سياسية

السودان.. وجراب الحاوي الأمريكي !


[JUSTIFY]كُنّا من أوائل الذين توقعوا فشل التفاوض بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال، ونشرنا ذلك، وبيّنا أسباب الفشل المؤكد المتوقع، ولم يخيّب وفد الحركة الشعبية المفاوض توقعاتنا، إذ سرعان ما انهارت المفاوضات، وآلية التفاوض الأفريقية، تحاول لم الشعث، والوفد الحكومي المفاوض يؤكد على مضيّه في التفاوض، ويقبل مقترح الوسيط الأفريقي «الطيّب» بمنح وفدي التفاوض فترة عشرة أيام لمراجعة القيادات حول المقترح الأفريقي لتقريب وجهتي نظر الوفدين.

ذكرنا من قبل أن السيد ياسر عرمان، ليس أكثر من قناع سوداني على وجه الغربيين الذين يقفون خلفه ويساندون «مشروعه» الداعي إلى استئصال «المشروع الإسلامي» في السودان، لأن ذلك يتيح لواشنطن أن تجد نظام حكم «مرن» يساعدها على تحقيق ثلاثة أهداف مهمة – من وجهة نظرنا- أولها إقصاء نظام الحكم القائم الآن في السودان، مع خلفيته الإسلامية ، على اعتبار أن أي نظام حكم إسلامي في العالمين العربي والإسلامي، سيكون أعظم حاضنة وأكبر مفرخة للإرهاب.

أما الهدف الثاني فهو «تخويف» الأنظمة المتطلعة إلى تأسيس حكم إسلامي في المنطقة، والتلويح أمام قادتها بعصا العم سام دون جزرة، مع العمل على تطبيق خطة سريّة تقضي بتقسيم السودان، وفق المكونات العرقية والثقافية إلى أكثر من دولة، أضعفها الدولة الإسلامية إن تمسك البعض بإنشائها.

الهدف الثالث الذي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تحقيقه، بعد إرباك المواقف السياسية، وممارسة الضغوط على نظام الحكم القائم الآن عسكرياً واقتصادياً عن طريق جيش الحركة الشعبية قطاع الشمال، وبعض الحركات المسلحة في دارفور، هو -أي الهدف- الاستحواذ على الثروات والمعادن في السودان لصالح الولايات المتحدة الأمريكية ، أو كما جاء في كتاب الصحفي الأمريكي «سيمور هيرش» الذي حمل اسم «القيادة الأمريكية العمياء»، إذ نقل على لسان «كونزاليزا رايس» أن أفريقيا كانت على رأس اهتمامات «بوش الثاني» إذ شكلت خارطة البترول الأفريقي أساس الإستراتيجية الأمريكية، أمريكا استخدمت القوة الناعمة، ولم تنجح في زعزعة قناعات الخرطوم، واستخدمت مع حلفائها القوة الصلبة – ضرب مصنع الشفاء ومصنع اليرموك، ونسف قافلة تجارية في البحر الأحمر، وسحق سيارة لاندكروزر في بورتسودان – ولكن مواقف الخرطوم زادت صلابة.

الآن واشنطن تستخدم القوة الذكية من خلال تبني ياسر عرمان ومن معه للمشروع الأمريكي بكامل تفاصيله وكل أهدافه.. لذلك لن ينجح التفاوض سواء بعد عشرة أيام، أو بعد عام ، طالما أن المفاوض المزدوج يقول: «يا ما في الجراب.. ياحاوي».

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]