومُدينة ما حدث.
في حالة لا وعي الاستاذ عبد الحى ابو بكر قال بانفعال واضح: إن تلك الجرائم كانت بعيدة كل البعد عن مجتمعنا السوداني، لكن هنالك اعتداء يتم على المسنات بطرق اخرى غير الاعتداء الجنسي، على سبيل المثال في المركبات العامة قد تتعرض المرأة المسنة الى الكثير من المضايقات من مضايقات لفظية وفعلية، وهذا نوع من انواع التحرش والاعتداء.

«من يقوم بتلك الافعال الشنيعة لا بد ان يكون في حالة لا وعى بسبب تناوله المخدرات التى تعمل على تغييب العقل تماماً»، هكذا ابتدرت السيدة سمية الفاضل حديثها، ثم اضافت قائلة إن نعدام التربية هو السبب الرئيس في ذلك النوع من الجرائم، بالاضافة الى غياب الوازع الديني، ولا ننسى دور العولمة والانفتاح على الفضاء الخارجي.
رأي علم الاجتماع الأستاذة سلافة بسطاوي الباحث الاجتماعي أفادتنا بقولها: «من الظواهر الغريبة في المجتمع اعتداء صغار السن على نساء متقدمات في السن، ويجب علينا أن نعرف الأسباب التى ادت الى ذلك، ومن تلك الاسباب تعاطي المخدرات، ولم تكن هناك تربية كافية منذ البداية في ما يتعلق بالتعامل مع الآخرين، والشخص الذي يقوم بذلك يكون بعيداً عن الدين تماماً، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا».

والتربية دخلت فيها مفارقات ومستجدات، فالأم عندما تتعامل باحترام مع زوجها وابنائها والعكس، يسود جو من الود والاحترام بينهم، وبالتالى يتشبع الفرد منذ الطفولة بمفاهيم التعامل مع الآخرين وفق معايير تربوية صحيحة.

وبالنسبة للتحرش او الاعتداء على المسنات فإن ذلك يأتي نسبة لعدم الفهم لكيفية الاشباع الجنسي ومفاهيمه وفق اسس علمية، لذا يجب ثقيف ابنائنا في هذه الناحية.

ومن الاشياء المهمة عدم التربية بطريقة اسلامية صحيحة وانعدام الوازع الديني. وكذلك هناك أقران السوء والعولمة والثقافات الوافدة من العالم الخارجي التى لا تأصيل لديها في المفاهيم التربوية. ومن يقوم بمثل تلك الأفعال الشنيعة غالبيتهم من الفاقد التربوي أو خارج مظلة التعليم، لأن التعليم يساعد على التربية إذا ما أغفلتتها الاسر. كما أن دور العبادة لها القدح المعلى في التربية والتوجيه الاخلاقى، ولكن مثل هؤلاء أبعد ما يكونون عن دور العبادة والمساجد.

صحيفة الإنتباهة
سحر بشير سالم
ع.ش[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. [SIZE=5]الركشات هي سبب البلاوي مخدرات وجرائم
    الاسلام عندما قال محرم سداً للذرائع وقفلا لابواب الشيطان
    [/SIZE]