سياسية

رئيس الجمهورية يشهد تأبين فقيد البلاد محمد داؤود الخليفة


[JUSTIFY]شهد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية أمس مراسم تأبين فقيد البلاد الأستاذ محمد داؤود الخليفة الذي أقيم بسرادق العزاء بمنزل الأسرة في ضاحية العمارات، وسط حضور عدد كبير من قيادات الدولة والأحزاب وذوي الفقيد.

وعدد السيد الإمام أحمد المهدي مآثر الفقيد ودوره في بناء الوطن، وقال إن عميد أسرة الخليفة عبد الله التعايشي ساهم في نهضة الزراعة والحكم المحلي وإرساء التعايش بين مكونات المجتمع وفيما يلي نص كلمة أحمد المهدي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور
الأحبة الكرام

فقدنا بالأمس رجلاً فريداً ومواطناً أصيلاً وأنصارياً صميماً وأن فقده سيترك فينا فراغاً كبيراً لأنه كان يملأ بوجوده وتحركه مساحات واسعة في مجالات الحياة أسرياً ووطنياً وأنصارياً وغير ذلك.

فقيدنا محمد داؤود الخليفة من الرجال الذين قل أن يجود الزمان بمثلهم ونحن جميعاً على فراقه لمحزونون وكل منا يجد في صدره غصة أن يقبر هذا الكنز الثمين ويختفي هذا الفارس الأمين ويغمد السيف الصقيل.

أبٌ رؤوف مدبر لشأن أسرته ساهر على راحتها ونجاحها وإحاطتها بكل أسباب الحب والسعادة، ولم يقف ذلك عند حد أسرته الصغيرة، بل ألفناه يسعى لجمع شمل بيت خليفة المهدي كله ورعايته وإبراز كينونته وعلو شأن منزلته، مدركاً لمكان الخصوم والأعداء ودسائس الحساد والحاقدين وعالماً بحقيقة الكذب والافتراء والمؤامرات والتخطيطات الخبيثة التي دبرها المستعمر للتقليل من شأن هذا الخليفة العظيم والحط من مقامه السامي.

كان محمد داؤود يواجه هذا الزخم والضباب والتلويث وسط الأقران والمعاصرين بالصبر والهدوء والحكمة والاتزان وبالبصيرة والقدوة الحسنة والثقة الكاملة بنفسه وتراثه المجيد حتى جمع حوله القاصي والدان، وانتزع احترامهم وتقديرهم واكتفوا بما شاهدوه من خلقه وأفعاله ووطنيته لمعرفة حقيقة جده المجاهد الأعظم والسيد الأكبر خليفة الصديق المقلد بقلائد الصدق والتصديق كما سماه الإمام المهدي عليه السلام، ذلك البطل الهمام الذي حافظ على أمانة المهدية في أقسى الظروف وأحلكها زهاء الـ «16» عاماً حتى لقي الله في أعظم مشهد من مشاهد التاريخ
ü أيها الأحبة الكرام

لم يقف محمد داؤود عند حد أسرة خليفة المهدي، بل كان مؤمناً بمعركة الإمام المهدي: إن آل البيت هم آل بيته وإخوانه وخلفاؤه، ولذا نجده مهموماً بجمع شتات الأسرة الكبيرة فكان دائم الاتصال في السراء والضراء بأفراد هذه الأسرة بكل تجرد ونكران ذات ولا يتردد في تلبية الدعوات والسعي بالخير والوئام بين الجميع، لا يكل ولا يمل ولا يضن بمال أو نفس في سبيل ذلك، ولذا كان حبيبنا الراحل في مقدمة الرجال الذين نعتمد عليهم في إصلاح شأن الأسرة وعلى تعاونها ومواصلة أرحامها وتقوية روابطها.

لقد خدم محمد هذا الوطن في شتى مراحل حياته فما عرف إلا بالهمة العالية والصدق والأمانة والجد والعمل فيما تولى من الولايات، «والولايات مضامير الرجال».. كان خدوماً لبني وطنه مولعاً بقضاء حوائج الناس وتراه متهللاً إذا ما جاءه صاحب حاجة.. وكان من الذين يألفون ويؤلفون ومن أولئك الذين خصهم الله بقضاء حوائج الناس، فارفع أجره وعظم ثوابه.. ولابد من أن نكتب إنجازات هذا الرائد الملهم فيما تولى من المسؤوليات داخل البلاد وخارجها وسيتحدث الكثيرون بإذن الله عن ذلك بعد مماته أكثر من حديثهم في حياته.

أما عن حبه للأنصار أيها الإخوة الكرام فقد كان الفقيد متفانٍ في خدمتهم معتزاً بأمجادهم ومؤمناً بعقيدتهم أيما إيمان حتى تساوى في سماته مع جده خليفة المهدي عليه السلام، ولمحمد داؤود وسط الأنصار تاريخ ناصع فقد وقف بجانب الأئمة يعيد مدد قوة وكان شجاعاً مناصحاً لا يعرف الغش أو الكذب ولا المداهنة والنفاق، بل كان صريحاً صادقاً لا يخشى في الحق لومة لائم.. وكان مؤمناً كل الإيمان بأن الأمام المهدي وخليفته شيء واحد لا يتجزأ وروح وجسد وكما قال الإمام عليه السلام الخليفة عبدالله مني وأنا منه وعلى هذا النحو كان فقيدنا يناضل في سبيل الأنصارية ومبادئها العظيمة وأهدافها الجليلة.. ويشهد الله ما جئته في أمر من أمور الأنصار إلا وجدته مستبشراً ناهضاً بالحزم والعزم في كل ما يرفع من شأن الأنصار ويوحد كلمتهم ويقوي شوكتهم ولسان حاله وإنما نحن لها إذا جد الجد في سبيل الله والوطن.. وكنا نعده من أقرب المستشارين الذين لا يبرم أمر دون الرجوع إليهم وما أحوج قيادتنا الانصار إلى أمثاله من الرجال في هذا الخضم والحال الذي تمر به البلاد، وما أحوجنا إلى مساندته ومؤازرته في شؤونا العامة والخاصة.

اللهم أجبر الكسر وعظم الأجر وتقبل فقيدنا بواسع الرحمة والغفران وادخله فسيح الجنان واكتبه من المقربين في روح وريحان وجنة نعيم.

(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) و(إنّا للّه وإنّا إليه راجعون)

اللهم اطرح البركة في زوجته وإخوانه وابنيه وبنته وأهله وأصحابه وذريته.

وإنني باسم آل الإمام المهدي وخلفاء الأنصار عامة وباسم الخليفة المهدي الخليفة عبدالله خاصة وباسم إخوانه مأمون وعمر ومهدي وعبدالله ومرتضى وباسم بنات الرشيد وداؤود وباسم الجوار الصالح وحبيبنا الصالح صالح عبدالرحمن يعق،ب وباسم الأحبة والأهل والأصهار نرفع باسمهم جميعاً مأتم فقيدنا الراحل المقيم ونتقدم بوافر الشكر والتقدير لكل الذين تكبدوا المشقة لتأدية واجب العزاء وندعو الله لهم بالخير والعافية وأن يحميهم الله من كل سوء ومكروه.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]