جرائم وحوادث

مقتل قائد للجبهة الثورية في ربكونا


[JUSTIFY]امتد نطاق العمليات العسكرية من جديد بدولة جنوب السودان بين طرفي الصراع بولاية الوحدة، ففيما أعلن رئيس المعارضة د. رياك مشار عدم توقف الحرب إلا حال سقوط الرئيس سلفا كير ميارديت، نقل شهود عيان لـ «الإنتباهة» أمس أنهم رأوا حشوداً عسكرية للمعارضين بالقرب من مقاطعة ميوم الحامية العسكرية الرئيسة للولاية ومقاطعة أبينيم، وأبانوا أن قوات مشار سيطرت بالفعل على كل المقاطعة، وأن سقوط ميوم بات مسألة وقت، في الوقت الذي أرجأت فيه محكمة جوبا الخاصة الاستماع لإفادة آخر المتهمين في المحاولة الانقلابية السفير السابق أيزك جاتكوث، واستمعت في جلستها أمس إلى المتهم الثالث نائب وزير الدفاع السابق الفريق مجاك أكود، وقال مشار إن الحرب الدائرة الآن بدولته لن تتوقف إلا بسقوط سلفا كير، وذكر لـ «فرانس برس» أمس أنه يخطط للاستيلاء على العاصمة جوبا، وتقع المناطق النفطية من ضمن أهداف قواته العسكرية للسيطرة عليها.في وقت نفت القوات المسلحة وجود معسكرات لتدريب المعارضة الجنوبية المسلحة بالسودان، وقالت إن المنطقة الواقعة بين هجليج والخرسانة بغرب كردفان توجد بها أعداد كبيرة من النازحين الجنوبيين. وذكرت في بيان لها أمس أن ما تناولته أجهزة الإعلام الخارجية بخصوص تصريحات الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي أنه قد تم تدريب متمردي الجنوب أو فتح معسكرات لتدريبهم داخل الأراضي السودانية، لا أساس له من الصحة، وأوضحت أنها لا تجد تفسيراً لهذه التصريحات غير محاولة بعض الجهات السعي لإفساد نتائج زيارة الرئيس سلفا كير للخرطوم والتي ينتظر نتائجها. وأكدت التزامها بالحيادية التامة التي التزمت بها الحكومة تجاه الأوضاع في دولة جنوب السودان وعدم التدخل في أي من قضاياها الداخلية. وأعلنت التزامها بتوفير الحماية الكاملة للنازحين من دولة الجنوب بتلك المعسكرات. وفي غضون ذلك نفى مجاك أكود المتهم الثالث في المحاولة الانقلابية في إفادة أمام المحكمة وجود انقلاب على الحكم في منتصف ديسمبر الماضي، وقال إن مسألة اعتقاله ومحاكمته هي صورة سياسية خلافية سيئة الإخراج من قبل أشخاص لم يحددهم، وأكد أن النهاية ستظهر لاحقاً لشعب الجنوب، وأعلن القاضي جلسة أخرى للاستماع لآخر المتهمين جاتكوث، وقدم مجاك كلمة غلبت عليها الدفوعات ودخل في ملاسنات مع الادعاء حول التهم التي قرأها الادعاء وطالب بتنفيذها في حقه.

وفي ذات السياق قتل نائب والي الوحدة مبيك في المواجهات التي وقعت أمس الأول في ربكونا، وقال الفريق بيتر قديت إن قوة تقدر بـ «19» ألف جندي استطاعت السيطرة على كل ولاية الوحدة ما عدا ميوم وأبينيم، وذكر أن القوات التي كانت موجودة في الولاية تتراوح بين «36» ألف جندي إلى «40» ألف جندي، وأوضح أن قائداً كبيراً ــ رفض الكشف عن هويته ــ يتبع للجبهة الثورية قُتل في ربكونا أثناء المواجهات.

بينما طالب برلمانيون الخارجية والدولة بالابتعاد في علاقتها مع دولة الجنوب عن العاطفة، وقالوا إن الجنوب انفصل، وإن العلاقات لن ترجع كما كانت قبل الانفصال، وشددوا على ضرورة التركيز على مصالح السودان فقط، بينما اتهم عضو البرلمان عبد الجبار عبد الله جوبا بالغش والمراوغة في علاقتها مع الخرطوم، مؤكداً أن العلاقة غير حميمة كما توصفها الحكومة. وأكد وزير الدولة بالخارجية كمال إسماعيل حرص الدولة على العلاقة مع الجنوب، معبراً في ذات الأثناء عن تشاؤمه من أن تفضي المفاوضات بين حكومة الجنوب برئاسة سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار إلى حل، مرجعاً ذلك للعقلية التقليدية للإيقاد والمجتمع الدولي في حل الصراع الجنوبي الجنوبي، وأكد أن كل جهودهم باءت بالفشل. وقال خلال بيان له عن الأوضاع الخارجية بالبرلمان أمس، إن حل الصراع الجنوبي لن يحدث في وقت وجيز ويحتاج لزمن أطول، موضحاً أن الصراع بلغ مرحلة كبيرة من الشخصنة بين سلفا ومشار.

وكان المستشار الأمني لحكومة ولاية الوحدة، جون ملوك، اتهم السودان بتقديم الدعم إلى المتمردين التابعين لنائب الرئيس السابق رياك مشار لمساعدتهم في السيطرة على ولاية الوحدة، وقال لـ «الشرق الأوسط» أمس، إن هناك دعماً من الخرطوم لقوات مشار جرى من منطقة «هجليج»، بينما ذكر المتحدث باسم جيش الجنوب فيليب أقوير لذات الصحيفة أن قوات التمرد تلقت تدريباً داخل الأراضي السودانية، وأشار أقوير إلى أن القوات التي هاجمت ولاية الوحدة جرى تدريبها في معسكر واقع بين منطقتي «هجليج» و«الخرسانة»، وهي تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية، نافياً علمه بوجود إمداد مباشر من الخرطوم إلى قوات التمرد. وزعم قائلاً: «ما نعرفه الآن أن قوات مشار تلقت تدريباً داخل الأرضي السودانية وبإشراف الجيش الحكومي، والآن أعداد أخرى من قوات مشار موجودة في منطقتي هجليج والخرسانة، والجيش الشعبي يتعامل مع هذه المسائل أمنياً وعسكرياً، والتعامل السياسي متروك للحكومة في جوبا، وهي التي تقرر الخطوات والإجراءات الأخرى وفق ما تراه مناسباً».

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]