عبد اللطيف البوني

آخرة البورة


[JUSTIFY]
آخرة البورة

وصفنا من قبل أي اتفاق بين السودان وجنوب السودان بأنه يقع في عداد الأخبار البائرة وبالتالي يكون التعليق عليه يقع في ذات البورة ومع ذلك لا بد من التوقف عند خبر وسلخ جلد ناموسته لأن هذه البورة لها حدود وسوف تتحول الى وضع جديد وفي الحالة التي نحن بصددها قد تمضي الأمور الى نهاية كارثية فالحرب المباشرة بين البلدين لن تكون أمرا مستحيلا طالما أن تماسك الحزز بينهما مستمر ونسأل الله أن يكضب الشينة.
العقدتان اللتان يقف عندهما منشار الاتفاق بين البلدين هما مسألة علاقة الجنوب بقطاع الشمال ومسألة أبيي فالسؤال ماذا فعل بهما المنشار في محادثات أديس أببا الأخيرة بين الرئيسين البشير وكير؟ إذا تفحصنا بيان امبيكي الختامي حول المفاوضات سوف نجد صفرا كبيرا فيما يتعلق بالعقدتين ولكن سيد الخطيب أضاف جديدا في مطار الخرطوم عندما قال إن الرئيس سلفا قد كتب تعهدا بخط يده بأنه سوف ينهي ارتباط دولته مع قطاع الشمال ولكن يبقى السؤال هل سيقوم سلفا بتسريح الفرقة التاسعة والعاشرة في جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق بجمع السلاح منهما ويعطي الجنود حقوقهم بعد نزع الكاكي منهم وتصبح كاودا مدينة عادية تعج بأسواق المحاصيل بدلا من قعقعة السلاح كما يطالب السودان بذلك ؟ لا أظن أن عاقلا ينتظر ذلك من سلفا والذي قال بعضمة لسانه قبل أيام إن ذلك مستحيل. نعم يمكن لسلفا أن يكتب ويحلف بالتقطعه أنه سوف يقطع صلاته بقطاع الشمال ويمكن أن يخرج القادة من جوبا ويمكن أن يوقف أي دعم علني من دولته عنهم فهل هذا سوف يرضي السودان؟.
فيما يتعلق بأبيي ماهو جديد قمة الخامس من يناير؟ لا شيء سوى إكمال المؤسسات فيها وذلك بأن يتولى الجنوب رئاسة الجهاز التنفيذي والسودان رئاسة الجهاز التشريعي وهذا تنفيذ لاتفاق مضى عليه أكثر من عام. أما حكاية مشروع امبيكي والقاضي بإجراء استفتاء في اكتوبر 2013 يستثني من المسيرية الرحل فلم نسمع له حسا ولا ركزا مما يشي بأن مسألة أبيي مازالت ترواح مكانها وفي تقديري أن مسألة أبيي هي العقدة الكبرى التي سوف ينكسر عندها منشار التفاوض فأبناء أبيي يريدونها أن تصل الى مجلس الأمن وبقية طاقم الحكم في الجنوب لا مانع عنده من تدويل أبيي وتدويل كل القضايا العالقة بين البلدين ويبدو أن الرياح تهب في أشرعة هذا الاتجاه.
إن الإصرار من قبل الوسطاء امبيكي هايلي مريام وآخرين من خلفهم على التفاوض الرئاسي أمر له مخاطره لأنه يدفع الوضع نحو الهاوية وبأعجل ما تيسر فالرؤساء ينبغي أن يشكلوا حائط الصد الأخير وذلك بأن يرفع لهما ما صعب على الذين دونهم ولكن أن يمسك الرؤساء بكل أجندة التفاوض فسوف يجعل النتائج عبارة عن عموميات كثيرة الثقوب ساعة التفصيل والتنزيل ففي الحالة التي نحن بصددها قد اتفق الرئيسان في سبتمبر الماضي ويوم السبت الماضي وسوف يلتقيان في 13 يناير القادم وبعد كل هذا إذا لم تر لاتفاقياتهما نتائج ملموسة على أرض الواقع فسوف ننتظر التدويل الكامل او الدوشمان بين الدولتين او كلا الأمرين فاللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.

[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]