مقالات متنوعة

ولنا عودة


ولنا عودة
أخيرا إنتهى العيد السعيد ….
عرفت هذا وأنا مضغوط وسط 65746556556576 شخص من الذين يتدافعون إلى شباك تذاكر مكتب البص السياحي … هؤلاء أشخاص جاءوا على عجلة يوم الوقفة وعيدوا على عجلة وذبحوا خرافهم وألتهموها على عجلة وهاهم عائدين أ
يضا على عجلة ..أقصد على بص سياحي … سعر تذكرة البص تضاعف مرتين منذ أخر مرة كنت فيها هنا وهذا يقودني مباشرة لسبب كتابة هذا البوست … السبب هو … لحظة واحدة حتى أخرج من هذا الزحام .. من فضلك السكة .. نعم .. أخيرا الهواء الطلق … مر أسبوعان منذ بدأت إجازتي وعدت مرة أخرى لأهلي بعد غيبة طويلة إمتدت قرابة السنة .. وعملا بمبدأ ( اللقا أهلو وأحبابو ) فقد أمسك أهل البيت ب( كديسة ) الكتابة ووضعوها في جوال وأعطوني بدلا عنها فرشاة جير لأن تجهيز البيت للعيد لا يحتاج لأي مقدرات كتابية حسب إعتقادهم … أحداث كثيرة حصلت في غيابي الطويل … مات من مات وحفيت قدمي في اللهث خلف أداء واجب العزاء … بعض زملاء الدفعة القدماء – ممن تركوا سلك الدراسة ونجحوا في الحياة – تزوجوا مما جعل بعض الأهل – سامحهم الله ينعتونني ب( البايرة) أنا الذي لم أتجاوز منتصف العشرينات بعد … تغيرت مدينة ( الأبيض) كثيرا … تغيرت للأسوأ طبعا لأنه لا شئ يتغير للأفضل في بلادي إلا التغير للأسوأ … مازالت كما هي من حيث العطش وشح المياه والنيل يجري قريبا منها … مازال سكانها يعيشون أياما بلا مياه حتى شككت بأن أجدادنا كان لهم سنام … حطموا السوق القديم وبنوا العمارات العالية .. أزالوا المكتبات التي كنت أزورها طفلا ولي فيها اجمل الزكريات … لم يتركوا لي فيها سوى الرمال والذكريات وأخاف لو ذهبت ألا أجدهما حين أعود … نعم لقد أقاموا الحدائق المفتوحة وجعلوها أجمل ولكني كنت أفضل ما تعودت عليه … العمارات والحدائق والمولات كلها أشياء جميلة ولكن … هل تقبل حين تعود للبيت أن تجدهم وقد إستبدلوا أمك ب( جنيفر أنيستون ) ؟ هل فهمت قصدي ؟ الحمد لله … كل عام وأنتم بخير مرة أخرى ومبروك وصولنا إلى ثلاثة ألف … لقد قطعت تذكرتي والحمد لله … تذكرة العودة للعمل والعودة إليكم ومرحبا بكل من إنضم إلينا حديثا …. تقبلوا إعتذاري عن غيابي في الفترة الماضية ولنترك الساقية تدور من جديد

الكاتب : د.حامد موسى بشير