مقالات متنوعة

(أسئلة قديمة …. إجابات جديدة)


إستراحة الجمعة
(أسئلة قديمة …. إجابات جديدة)
صديقي لديه أخ صغير عمره تسع سنوات ، هو نموذج حقيقي للطفل السوداني في القرن الحادي والعشرين .. ذكي .. كثير الكلام .. يحب الأسئلة وليس عنده موضوع أو مستقبل … في ذلك اليوم وأنا أنتظر صديقي في
ديوانهم جاء لي ذلك الصغير العبقري بكوب ماء وجلس جواري وراح يحدق بي ، ثم سألني :
– إنت ذكي ؟ يعني لو سألتك أسئلة ذكاء زي بتاعة التلفزيون بتجاوب ؟
قلت له مبتسما :
– جربني .. أسأل أي سؤال يعجبك
قال لي :
– شئ يأكل كل شئ وإذا شرب مات ؟
قلت له : ده مسئول حكومي قدامو كباية موية فيها سم
قال لي : غلط .. غلط .. دي النار
قال لي :
– عندما تحتاج إليه لا تجده وعندما تجده لا تحتاج إليه
قلت له : دي الضفارة أو فتاة أحلامك أو بتاع الورنيش
قال لي : غلط … غلط .. ده الوقت
قال لي :
– لها عين ولكن لا ترى بها ، ولها سن ولكن لا تمضغ بها
قلت له : دي بت ميتة
أجابني : غلط غلط يا غبي دي الإبرة
قال لي :
– في الصباح تجده أمامك وفي المساء خلفك .. لو جريت وراهو ما بتلحقو ولو خليتو بتلقاه وراك… ده شنو ؟
قلت له : عرفتو .. ده بص الوالي
قال لي : غلط … الليلة إنت مالك ؟ ده ضلك
قال لي :
– عندو لسان لكنو مابتكلم .. عندو خشم لكنو مخيط ومقفول .. دايما معفوص ووشو في الواطة
قلت له : ده الشعب السوداني
قال لي هائجا : غلط للمرة الألف ، إنت مابتعرف تجاوب .. دي الجزمة
قال لي :
– إذا أكلت نصفه تموت وإذا أكلته كله لاتموت
قلت له باسما: عرفتو .. ده ال(باسم ) رأس الخروف صح لو أكلت السم تموت صح ؟
نظر لي بضيق وقال : لا غلط .. ده السمسم
قال لي :
– لو شالوه ما بنشال .. ولو خلوه سكن الدار… لو بلعوه مابنبلع ولو خلعوه ما بنخلع
قلت بحذر حتى لا يغضب : دي تصريحات المسئولين ؟
نهض واقفا بغضب : أنا ماشي إنت ما ناقش أي حاجة .. ده الرماد .. الرمااااااد
حلفته ، فجلس وقال لي :
– ماهو الشئ الذي هو ملكك ولكن يستخدمه غيرك ؟
ضحكت متأكدا من الإجابة : أكيد ده حق الرد على إسرائيل
نهض قائلا : للمرة التسعمائة غلط .. ده إسمك
قال لي : آخر سؤال .. واقف براهو بيرقص .. والناس تزيد ما بتنقص ..الكل يأشر ليهو .. والناس تغني عليهو
بلعت ريقي .. حككت رأسي … تلفت حولي .. نظرت من الشباك للشارع ، ثم همست بالإجابة في أذنه .. ولأول مرة منذ بدء محادثتنا أطلق ضحكة مرحة وقال لي :
– أول إجابة ليك صح الليلة .. مالك قلتها لي في اضاني ؟
تنفست بإرتياح وأنا أرد :
– الحمد لله إنو طلع علم السودان

الكاتب : د.حامد موسى بشير