عبد اللطيف البوني

اسماء (امريكية) في حياتنا


[JUSTIFY]
اسماء (امريكية) في حياتنا

كتب احد الاخوة السودانيين المقيمين في امريكا في موقع الكتروني مطروق بعد فوز اوباما لولاية ثانية قائلا ان (الخالة) سوزان رايس في طريقها الى ان تصبح وزيرة الخارجية فعلى جماعة الخرطوم ان يبلوا رؤوسهم وباعجل ما تيسر ثم لما استبان ان السيناتور جون كيري هو المرشح لهذا المنصب كتب ذات الاخ قائلا (معليش الكرة اصطدمت بالعارضة لكن الشوط الثاني في بدايته) في تقديري ان هذا خير تلخيص للعلاقة بين البلدين فالسودان لم يعد ملفا خارجيا في السياسة الامريكية انما شأن داخلي تماما كما يحدث في السودان فالعلاقة مع امريكا اصبحت من اهم مكونات السياسة الداخلية فالناطق الرسمي باسم الحكومة قال قبل يومين انهم كحكومة في انتظار تشكيل الادارة الامريكية الجديدة فهذا يعني ان وزير الخارجية ومندوب امريكا في مجلس الامن والمبعوث الامريكي للسودان هم الذين سوف يشكلون التوجه الامريكي نحو السودان خاصة ما هو مطلوب منه تجاه دولة جنوب السودان.
دون التقليل من التأثير المباشر على الاوضاع في السودان بحكم ان امريكا هي سيدة العالم اليوم ولها نظرة خاصة للسودان الا أن السودان ممثلا في السلطة القائمة كان يمكن ان (يمشي عدل) ويتجنب العصا الامريكية ولايطمع في جزرتها ولكنه للاسف لم يفعل ورمى بنفسه في الطاحونة الامريكية فقبل ان تضعه امريكا في قائمة الدول الداعمة للارهاب وجهت للسودان وباكستان انذارا مفصلا بان يغيرا بعض اوجه سياستهما والا سوف يوضعان في القائمة السوداء التي ستكون لها تداعيات كثيرة كما يصعب الخروج منها فاستجابت الباكستان وكان ذلك في زمن بنظاير بوتو رحمها الله ولكن السودان الذي كان يومها طالبانيا اصر على (دنا عذابها ) ومؤتمر الشعب العربي والاسلامي وحاجات تانية … فكان ما كان.
بعد وضع السودان في تلك القائمة كان ضرب مصنع الشفاء ومن ناحية دبلوماسية انخفض التمثيل الدبلوماسي بين البلدين واصبحت امريكا تعتمد على المبعوثين الخاصين فكان كل من روبرت زوليك وجون دانفورث في عهد كلينتون وفي مندوبية دان فورث كانت اتفاقية جبال النوبة وميشاكوس الاطاري الاب الشرعي لنيفاشا وفي عهد بوش الابن كان اندرو ناتسيوس وريتشارد وليامسون اما في عهد اوباما كان الجنرال اسكوت قرايشن وبريستون ليمان وهذان الاخيران كان جل همهما هو العلاقة بين السودان ودولة جنوب السودان فقد شهدا ميلاد الدولة الجديدة ويدير الان ليمان ملف العلاقات بين السودانيين وكلا الرجلين قد نسى دارفور التي عينا من اجلها . اما المندوبون الاوائل في عهد كلنتون وبوش كان همهم منصبا على الارهاب.
ان فكرة المندوب الخاص قللت من فاعلية الادارة الامريكية ممثلة في البيت الابيض ووزارة الخارجية واعطت فرصة لجماعات الضغط مثل جورج كلوني وبندرقاست والقس جراهام فرانكلين وغيرهم مع اختلاف وجهة نظرهم حول السودان فهؤلاء اطاحوا باي مندوب سعى لتعزيز العلاقة مع السودان لدرجة ان معظم هؤلاء المناديب غادورا مناصبهم مغضوب عليهم فناتسيوس شكك في ارقام ضحايا دارفور قرايشن شكك في دعم السودان للارهاب وطالب برفع الحصار الامريكي عنه واخيرا ليمان المنتهية مندوبيته رفض تغيير النظام بالقوة لا بل كف الجنوب من التوجه للحرب يضاف لكل التعقيدات اعلاه توجد اسرائيل وقوى اقليمية اخرى ثم علاقة امريكا بالقوة العظمى الاخرى كالصين ورسيا وهذه الاخيرة ابتعد عذابها الان . اذن ياجماعة الخير لم يبق الا ان تلتفت الحكومة لسياستها الداخلية وتفكك ازماتها فامريكا دي جبلا قاسي طلوعه.

[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]


تعليق واحد

  1. حسب المقال أعلاه فإن أمريكا ليس لها استراتيجية تنفذها ابتداء, بل هي فقط تعاقب الآخرين على أخطائهم !!!