حوارات ولقاءات

حوار مع المستشار الأمني المُقال لوزارة الداخلية بدولة الجنوب بعد إطلاق سراحه


[JUSTIFY]في أكثر من مناسبة يقول العميد خميس عبد الله، المستشار الأمني لوزارة الداخلية المُقال، بأنه من المؤيدين للرئيس سلفا كير ميارديت، وأنه سيعتزل العمل السياسي بمجرد أن يترك الرئيس منصبه الرئاسي. اُعتُقِلَ قبل يومين من المحاولة الإنقلابية الفاشلة بتهمة المشاركة في التخطيط لها، لكن اُطلِقَ سراحه لاحقا بعد أن صنفته اللجنة ضمن المجموعة الثالثة، والتي ليس لها أي علاقة بالإنقلاب. يتحدث عبد اللطيف في هذا الحوار عن مؤامرة قال بأنها اُحيكت ضده من قبل شخصيات مقربة من الرئيس ضمن إطار ما أطلق عليه بالصراع داخل الصندوق. وفي تفسيره أن الشخصيات المقربة من الرئيس تتصارع حوله بحيث يريد الجميع أن يكون الأقرب، فإلى مضابط الحوار.
صِف لنا شعور إطلاق سراحك بعد الاتهامات الخطيرة التي كانت موجهة ضدك؟

في البدء دعوني أشكركم لإتاحتكم فرصة هذا الحوار، ما يعني اهتمامها بالقضايا الوطنية الكُبرى، فهي من الصحف الهامة جدا بالنسبة لنا في جنوب السودان. ثانيا أريد أن أؤكد، بكل ثقة وقوة وإخلاص وصدق، موقفي الثابت الأصيل الداعم للقيادة الشرعية للحركة الشعبية، والمتمثلة في شخص القائد سلفا كير ميارديت رئيس الجمهورية ورئيس الحركة الشعبية والقائد العام للجيش الشعبي. وبكل صراحة سأظل أدعم سلفا كير، وهذا هو موقفي الثابت والمبدئي. ثالثا ما حدث لي من مؤامرة

ü مقاطعة.. عذرا نحن نسألك عن شعورك؟

فهمتُ سؤالكم، ولكني أريد تثبيت هذه النقاط، لأنها أهم من شعوري. أريد القول أن ما حدث لي من اتهام بالتورط في المحاولة الإنقلابية هي مؤامرة قامت بها عناصر مقربة من رئيس الجمهورية، وهي عناصر تحتل مناصب حساسة، وهذا بالنسبة لي صراع وتنافس حول السيد الرئيس، وهي حرب وقتال داخل الصندوق. الذي تمَّ لم يكن اتهام وإنما مؤامرة تدخل ضمن إطار صراعنا حول الرئيس، وهنالك قيادات مهزوزة مقربة من الرئيس دبرت هذه المؤامرة. دعوني أشكر القرار العادل الذي أصدره مولانا فاولينو واناويلا ولجنة التحقيق بقيدة مولانا ميان. وأؤكد أيضا موقفي الداعم لضرورة توحيد صفوف قيادات الحركة الشعبية ودعم التفاوض لوقف المصادمات وتحقيق السلام في أقرب فرصة ممكنة، ليتحقق الاستقرار في البلاد. أريد أن أشير، بكل صراحة، إلى أنه لدي خلافات حادة جدا مع مولانا تيلار رينق المستشار القانوني لرئيس الجمهورية، وهي الشخصية التي أرى بأنها ساهمت بشكل كبير في تشتيت قيادات الحركة الشعبية.

ü قلت أن الاتهامات التي وُجّهت لك جاءت نتيجة لمؤامرة من شخصيات مُقربة من الرئيس، وأنها تدخل في سياق صراعكم حول الرئيس، فيما هذا الصراع؟

أنا لا أصارع حول الرئيس، ولكن هذه الشخصيات، وعلى رأسها مولانا تيلار رينق، يعملون ضد قيادات الحركة الشعبية، ولإضعاف رئيس الجمهورية ورئيس الحركة الشعبية.

ü كيف؟

لأنه يستهدف كافة قيادات الحركة الموالية والمؤيدة لرئيس الجمهورية.

ü من تقصد بالذين يستهدفهم تيلار؟

يستهدفني وكل قيادات الحزب التي دخلت في خلاف مع الرئيس.

ü إلى أي مدى أنت قريب من الرئيس ليتم استهدافك؟
تيلار يعرف مدى قربي من الرئيس، وقد ذكر في حواره مع صحيفتكم بأن خميس عبداللطيف يكتب تقارير حول الجميع ويقدمها للرئيس، بما في ذلك تقارير ضد الذين كانوا معي في المعتقل. أنا لا أكتب هكذا دون رؤية، وقد قلتُ في تقاريري لرئيس الجمهورية بضرورة أن تكون له علاقات مع قيادات الحزب التاريخية، وهي ملفات تحدث عنها تيلار، وهي موجودة لديه ولدى المستشار تور دينق. وقد قلتُ للرئيس بأن يتمسك بالقيادات التاريخية بدل هذه الشخصيات الانتهازية التي جاءت بحثا عن مناصب ومنافع شخصية.
ü ماذا تقصد بالقيادات التاريخية؟

