رأي ومقالات

إبراهيم عيسي البيقاوي: ما أحوجنا اليوم للثبات علي المباديء – كما ثبت سيدنا خبيب


[JUSTIFY]أخواني واخواتي .. القراء الكرام: فلنتذكّر الصحابة الاخيار الأحرار من أمثال سيدنا: خبيب بن عدى رضى الله عنه و أرضاه:
أخذه المشركون أسيرا معهم إلى مكة ليقتلوه أمام أهل مكّة . وكانت قد دخلت الأشهر الحرم فقالوا ننتظر حتى تنتهي الأشهر الحرم وكبّلوه بالحديد وحبسوه في بيت أحد المشركين وأوصوا زوجة هذا الكافر أن تراقبه .

تخيلوا, أنها كانت تقول: “كنت أرى في يده عنقود العنب وليس في مكّة كلِّها أيُّ عنب”. وهذا من قدرة الله عزّ وجل. المهم أن الأشهر الحُرُم قد انتهت, فأخذ الكفّار سيدَنا خبيب ليقتلوه, فخرجت قريش كلها على بكرة أبيها لترى مقتل خبيب فأخذوه وصلبوه على جزع نخلة و أمر أبو سفيانُ الرماةَ أن يضربوه بدون أن يقتلوه. فانطلقت السّهام من كل صوب تجاه خبيب ثم أوقفهم أبو سفيان وذهب إليه قائلا يا خبيب: أستحلفك بالله: أتحبُ أن تكونَ في بيتِك آمناً ويكونَ محمدٌ مكانَك؟ فتخيلوا أحبابي ماذا قال خبيب؟

قال رضى الله عنه و أرضاه: “والله ما أحبُّ أن أكونَ في بيتي آمناً ويشاكُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم بشوكةٍ في يدهِ, أفأحبُ أن يكونَ مكاني”؟ يـــــــــــــــاه, كل هذا الحب لرسول الله صلَى الّه عليه وسلم. فقال أبو سفيان ما رأيتُ أحداً يحبُّ أحداً كحبِّ أصحاب محمد لمحمد صلّى الله على محمد صلى الله عليه وسلّم, ثم قال: تمنَّ شيئا يا خبيب. قال أتمنَّ أن أصلِّى ركعتين فصلّاهما, ثم نظر إليهم ودعا الله قائلا: “اللهم أحصهم عددا . وأقتلهم بددا . ولا تبقى منهم أحدا”. فقتلوه رضى الله عنه و أرضاه.

تخيلوا بعد20سنه من وفاته وفى عهد سيّدنا عمر بن الخطاب, كان يوجد صحابي اسمه سعيد بن عامر, كان والياً علي الكوفة, فجاء أهل الكوفة ليشتكوا إلى أمير المؤمنين عمر قائلين إن هذا الوالي به مرضُ الصَرَع, يكون جالساً فيرتعشُ ويرتجفُ ثم يسقط على الأرض, فناداه سيدنا عمر سائلاً إيّاه: “ماذا يصيبك يا سعيد؟ فقال: يا أمير المؤمنين لقد كنت واقفاً يوم دعوة خبيب, “فأصابتني هذه الدعوة”, فكلّما تذكرته, حدث لي الذي يحدث”. ترون يا أخوانى مدى صدق خبيب رضى الله عنه و أرضاه.

المهم نعود إلى سيدنا خبيب بن عدي قبل مقتله وهو صحابي جليل من الأوس ، وقارئ داعية إلى دينه …

قال هذه القصيدة وهو قابض علي جمر الصبر, يلوك بعضه :
لقــد جمَّــعَ الأحــزابُ حولـي وألّبــوا *** قبائلَهــم واستجمعــوا كلّ مَجْمَــعِ
وكلُّهـــمُ مُبـــدي العـــداوةِ جاهـــدٌ *** عَلَــيَّ لأنِّــي فـي وَثَاقِـــيَ بِمضيَـعِ
وقـــد جمّعـــوا أبنــاءهم ونســاءهم *** وقُــرِّبـتُ مِـن جِـذعٍ طويــل مُمنَّــعِ
إلـى الله أشكـو غُربتــي ثـــم كُربتــي *** وما أرصــدَ الأحزابُ لي عِندَ مَصـرَعِي
فذا العرشُ صبّـــرَنِي على ما يُــراد بي *** فَقَـد بَضَّعُـوا لَحمِي وقد ياس مطمـعي
وذلـــك فـــي ذات الإلــه وإن يشـــأ *** يبـــــارك عَلَــى أوصالِ شلْوٍ مُمَزَّع
وقــد خيّرُونــي الكُفْرَ ، والموتَ دُونَـه *** وقـد هَمَلَتْ عَينَــاي مـن غَيرِ مَجْـزَع
وما بــي حِـــذارُ الموتِ ، إني لميّــتٌ *** ولكن حِــذَاري جَحْـمُ نَـــارٍ مُلفِّــع
فلسـتُ أُبَالِــي حِيــنَ أُقْــــلُ مُسْلِمَــاً *** على أيّ جنــبٍ كـان في الله مصــرعي
ولســـتُ بِمُبْـــــدٍ للعُـــــدُوِّ تَخَشُّـعَاً *** ولا جَزَعَـاً، إنّي إلى اللـهِ مَرجِعِــي

كثير ن الناس ومن الدول يمكن أن يحيد عن مبادئه إذا ادلهمت الخطوب – قليل من يثبت علي مبادئه فيقدم صورة مشرقة ومشرفة للوفاء وإحتمال الاذي والدفاع عن المحبوب وإفتداؤه. نسأل الله ان يلهمنا الثبات إن لاقينا عدوا لله وعدوا لنا وهو نعم المولي ونعم النصير.

شارك في إعدده وإخراجه/ المهندس/ إبراهيم عيسي البيقاوي
النيلين[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. [SIZE=4]الأخ الحبيب إبراهيم
    بارك الله فيك ….
    أحب هذه الأبيات وأترنم بالبيت
    ولا أبالي حين أقتل مسلما

    أما عدم الثبات فقد وصف الله تعالى فئة من الناس بأنهم يعبدون الله على حرف فقال عز وجل ” ومن الناس من يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه ،خسر الدنيا والآخرة ، ذلك هو الخسران المبين “الحج 11
    اللهم ثبتنا على الإسلام إلى أن نلقاك[/SIZE]