حوارات ولقاءات

كمال عمر: الوطني اعترف بقوة الشعبي ولا صفقات سرية


[JUSTIFY]عتبة أولى

يعتبر الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي، الأستاذ كمال عمر، أحد ابرز القيادات في الأحزاب المعارضة طوال السنوات الأخيرة.. فقد ظل يقذف الحزب الحاكم بشواظ من لهيب الذم السياسي وصل أعلى ارتفاع لها في حلقة الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة قبل أسابيع.. ليبدأ المعارض الشرس بعد ذلك رحلة هبوط تحاكي هبوط سعر الجنيه السوداني بعد الانفصال وخروج مداخيل النفط من الموازنة العامة.. الجميع في انتظار ما يتخمض عنه الحوار بين الشعبي الوطني، وكمال برغم ذلك يقول إن حوارهم حتى الآن بلا ضمانات أو سقوفات وهو على المستوى الشخصي غير متفائل، ودار مع دورة حزبه المفاجئة وانعطافته الأخيرة تجاه الحوار..

* اتجاه حزبكم للحوار أربك الساحة إلى حد بعيد.. ما هو سبب هذه الانعطافة المفاجئة للحوار مع المؤتمر الوطني؟

– اتجهنا للحوار لأن حزبنا يرى أن فترة حكم المؤتمر الوطني للبلاد اثرت على حياة الناس المعيشية، والوطني عجز عن إدارة ملف الحرب بعد وضوح حقيقة أن الحرب والاقتتال ليست هي الحل فضلا عن الأوضاع في الحريات العامة كل هذا عزز قناعتنا بأن المؤتمر الوطني غير مؤتمن في إدارة الشأن السوداني لوحده وأن الأزمة أكبر من إمكانياته ونحن من خلال التحاور مع المؤتمر الوطني نريد أن نتجاوز حال بشار الأسد في سوريا وهو حوار شامل لا يستنثي أحدا..

* الأقاويل عن اتفاق سري بين الشعبي والوطني صارت أقرب للحقيقة؟

– نحن بدأنا حوارا أولا بالاستماع لرؤية الوطني عن حال البلد وأزمات الهوية والحريات ووجهة نظره في الانتخابات والسلام والاقتصاد.. هناك من فسر ذلك بتوجهات نحو وحدة الإسلاميين وأصبحت الهمهمات والإشاعات تملأ الخرطوم حول حوار سري.

* هل من سبب لهذه الإشاعات؟

– هو الفراغ السياسي الذي يسيطر على ساحات الأحزاب هذه الأيام.

* هناك سنوات عديدة رفعتهم فيها شعار إسقاط النظام ما الذي جدّ الآن؟

– ليست هناك صفقات سرية أو أي شيء من هذا القبيل، في الفترة السابقة لم يكن المؤتمر الوطني يقبل الدخول في أي حوار حقيقي مع أي جهة ومن حاورهم في الماضي أصبحوا وزراء ومسؤولين أما الجديد الآن فهو أن المؤتمر الوطني اعترف بقوة الشعبي.

* إذاً، هو حوار ثنائي؟

– عندما وافقنا على الدخول في الحوار مع الوطني أكدنا أننا لن نتنازل عن مطالب تحالف المعارضة وبيينا وبينهم المخرجات التي ستثبت أننا لم نتنازل عن مطالب المعارضة أصلا وهناك من يضخم ويهول لهذا الامر وأعتقد أن هناك جهات تحاول أن تمارس علينا نوعا من الفيتو برغم أننا أكثر الأحزاب حرصا على هذا التحالف. وهناك قيادات داخل تحالف قوى المعارضة توافق على خط الحوار الذي بدأنا السير فيه.

* مثل من؟

– لأسباب خاصة لن أسمي هذه القيادات..

* هل تغير المؤتمر الوطني؟

– تحت الضغوط التي تعرض لها نظام المؤتمر الوطني في الفترات الأخيرة أبدى الحزب استعدادا للحوار وبدا أن هنالك توجها داخله إلى الحوار خصوصا بعد مغادرة قيادات كبيرة كابينة قيادته.

* كنتم تصرون على الإسقاط وتهاجمون المهدي عندما رفع شعارات ومبررات أنتم ترفعونها الآن؟

– لم يكن الخلاف في أن هذا الحزب أو ذاك يحاور النظام أو لا يحاوره وفكرة الإسقاط تحتوي على مسعى التغيير وكما قلت لك المبدأ في فكرة الحوار هو تحقق مطالب كل القوى السياسية وغالب الأحزاب حاورت المؤتمر الوطني فبعضها دخل المجلس الوطني بعد اتفاق السلام في 2005م وبعضها الآخر قبل ذلك وفي اعتقادي أن تجاربها لم تكن سيئة فلقد غيروا من النظام في كثير من الوجوه ووقفوا مواقف ممتازة وحتى مني أركو مناوي حاور النظام ودخل القصر الجمهوري وشهدت فترته تحولات إيجابية في قضية دارفور وعلى مجتمعاتها التي تأثرت بالحرب.

