رأي ومقالات

محمد سيد أحمد المطيب : قصة عرمان في حكاية «السمكة» كما رواها قرنق


[JUSTIFY]في العام 1997م قام زعيم الحركة الشعبية وملهمها ومرشدها الراحل د. جون قرنق بزيارة مهمة وذات مغزى ودلالة للعاصمة المصرية القاهرة في تلك الفترة، حيث جاءت تلك الزيارة متزامنة مع بلوغ المواجهة المسلحة بين الحركة والسلطة الراهنة الحاكمة في السودان، درجة شديدة الحدة والوطأة. وكانت السلطة السودانية الحاكمة قد أبرمت في ذلك العام ما يسمى اتفاقية الخرطوم للسلام مع القوى المنشقة عن الحركة والمناهضة للسيطرة المهيمنة عليها من قبل قرنق. وكذلك كانت التحركات الخارجية المساندة لتيار قرنق والأجنحة المؤيدة له والمعبرة عن رؤيته على الأصعدة الإقليمية والدولية بقيادة الإدارة الأمريكية في تلك المرحلة، قد بلغت درجة قصوى في الضغط على السلطة الحاكمة بالخرطوم حتى اضطرت للتراجع في ذلك العام (1997) عن رفضها لمبادرة دول إيقاد المطروحة منذ العام «1994م» والهادفة لإيجاد تسوية سودانية بين شمال وجنوب البلاد، حيث أعلنت الخرطوم في العام «1997» موافقتها على تلك المبادرة، بما فيها قبولها بمنح الجنوب السوداني الحق في تقرير مصيره الوطني.

وبناء على تلك الأجواء التي تمت فيها زيارة قرنق المشار إليها إلى القاهرة فقد تخلت القيادة المصرية الحاكمة في تلك المرحلة عن تحفظها التقليدي الذي كان يسري على التعامل الرسمي مع الحركة الشعبية التي يقودها قرنق وتقوم بمناهضة مسلحة للحكومة المركزية في السودان. ولهذا وعلى غير العادة فقد كانت زيارة قرنق المشار إليها إلى العاصمة المصرية معلنة، وتم استقبال رسمي لها من جانب الرئيس المصري حسني مبارك بالقصر الجمهوري في ذلك الحين، كما أجرت وسائل الإعلام المصرية المرئية والمسموعة والمقروءة حوارات مستفيضة معه ذكر في إحداها أن عجائب الدنيا المعروفة لم تعد سبعاً، وإنما صارت ثماني بعد أن اشتهر ضمنها زعيم الحركة الإسلامية للنخبة السودانية الحديثة والمعاصرة د. حسن الترابي بعد تأسيسها للسلطة السودانية الراهنة على حد قوله في الحوار الذي أجرته معه مجلة «المصور» الأسبوعية في أحد أعدادها الصادرة بالقاهرة أثناء تلك الزيارة.

ولم يقتصر تخلي القاهرة عن تحفظها الرسمي التقليدي فيما يتعلق بالتعامل العلني مع حركة قرنق على النحو الذي جرى أثناء تلك الزيارة على ما أشرنا له فقط. وإنما ذهبت أكثر من ذلك فسمحت لقرنق بأن يعقد لقاءات مفتوحة ومعلنة مع القوى السودانية المعارضة والموالين لها من المواطنين السودانيين الذين كانوا قد تدفقوا بأعداد كبيرة على العاصمة المصرية في ذلك الحين.

وفي سياق مثل هذه الأجواء التي أحاطت بزيارة قرنق للقاهرة في تلك المرحلة فإنه تجدر الإشارة إلى أن القوى السودانية الشمالية المعارضة كانت قد أبرمت مع الحركة الشعبية بقيادة قرنق ما يسمى اتفاقية أسمرا للقضايا السودانية المصيرية، وذلك لدى تعزيزها لتحالفها مع الحركة في الاجتماع الذي عقده ما كان يسمى التجمع الوطني للمعارضة السودانية في المنفى بالعاصمة الإريترية أسمرا عام «1995م».

وبناء على هذا وفي إطار التحركات التي كانت الحركة الشعبية قد شرعت في القيام بها خاصة من جانب ما يسمى القطاع الشمالي فيها والتي كانت هادفة لإنشاء ما يسمى لواء السودان الجديد بقيادة كل من ياسر عرمان وعبد العزيز الحلو ومالك عقار، فقد عقد قرنق اجتماعاً مع أعداد كبيرة من السودانيين المعارضين الذين كانوا موجودين بالقاهرة أثناء تلك الزيارة.

وكان الهدف الرئيس لذلك الاجتماع هو الدعوة للمشاركة في إنشاء ما يسمى لواء السودان الجديد. وفي سياق مثل هذه الدعوة تحدث قرنق وأبدى إشادة لافتة بياسر عرمان والتجربة المتجسدة فيه كما يرى، حيث ذكر أن عرمان يمثل تجربة أنموذجية ناجحة في تعلم السباحة وإجادتها وقد حقق ذلك لأنه نزل إلى البحر أو النهر أولاً حيث لا يمكن لأحد أن يتعلم السباحة إذا لم ينزل إلى الماء أولاً، وقد نجح عرمان كما يرى قرنق في خوض مثل هذه التجربة حتى صار مثل السمكة في بحر الحركة الشعبية وأنهرها.

والسؤال الآن هو إلى أين يا ترى تمضي مثل هذه السباحة بياسر عرمان الذي صار كسمكة تائهة تسعى للحياة والبقاء حتى بعد أن غاض البحر وجف النهر بعد أن رحل قرنق وعقب أن انفصل الجنوب. وحدث للقطاع الجنوبي في الحركة الشعبية وهو محورها الرئيس والأساس، ما يعاني منه الآن؟

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. [SIZE=3]السمكه التائهه تريد ان يقطع السودان فقط وقف مع الجنوب الى ان انفصل .
    ويريد الانفصال للمنطقتين ..ولا ادري ان يسكن لا هو جنوبي ولاهو من سكان
    نوباوي ولا هو من النيل الازرق لاادري كيف يفكر هذا الرجل ؟[/SIZE]

  2. [SIZE=5]هذه هي مصر الحقيقية
    إذن مزيد من دعم أثيوبيا في بناء السد ولا تراجع ….وذوقي يا مصر من نفس الكاس
    أما يا حكومة طالما أنتم تسايرون السمكة سجمان فانتظروا مزيدا من الانفصالات ….لماذا لا تكونوا الحوت الذي يبتلعه ، خاصة وأن أهل الجبال رفضوا أن يتبنى قضيتهم[/SIZE]