رأي ومقالات

عمر الشريف : الحرب التى انتصر فيها الغرب من غير سلاح


[JUSTIFY]الحروب التى عرفنا وعاصرناها تكون بالجيوش والسلاح وتنتهى بأن تكون نتيجتها غالبا أو مغلوب . لكن حربنا المقصودة اليوم هى بدون جيوش ترسل لمواقع القتال وبدون اسلحة تستعمل لتدمير العدو المقصود والدول الغربية او الغرب المقصود هنا هى كل الدول الغير مسلمة فى كوكبنا هذا ونخص منها بعض الدول الاروبية وأمريكا . لقد دخلت تلك الدول فى حربها معنا وإنتصرت فيها من غير أن تخسر طلقة واحدة أو تصرف دولارا بل نحن دعمنها بأموالنا ووهبنا لها شبابنا ليصبحوا هم الجنود .

الغزو الالكترونى الذى انتشر فى العالم حتى وصل الى ما وصل اليه أصبح هدف شبابنا واصبح يملىء فراغهم وأصبح شغلهم وهمهم وحياتهم . لقد إنتشرت الاجهزة الحديثة ووسائل الاتصال والتواصل بكثرة وتنوعت برامجها وإقتناها كل من هب ودب صغيرا أم كبير ، ذكرا أم أنثى ، متعلما أم غير متعلم وكل حسب استعماله و توفرها وإستطاعته بل حتى ذهب البعض ليجعلها هى من الاساسيات وليس الكماليات ليحرم نفسه من الاساسيات ليملكها . المتابع لتلك الأجهزة والوسائل والبرامج يجد أكثرها إنتشارا فى أمتنا هى أجهزة الموبايلات والكمبيوترات بأنواعها وأكثر البرامج المستخدمة هى الفيس بوك وتويتر والوات ساب . أصبحت تغزوا بيوتنا وتنشر أسرارنا وتفرق جمعنا حتى اصبحت هى هدفنا ومستقبلنا وحياتنا .

تلك البرامج والاجهزة التى لم نتعلم كيف نستغلها لنستفيد منها فى ديننا وحياتنا اليومية حسب تعاليمنا ومعتقداتنا وعاداتنا اصبحت كارثة وعبئا علينا ، حيث نشرت ثقافات لم نعرفها فى مجتمعاتنا وأمتنا سابقا ولا تناسبنا كشعوب مسلمة وأصبحنا نقلد كل ما ينقل الينا حتى اصبحت عقيدتنا فى خطر وأصبح شبابنا ضائع فى تلك المغريات والثقافات . الذى يتابع الفيس وتويتر والوات ومنتديات الدردشة على الشبكة العنكبوتية يجد ما يصدمه ويجعله يخاف على أمته من العقاب والعذاب الذى وعندنا الله به فى يوم الحساب لكل من ترك ما أمره الله به وعلمنا له نبيه الكريم عليه الصلاة والتسليم . يجد الانسان الفاظ وكلمات سيئة تكتب من شباب فى سن الرشد ويسمع سباب من ناس كبار تعلموا وعقلوا ويشاهد أفلام وصور لا تليق بنا كأمة إسلامية .

كم من فتاة أغتصبت وكم من شخص ألحد أو إرتد وكم من شخص كذب وكم من شخص خان وكم من شخص أساء وكم أضاع عمره وعمله فيها وكم ..وكم … يا شباب أمتنا الاسلامية ويا كبارها إستفيدوا من تلك التكنولوجيا وتلك الاجهزة والبرامج التى توحد صفوفكم وتقوى إيمانكم وتنشروا بها دينتكم ورسالة نبيكم التى هى آخر الرسالات وأن تستفيدوا منها فى نشر العلم والمعرفة بينكم وتستفيدوا منها فى تطوير أوطانكم وعلى عقلائنا وعلمائنا وإعلامنا أن يوضحوا مخاطرها ومساويها لنا وأن يرشدونا للإستعمالها الصحيح والمفيد وعلى الأسرة أن تنتبه لصغارها من استعمالها لان فيها تنشر مقاطع وأفلام للصغار تعلمهم كره هذا الدين وتجمل لهم الأديان الاخرى وتخدعهم بأن أعمالنا وتقاليدنا وعاداتنا هى تخلف وأن التحرر الغربى هو التحضر.

اللهم لاتجعل تلك الوسائل تعجل فى هلاكنا كما أهلكت من قبلنا قوم لوط خسفت بهم الارض ولا قوم نوح بالطوفان ولا قوم ثمود بالصيحة ولا أل فرعون بالغرق فى البحر.

عمر الشريف
النيلين

[/JUSTIFY]