الطاهر ساتي

المجلس الطبي .. أصل الداء..!!


[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]المجلس الطبي .. أصل الداء..!! [/ALIGN] ** لكي لاتضار الأخت صاحبة رسالة اليوم بسيف المجلس الطبي أوغيره ، أوضح بأن العنوان أعلاه لم يرد في رسالتها .. هي رسالة بلاعنوان ، فاخترت لها ذاك العنوان ..وأعيده ، نعم المجلس الطبي لم يعد بخير وعافية وبه سوس التراخي والتقصير واللامبالاة وغياب المساءلة الذي تحدث عنه الأستاذ على عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية ، بالأمس في إطار النقد العام للخدمة المدنية والتوجيه بتحسين أدائها ، وهو حديث يجب أن تحث روح الرقابة والمحاسبة في كل أجهزة الدولة الرقابية والعدلية ، لقد صدق طه في حديثه : لن تنجح أية جهة النيل من البلاد إلا بالتراخي والمحسوبية والتقصير في الحق وغياب المساءلة وأكل الأموال بالباطل .. هكذا تحدث ويجب أن تعمل مؤسسات الدولة والمجتمع بجوهر حديثه ..وعليه ، لقد أثبتت التجارب والقضايا بأن هذا المجلس الطبي المناط به مهام الرقابة والمحاسبة هو أس البلاء ..وقبل إقالتهم أوإنهاء دورتهم – كما يتردد حاليا – يجب التحقيق مع رئيسه وأمينه والأعضاء حول الكثير من قضايا الناس التى رفعت اليهم ، ولكنهم لم يحركوا ساكنا تجاه تلك القضايا ..إليكم رسالة الدكتورة سوسن الحكيم .. نموذجا .. ثم التعقيب ..!!
** ( الأخ : الطاهر ساتي ..السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .. لقد طالعت تعقيب الإدارة السابقة لمستشفى أبوعنجة وتعقيبكم عليه بتاريخ 22 ديسمبر بصحيفتكم ،وكان الموضوع بخصوص حادثة إيقاف الأوكسجين عن أحد المرضى ومانتج عنه من وفاة المريض : محمد موسى محمد عبد الكريم ، أسأل الله له الرحمة والمغفرة ولأهله الصبر ..!!
** لقد هالني نكران الإدارة السابقة لهذه الواقعة والتي بحمد الله قد أثبتها يا أخي الطاهر بالأسماء والعناوين والتواريخ والشهود ..وأود هنا أن أؤكد لك ولمن يهمهم الأمر بأن هذه الحادثة ليست الأولى لم تكن الأولى في مستشفى أبوعنجة ، لقد تكرر نفس المشهد بكل تفاصيله مع حالة اخرى ولكن لم تجد حظها من النشر ، وهى : المريضة عرفة المرضي في شهر يناير الماضي ..وها انا اكتب الحادثة حتى أبرئ نفسي أمام الله ثم أخلاقيات هذه المهنة الإنسانية .. وقبل ذلك أشكركم على إحتمال مواجعنا ووضعها بأمانة أمام الرأى العام والسلطات المختصة .. !!
** حيث كنت في إجازة وعقب انتهاء فترتها ذهبت إلى الدكتورة سوزان الأمين – طبيبة عامة بوحدتي ووحدة دكتور بيتر أدوك – فأخبرتني بأن المدير العام أمرها بايقاف الأوكسجين عن المريضة عرفه ، قائلا بنفس العبارة ( المريضة شفطت قرابة الثلاثة اسطوانات أوكسجين … !!!) ..وموبخاً الدكتورة سوزان بعدم درايتها بتكلفة أسطوانة الأوكسجين ..واستنكرت الأمر بشدة وتأسفت لما حدث ، حيث ليس من أخلاق المهنة التدخل السافر في شأن مريض لايتبع له وأكثر من ذلك أن الاستخفاف بأرواح المرضى عمل غير أخلاقي ..!!
