سياسية

إدارة أوباما توقف بعض المساعدات العسكرية عن جنوب السودان


[JUSTIFY]حذَّر المبعوث الأمريكي للسودان دونالد بوث من أن تقع دولة جنوب السودان في مستنقع الصراعات الداخلية المدمرة التي أدت بالفعل إلى أعمال قتل وتدمير واسعة، كما تهدد النسيج الاجتماعي للدولة الصاعدة، وقال بوث في شهادته أمام جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي أمس الأول، إن زيادة التوتر في جنوب السودان بدعم من أطراف إقليمية أخرى ستؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة، وقال بوث ان إدارة أوباما قامت بحجب بعض المساعدات العسكرية إلى جنوب السودان التي تقدر بأكثر من «300» مليون دولار خلال السنوات العشر الماضية، في قطاع الأمن وحده. إلى ذلك تجددت الخلافات في المفاوضات بين وفدي سلفا كير ومشار بين طرفي النزاع بدولة جنوب السودان بشأن عمل فريق وقف إطلاق النار حيث احتجت المعارضة على إدراج أحد معاقلها في «الناصر» في ولاية أعالي النيل ليشمله برنامج مناطق التحقق لمراقبة وقف إطلاق النار، وقال رئيس وفد المعارضة تعبان دينق قاي إنه لا ينبغي أن تضم «إيقاد» منطقة الناصر مع استبعاد المناطق الأخرى التي تسيطر عليها القوات الموالية للحكومة، وأبانت المعارضة أنها ستوافق على إدراج الناصر إذا كان الغرض منه نشر فرق المراقبة والتحقق ورصد حركة القوات ونشرها أو إعادة الانتشار، لكن المقابل يجب رصد طرق الإمداد ومصادر التهديد أيضاً في مناطق الحكومة مثل نمولي وكايا ورمبيك، لأن جيش موسيفيني يستخدم تلك المدن حسب قوله. وفي ذات السياق شهدت مدينة الرنك الحدودية بولاية أعالي النيل التي تدور فيها الاشتباكات بين قوات جيش سلفا كير مع قوات مشار حالة نزوح وصفه الشهود بشبه الكامل نتيجة لشائعات عن هجوم وشيك من قبل المعارضة على المدينة، وأنباء عن تكدس المئات وعبور الآخرين إلى ولاية النيل الأبيض بالسودان، وأوضحت مصادر متعددة من الرنك أمس أن المدينة أصبحت شبه خالية من السكان، حيث كشفت المصادر عبور المئات إلى جودة الحدودية مع النيل الأبيض، وفي ذات الأثناء كشف شهود عبروا من الرنك بالنيل الأبيض أنهم رحلوا أسرهم بسبب الشائعات التي رأجت في الرنك، وأكدوا نزوح الغالبية العظمى من سكان الرنك، وأضافوا أن هنالك عبوراً يومياً من جودة إلى النيل الأبيض بسبب تكدس عشرات الأهالي بجودة.كما أكدوا نية الذين عبروا إلى كيلو «10» بالنيل الأبيض النزوح إلى الولايات السودانية الأخرى نتيجة لسوء الأوضاع بمخيم كيلو «10» الذي يحتضن متأثري الصراع بدولة جنوب السودان، وأقر إيمانويل بارقيل أحد المعلمين بالرنك بحركة نزوح كبيرة تشهدها مدينة الرنك نتيجة للشائعات التي رأجت في المدنية بأن هنالك هجوماً وشيكاً من قبل المتمردين، وقال إن المدارس أصبحت شبه خالية من التلاميذ نتيجة لفرارهم مع أسرهم، مما أدى لتعطل الدراسة.

ومن جهة أخرى أكد محافظ مقاطعة المانج الطيب الجاك أن هنالك حركة لجوء مستمر لمواطني الجزء الغربي لمقاطعة الرنك إلى السودان بسبب الصراع، وأبان أن هنالك نزوحاً مماثلاً من للسكان من الجزء الغربي إلى فشودة وذلك باعتبارها المقاطعة الوحيدة الآمنة بالمنطقة، وأكد سوء الأوضاع الصحية بمستشفى فشودة وسط انعدام كامل للأدوية، ودعا المنظمات الإنسانية لإيصال المساعدات للمتأثرين.

ومن ناحيتها أعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة شؤون الإغاثة الطارئة، فاليري آموس، عن قلقها العميق إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل خطير جراء الصراع الدائر حالياً في جنوب السودان.
وحذَّرت آموس، من تداعيات استمرار الصراع الحالي على حياة الملايين من مدنيين في جنوب السودان، قائلة: «على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه أخيراً، تتعرض حالياً حياة الملايين من الناس إلى أخطار محدقة بسبب نقص المواد الغذائية والأدوية وانتشار الأمراض».

وقالت المسؤولة الأممية في بيان أصدرته، أمس: «لقد قمت بزيارة مدينة ملكال الشهر الماضي، وهي الآن تتعرض لأعمال عنف وانتهاكات مروعة لحقوق الإنسان، حيث قتل أكثر من «100» شخص وأُصيب آخرون في هجمات يشنها مسلحون على المستشفيات والكنائس وأماكن العبادة».

ودعت المسؤولة الأممية إلى ضرورة التزام طرفي الصراع بتنفيذ التزاماتهما، وفقاً للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي، وأن يحترما اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه، وأن يتوقفا عن استهداف المنشآت المدنية.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]