أقصد القيادات التاريخية للحزب. الحركة الشعبية تنظيم سياسي وعسكري ناضل مدة 21 عام، وهنالك قيادات معروفة ساهمت من أجل استقلال هذا البلد، والجميع يعلم من أقصد بالقيادات التاريخية.
هل ترى بوجوب أن يكون هؤلاء (القيادات التاريخية) حول الرئيس إلى الأبد، ألا تعتقد بأن لكل مرحلة شخصياتها؟

أفهم هذا الأمر، لكن أن تأتي لمجرد محاربة قيادات الحركة، وأنت خارج هذه الزمرة، أي القيادات التاريخية للحركة، ولست شخصا مخلصا للرئيس والحزب، بل فقط انتهازي تبحث عن منافعك الشخصية، إذن أنت شخصية لا يجب أن تكون قريبة من الرئيس.

ü كيف تم التحقيق معك في المعتقل؟

كان تحقيق إجرائي عادي، فالاتهام الذي كان موجهاً من وزارة الداخلية هو أنني كُلِّفتُ من ريك مشار بالذهاب إلى الخرطوم لاستقطاب الدعم، وهذا هو الاتهام الذي وجه لي في الأساس. وأشكر لجنة التحقيق على عملها النزيه.
ü هل تعرضتم للضرب أو لأي إهانات؟

لا، لم يحدث شئ من هذا القبيل على الإطلاق.
ü كيف تعاملوا معكم في المعتقل؟

التعامل كان كويس جدا.
ü ماذا تقصد بذلك؟

كانوا يحترموننا ويعاملونا بشكل محترم.

ما هو نوع الطعام الذي كان يُقدم لكم؟

كل شئ كان متوفرا، كنا نأكل البرتقال والفواكه والعنب قالها ضاحكا.
ü هل كنتم تشاهدون التلفاز وتصلكم الصحف وتستمعون للإذاعات؟
نعم، كنا نقرأ الصحف ونشاهد التلفزيون ونستمع للإذاعات.
ü هل ُكانت الزيارات مسموحة؟

نعم، كانت هنالك زيارات اجتماعية. على المستوى الشخصي لم تكن لي أي زيارات اجتماعية، لكن من كان معي في المعتقل تلقى زيارات من أفراد أسرته، مثل أوياي دينق أجاك الذي زارته زوجته وأبناءه، وكذلك دكتور سيرينو هيتانق ودينق الور تلقوا زيارات من أبناءهمه وإخوتهم وبقيه أقربائهم. وأتذكر أن وزير الداخلية الفريق اليو ايانج زار الفريق الدكتور مجاك أقوت.

ü كيف كنتم تقضون أيامكم في المعتقل؟
كانت عادية، وكنا نلعب الدومينو قالها ضاحكا.

ü من كان الأكثر إنهيارا نفسيا؟

لا يوجد أي شخص من المعتقلين كان منهارا نفسيا.
ü هل كنت متفائلا بشأن التحقيق وأنه سيكون عادلا معك؟

كنتُ واثقا من براءتي، وكما تعلمون أنني كنتُ أتحدث في التلفاز حول أن سلفا كير هو الوحيد القادر على توحيد هذا الوطن، وهو حديث لم يقله تيلار رينق من قبل.

ü قلتَ في آخر ندوة سياسية لحزب التغيير الديموقراطي، والذي أقيم في جامعة جوبا، بأنك تحب سلفا كير، وأن لام أكول عالم، هل لازلتَ تحب سلفا كير بعد كل الذي حدث لك؟

نعم، لازلتُ عند موقفي، لأن سلفا كير لم يقم بهذه المؤامرة التي اُحيكت ضدي، وإنما شخصيات حوله هي من قامت بالمؤامرة.

ü كيف كانت طريقة الوداع مع بقية المعتقلين بعد إطلاق سراحكم؟
كانت عادية، وكل شخص كان يقول للآخر (ربنا معاك)

في تقديرك ما هو المخرج من الأزمة التي تعيشها البلاد؟

هو التمسك بالحوار، كما يجب العمل من أجل إنجاح جولات المفاوضات في أديس أبابا، لأن الخلاف كان داخل الحزب، ويرى كل المعتقلين أن تيلار رينق هو السبب الرئيسي في هذا الواقعة.
ü هل تتوقع أن تلتقي بالرئيس؟

نعم، يجب أن التقي الرئيس لأخبره بهذا الأمر.
ü أي أمر تقصد؟

لن أخبركم، لأن ما أريد قوله يجب أن يكون لرئيس الجمهورية.

ü شكرا جزيلا سعادة العميد

شكر جزيلا لكم ولصحيفة المصير، وأريد أن أقول في الختام بأن مشكلتي هي مع تيلار رينق، وسأعمل من إجل إبعاده، وجميع من كان معي في المعتقل ليست لديهم أي مشكلة مع سلفا كير، وإنما مشكلتهم مع تيلار رينق.

صحيفة آخر لحظة
حاوره : مثيانق شريلو/ أنطوني جوزيف
ت.إ[/JUSTIFY]