رأي ومقالات

د.كمال الفادنى: الشريعة الإسلامية لا تعرف غسيل الأموال


(1) الشريعة الإسلامية لا تتعامل في الأموال الملوثة والقذرة والمشبوهة والباطلة قال تعالي:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾. سورة البقرة، الآية رقم(267).

(2) عملية غسيل الأموال مصطلح غسيل الأموال: هو إدخال أو تحويل أو تعامل فى أي أموال ناتجة من عمليات مشبوهة مصدرها غير مشروع في مؤسسه مصرفية أو مالية بهدف إخفاء أو طمس المصدر الحقيقي لتلك الأموال لإكسابها صفة الشرعية.

-أموال غير مشروعة.
-أموال غبر قابلة للتداول، وهو مال حرام شرعا.ً
– تستهدف بشكل أساسي التمويه علي مصدر هذه الأموال حتى يصبح مالكها حراً في استخدامها دون خشية المطاردة القانونية.

(4) تشمل عمليات غسيل الأموال المخدرات والإرهاب: أموال وأنشطة التهريب للسلع المستوردة دون دفع الرسوم( التهريب الضريبي).أموال وأنشطة السوق السوداء والاحتكار. أموال وأنشطة الرشوة والفساد الإداري والمالي. الدخل من الأنشطة السياسية غير المشروعة. الدخول من السرقات والاختلاسات. تزيف النقد الأجنبي وتزوير العملات، تزوير الشيكات المصرفية وأوراق البنوك.

(5) يمكن استخلاص عناصر ظاهرة عمليات غسيل الأموال فى الأتي:-
– الغاسل: هو الشخص أو المنظمة أو المؤسسة التي تحوز أو تمتلك أموال غير مشروعة وتسعي إلي غسلها.
– الغسول: هو المؤسسة أو المصرف الذي يقوم بالإجراءات وتحويلها إلي أموال مشروعة.
– المغسول: عبارة عن الأموال أو المتحصلات أو غيرها الغير مشروعة

(6) تتم عملية غسيل الأموال بالمراحل الآتية:-
– أولاً: مرحلة الإيداع: وفيه يتم إيداع مبالغ الأموال الغير مشروعة، وتتم عن طريق أصحاب الأموال أنفسهم، أو عن طريق الغير بنقل الأموال أو تحويلها ألي شكل آخر من أشكال الثروة أو توظيفها في مجال آخر، وتسمي هذه المرحلة بمرحلة التوظيف.

– ثانياً: مرحلة التمويه: وهي المرحلة الأساسية لنقل الأموال الملوثة المشبوه إلي أموال مشروعة في المصرف، وهذه المرحلة تستهدف الشكل الذي استخدمت فيه الأموال بإجراء بعض العمليات وتحويلها إلي أنشطة مختلفة أو الافتراض بضمانها وتوظيف القرض، تم سحب الأموال، وتسمي هذه المرحلة بمرحلة التغطية:
– ثالثاً: مرحلة الاندماج: هي المرحلة والغاية النهائية من غسيل الأموال وهي اندماج تلك الأموال في الاقتصاد، كما لو كانت مشروعة، ثم بعد ذلك توظيفها بحريه دون خوف.

(5) خلاصة
=====================
لم يستخدم فقها الشريعة الإسلامية مصطلح الأموال القذرة ولا مصطلح غسيل الأموال، إلا أن الفكرة تقوم عليها الأصول الشرعية في تحريم التعامل ببعض الأموال لا يحل كسب الأموال عن طريق باطل ومحرم، والشواهد كثيرة في ذلك قال الله تعالي:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً﴾ سورة النساء، آية رقم 29.
——————————————
منقول من رسالة دكتوارة- كمال الفادنى – غير منشورة – بعنوان التكييف الفقهى لقوانين تنظيم العمل المصرفى – دارسة مقارنة- كلية الشريعة والقانون جامعة امدرمان الاسلامية 2010م


‫3 تعليقات

  1. موضوع مهم جدا لانه الان اصبح علامة ظاهرة جدا في الاقتصاد ويشكل تجارة هائلة من الاموال (مخدرات ودعارة واختلاسات وتهريب ضريبي ) التي تتداول لاضفاء صفة الشرعية لها بسرعة وكثرة التدوير والتداول في مختلف السلع والخدمات وسرعة دورانها لهذه التجارة ولكن في النهاية ما بني على باطل فهو باطل والقران الكريم والسنة المطهرة قد وضعت لها قواعدها قبل 1400سنة وما اكثرها الان بدون وازع ديني ولا سؤال عن الحلال والحرام في الاموال وما افسدها حتى ولو غسلت بمياه البحار وتنتشر دائما هذه التجارة باساليبها الملتوية دائما في اكثر الدول فسادا في معظم القنوات التي تداولها وهي مثال للاسواق السوداء والاقتصاد الخفي او تحت الظل ولابد من الانتباه في العقودات الاتفقات التي تتم بتجارة خارج الحدود والتامل بها((وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)) سورة البقرة وجزاك الله خيرا د.كمال علي هذه الموضوع القيم

    والله المستعان

  2. غسل الاموال يعد من الدرجة الاولي ممارسة التجارة براس مال فيه الحرمة والتلاعب والغش والعمل في انواع كبيرة وكثيرة من الجرائم التي تحقق بسببها اموال طائلة وتختلف هذه العمليات الكبيرة باختلاف انواعها وهو كل ما هو منكور ومرفوض في عالم الاقتصاد الصحيح ويتم معالجة هذه الاموال باحترافية عالية لتحويلها لاموال قانونية وشرعية وتبدا بايداع هذه المبالغ في البنوك وفتح عليها عدة حسابات لممارسة تجارة مختفية ووكلاء عدة لتحقيق نسبة سيولة عالية تسهل عملية الانتقال للشرعية والدخول في شراكات جديدة تذهب بعيدا عن مصدر الاموال الاساسي واصبحت هذه الطرق اكثر انتشارا وتداول في الاسواق وتدار بشبكات متمرسة في التهرب الديني والسياسي بدون اي امكانية لاسكاتها لتنامي الفساد والرشوة في ممارستها علي اعلى الاصعدة ولابد من الانتباه لمصادر هذه الاموال وان كانت تعمل بصور خفية قد لا تدرك مباشرة ونسال الله سلامة اموالنا وطرق كسبنا لهذه الاموال برغم انها مغرية واكثر ارباحا

  3. جزاك الله خير الجزاء دكتور كمال لقد ناقشت موضوعاً مهما ومفيداً لكثير من الأطراف ،،،، نأمل المزيد