* هل سيفضي حواركم إلى مشاركة؟

– نحن نرى من الواجب ألا نتحاور من أجل المشاركة ولكن من أجل حلحلة قضايا الحرية والسلام والاقتصاد والهوية والدستور.

* ما هي الضمانات لهذا الحوار؟

– أقول لك بصراحة؛ لا توجد أي ضمانات في أيدينا لكن أي تراجع من المؤتمر الوطني فخيار إسقاط النظام موجود ولا طريق لإنقاذ البلد غير طريق الثورة.

* هل سيستمر الوطني مع هذا الحوار حتى يصل إلى نهايته أم أنه يسعى لكسب الوقت؟

– الحوار نهج الأنبياء والرسل والله سبحانه تعالى أمرهم بمحاورة الطغاة، والمطلوب من الحكومة أن تفكر في أنها يجب أن تتخلى عن الطريقة الاستعلائية التي تفكر بها وتتعامل بها مع الأحزاب الأخرى وأن لا تكيل بمكيالين وان تندفع إلى الحوار بلا اشتراطات أو أجندة مسبقة.

* تحالف المعارضة يخشى من أن يكون الحوار من أجل وحدة الإسلاميين فقط؟

– هذه مجرد هواجس لا غير، ونحن نسعى لوحدة السودانيين كلهم قبل الإسلاميين نريد توحيد الشعب السوداني وفق أجندة لا تغيب أحدا ولا مبتغى لها غير الإجماع الوطني وهذا الطريق الوحيد لتجاوز الحال الراهن بمخاطبة جذور الأزمة.

* هناك حوار معكم وآخر مع حزب الأمة وغير ذلك من الأحزاب والقضايا تكاد تكون واحدة، لماذا هذا التشرذم؟

– نعم لكن لكل كيان وجهة نظر خاصة به وحلول يعرضها للحوار والنقاش..

* لماذا لم يبدأ الحوار بشكل جدي حتى الآن؟

– صحيح لم يبدأ بعد ويوجد نقاش بين المؤتمر الوطني وقيادات القوى السياسية الأخرى.

* تمت إزاحتك من مهمة الناطق الرسمي باسم المعارضة؟

– الناطق الرسمي باسم التحالف أصلا هو الأستاذ فاروق أبو عيسى وأنا كنت أقوم بهذه المهمة بشكل غير رسمي ولكن بعد أحاديث الحوار الأخير وحتى لا أكون ناطقا بلسانين رأينا في التحالف بشكل وفاقي أن يكون الناطق الرسمي باسم قوى التحالف هو الأستاذ صديق يوسف حتى انتهاء عملية الهيكلة التي ستقوم في جسم التحالف في الأيام القادمة.

* كيف تتم الاتصالات بينكم وبين المؤتمر الوطني في هذه المرحلة؟

– عبر سكرتاريات المكاتب الحزبية وعبر هواتف الأمانات السياسية هنا وهناك.

* قلت إن التغيير الذي حدث في كابينة المؤتمر الوطني شجعكم على الحوار وفي ذات الوقت التقى الدكتور الترابي بالشيخ علي عثمان وهو من المغادرين.. وهو بحسب قولك فتح ذهابه أبواب الحوار؟

– نحن قلنا كثيرا لا مشكلة شخصية لنا مع قيادات المؤتمر الوطني أو قيادات أخرى، إن رغبتنا في الحوار مع الجميع لا تحدها حدود من أجل إيجاد حلول لأزمات الوطن.

* ما هي المواضيع التي ناقشها اللقاء بين الترابي وعلي عثمان؟

– اللقاء ناقش قضايا الوطن الملحة: السلام والتحول الديمقراطي وقضية دارفور.

* هل أنت متفائل؟

– لا.. أنا غير متفائل وغير متحمس لحوار الوطني لكنني أحترم قرار المؤسسة التي أنتمي إليها

حاوره – أحمد عمر خوجلي : صحيفة اليوم التالي [/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. والله انا ماقريت الموضوع ولاعاوز اقراة لانو عارف الزول ده مامنو خير ابدا خشمو ذي الفطيره البايتة يعمل حمه با يخمكم شعبي علي وطني