** واعتذرت من الطبيبة سوزان موضحة لها بأنه تم نقلي بأسلوب تعسفي إلى وحدة أخرى خلال غيابي مدعياً – أي المدير – أنه أمر من الوزارة ..!! …ونصحتها باللجوء إلى د.بيتر أدوك إذ أنه المسؤول الأول عن هذه المريضة مؤكدة لها بأن إنسانية ووطنية د.بيتر أدوك ستتصدى وتنجح في إبطال أمر منع الأوكسجين عن المريضة عرفة ..وهذا ماحدث ..!!
** وللعلم ناقشت أمر هذه المريضة ضمن مذكرة تضمنت شكاوي الإدارة السابقة أنا ومجموعة من الاخصائيين والأطباء العاملين في مستشفى ابوعنجة ، أوالإصلاحيين – كما سماهم المدير السابق في تعقيبه – إلى مسئولي وزارة الصحة واوضحنا بان هذا العمل جنائي حسب مارأيت وقدرت ووعدني المسؤول بالتحقيق في هذا الأمر وبقية الشكاوي الأخرى..ومنها تعامله مع الأطباء، حيث كان يشبه تعامله مع مرضاهم .. يقطع حافز هذا الطبيب ، يوقف راتب هذه الطبيبة ، بل بلغ به الأمر بأنه غرم طبيبا ثمن تلفزيون سرق من استراحة الأطباء ..!!
** ولكن للأسف وبعد انتظار طويل لم يكن هناك تحقيق او محاسبة .. ونحن في حيرة من أمرنا حتى اليوم عمن يتستر على مثل هذه الأعمال التى تتنافى مع قيم الانسانية وأخلاقيات المهنة ..؟؟..ولمصلحة من ترسيخ ثقافة انتهاك حقوق المرضى في مرافقهم الصحية ، وذلك بتغييب الرقابة والمحاسبة ..؟ لمصلحة من فعلت الإدارة كل هذه الأفعال غير الإنسانية بالبسطاء الذين لا حيلة لهم ولاقوة ، ولمصلحة من لا تجد كل هذه الأفعال التحقيق والمحاسبة من الجهات المختصة ؟؟.. اللهم قد بلغت فاشهد ..والله على ما أقول شهيد .. ووفقكم الله لخدمة السودان وشعبه بعكس هذه الظواهر الدخيلة على قيم شعبنا وأخلاقيات مهنتنا ..د. سوسن حسن الحكيم / اخصائي الصدر والباطنية / مستشفى أحمد قاسم ..)
** من إليكم : شكرا للدكتورة سوسن على رسالتها ، وإعتذاري لها عن تأخير نشرها ، وذلك لحين تحري الدقة والمصداقية كما تلزمنا قواعد النشر ، ورغم ثقتي في حديثها تأكدت من صحة معلومات رسالتها عبر مصادرنا ، والمزيد بطرفنا إذا نفت الإدارة هذه الحادثة كما حاولت نفي تلك ومانجحت .. وبما أن تفاصيل الحادثة الأولى قابعة فى دهاليز إهمال المجلس الطبي وحركته السلحفائية ، نتجاوز هذا المجلس ونطالب الجهات العليا بفتح تحقيق مع هذه الإدارة ومع المجلس الطبي ذاته ثم محاسبتهما..ولاندري ، ربما هناك حالات أخرى مخبوءة لأن أصحابها حين فقدوا الثقة في المجلس اكتفوا بالإحتساب والدعاء .. لا .. ما هكذا يدار أمر صحة الناس وعافيتهم يا أعضاء المجلس الطبي .. فأنتم شركاء في كل هذا السوء … ساتي
إليكم – الصحافة الاثنين 06/01/2009 .العدد 5576
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]

تعليق واحد

  1. ماذا حل بنا هل هذا هو المجتمع الذي نعيش فيه ؟ اين القيم واخلاقيات المهن حينما تكون ارواح المرضي ارخص شئ لدي الطبيب المسؤل بمنع الاوكسجين للمريض حتي يتوفي
    متي اجاز الدستور السوداني قانون الموت الرحيم؟
    لا اكاد اصدق ان مثل هذه المظاهر يمكن ان تحدث في السودان بلد النخوة والشهامة لكن اين الرقابة سبان الله يجب فتح تحقيق مع هذا العصلبة التي امتهنت مهنة الطب لكي تقتل المرضي والابرياء