تحقيقات وتقارير

قتل وفقدان أشخاص واختطاف (10300) رأس في هجوم للشعبية على قدير


تكرار سيناريو الاغتيالات والنهب المسلح للمناطق الحدودية بين الشمال والجنوب بعد الانفصال يزداد اتساعاً لتظهر مع صبيحة كل يوم أحداث مأساوية وذلك ماحدث بولاية جنوب كردفان كغيرها من المناطق التي طالتها يد الحركة الشعبية لتمثل فيها أبشع المجازر التي راح ضحيتها العرب الرحل الذين خسروا المواشي والأرواح وسط صمت مميت من الحكومتين بالشمال والجنوب، جاءوا ولم يجدوا بدءًا من عرض مأساتهم ورعبهم عبر صفحات (قضايا) على أمل أن تصل أصواتهم المكبوتة إلى المسؤولين بالحكومة لحفظ ما تبقى من دماء فكانت شكواهم أن:
رعي دون راعي أقرّ رئيس اتحاد الرعاة بمحلية قدير أزهري قدوم على أن المحلية حدودية لأعالي النيل يسكنها العرب الرحل وفي فترة الصيف يتجهون لأعالي النيل بحثاً عن الكلأ والماء وهو ما حدث يوم الهجوم بعد أن أخذنا الموافقة وسددنا ما علينا من التزامات ولكنها لم تشفع للرعاة وقتل من قتل ونهبت الماشية وأكد أنهم تقدموا بشكوى لرئاسة المحلية مطالبين فيها بتأمين منطقة البحيرة وسط المرعى بالإضافة إلى دعم القوات الموجودة بها ولكنها لم تجد أي استجابة، وأضاف أن هنالك معسكراً لهذه القوات داخل المرعى وهو ما يجعلهم يتجهون جنوباً ويصبحون في قبضة القوات وتحديداً في محلية قدير حيث اعتدت قوات دولة الجنوب المنشقة بولاية أعالي النيل على الرعاة أبناء الكواهلة الذين ذهبوا لقضاء فترة الصيف كالمعتاد كل عام بعد أن قاموا بمقابلة الرث بملكال وحكومة الولاية وسمحوا لهم بالدخول والرعي مقابل تسديد رسوم (70) ثوراً و(150) رأس غنم و(25000) جنيه نقداً، وفي يوم 26 من فبراير نفذت قوات الحركة الشعبية هجوماً على الرعاة ونهبت كل مالديهم من أبقار تقدر بـ «10300» رأس و«2000» رأس أغنام ثم قامت بقتل ثلاثة صبيان و«19» ناقة و«15» حمار وعدد من الأبقار ثم اختطفت واحد وعشرون شخصاً وقال لم يكن هذا الهجوم الأول من نوعه فقد غادرت بتاريخ «2/2/2014م» على حفيره التريرة والتي تبعد«20» كيلو من رئاسة المحلية وعند تحرك القوات الأمنية لموقع الحدث تعرضت لانفجار لغم قتل على إثره نظاميين من قوات الدفاع الشعبي ودمرت العربات وبعد مرور شهر تم اختطاف نظامي ثم تلاحقت الأحداث والمحلية تنام غريرة العين لا تحرك ساكناً تجاه هؤلاء المتمردين والرعاة وحدهم من يدفعون الثمن في صمت مؤلم.
المحلية ودور المتفرج بعد الاتهامات التي وجهت للمحلية بالتقصير في حماية رعاياها أكد معتمد محلية قدير/ قدوم بابكر آدم خلال حديثه لـ (الإنتباهة) أن الهجوم المتكرر على الرعاة من قبل قوات الحركة الشعبية لا نعلم إن كانت من قوات رياك مشار أو دولة الجنوب لا يقع في حدود المحلية وإنما داخل دولة الجنوب في منطقة ملكال ونحن كحكومة محلية نقوم بتأمين الرعاة داخل المحلية بتوفير السلاح ومدهم بالذخائر والأسلحة وما يحدث بدولة الجنوب من نهب وقتل وسرقة للماشية لا نستطيع منعه لأنه عمل دولة ووزارة خارجية وعلى خلفية الحدث فقد عاد الرعاة إلى المحلية بدون المواشي الأمر الذي أثر في الأمن وعلى الدولة البحث عن حلول جذرية لهذه المشكلة التي تؤرق مضاجع الرعاة وتساهم في ضياع حقوقهم.
سيناريوهات مشابهة ما يحدث من عمليات النهب التي ظلت الحركة الشعبية تنتهجها منذ الانفصال تبرز قبائل المسيرية صاحبة النصيب الأكبر وظلت قيادات بارزة من المسيرية تستنكر هذه الممارسات السالبة التي يقوم بها الجيش الشعبي تجاه أفرادها وخلال الشهر الماضي كشفت القبيلة عن مقتل (50) من التجار و(4) من الرعاة بجانب نهب (1100) رأس من الأبقار. وقال الأمير مهدي الدودو أمير قبيلة المزاغنة في تصرحات صحفية إن الحركة الشعبية تواصل ممارسة الأعمال العدائية تجاه قبائل المسيرية خاصة الرعاة، مبيناً أن القوات الإثيوبية (يونسفا) قامت بتنظيم الرعي حتى لايحدث احتكاك مع قبائل الدينكا الموجودين بالمنطقة. مشيراً إلى أن الحركة الشعبية استغلت غياب لجنة الإشراف المشتركة بالمنطقة وواصلت انتهاكاتها تجاه القبيلة بالاعتداء عليهم ونهب ممتلكاتهم، مشيراً إلى عودة (200) أسرة من دينكا نقوك من دولة الجنوب إلى أبيي.
الهروب من الجحيم عدد من الرعاة الذين عادوا من جحيم الحركة الشعبية هؤلاء كتبت لهم الأقدار النجاة من براثين الحركات المتمردة المتعطشة لدماء الرعاة ووممتلكاتهم وما زال الكثير منهم عالقين في متاهات العودة بانتظار الاهتمام من الدولة بعقد اتفاقية مع دولة الجنوب تضمن سلامة الرعاة وممتلكاتهم في القريب العاجل وهو ما يستوجب طرح أسئلة كالقنبلة الموقوتة يجعل انتظار الأجوبة عنها كالفرج ليلة العيد وهي ان كانت المحلية كأصغر وحدة إدارية بالمنطقة لاتقوم بمخاطبة الجهات المسؤولة ورفع شكاوى المظلومين إذاً متى تكتب النهاية لهؤلاء المتمردين وتراق دماء الرعية ومارد حكومة دولة الجنوب بعد الاتفاقيات المبرمة وهل يقبل أن يواجه مواطني تلك الدولة مصير الشماليين بالجنوب.

صحيفة الإنتباهة
ندى الحاج
ع.ش