فدوى موسى

أدينك.. أشجبك.. استنكرك


أدينك.. أشجبك.. استنكرك
[JUSTIFY] هذه الكلمات الثلاث بالذات ترتعد فرائصي عند سماعها هذه الأيام فالمعنى الأقرب أن غبنا وقع في مكان ما من بلادي الحبيبة مضى الزمان الذي يأكل الناس فيه من رنات عبارات الشجب والإدانة والاستنكار لذلك لا أظن ان أحدًا يحفل بالبيانات التي يحشد لها مساحات النشر والسماع والرؤية.. صخب الكلمات وتأجيجها.. عفوًا ما عادت الأذن تصدق المستنكرين والشاجبين والمدينين وفات ممان الوزير الذي خرج على الصحفيين بعد محفل كبير قائلا لهم (شجبنا وأدّنا واستنّكرنا وتموا الباقي من عندكم) لذلك أتمنى أن يحتفظ كل شاجب ومستنكر لأحداث أم روابة في حلقومه بهما حتى تغرغر فيه نشوة روح الرجولة والثأر لهذا الوطن الذي أصبح مستباحاً ومهلاً كما العصفور الزرزور في يد الصغير صديقتي تقول: لماذا الاستنكار انهم يريدون مثلكم الحكم فعفوا أيتها ا لصديقة فالبلاد لا تحكم على حساب الدماء والأشلاء وسحق الانسانية.. فتعيد الكرة (ان المركز لايحفل كثيرًا بما يدور في أطراف البلاد) وهذا محل ومربط الفرس مما طفح من قلة اعتماد لميزانيات التأمين حتى المدن الولائية الكبيرة بل وشكا وزير «حساس الموقع» من ظروف منسوبي وزارته مما حدا بهم للبحث عن بدائل أخرى أو الهجرة والاغتراب عله.. وللحق والتاريخ هذه الحالة تستهون الكثير من الأمور ولا تعي الدروس إلا متأخرًا جدًا بعد أن يدفع الأبرياء ثمن التراخي والتوهم المعتمد دائماً على الإستهداف والطابور الخامس – طيب وكت أصلاً الزول مستهدف ليل ونهار ما يجهز حالو لكل الاحتمالات !! قد سجل التاريخ السوداني الحديث دخول أم درمان.. واحتراق أم روابة.. وقبلها وبعدها وما زالت التوقعات مفتوحة وتترى والراجح ان نظرة اخرى تبذر بذورها في دواخل المواطن البسيط بالسؤال الجرئ والصغير الحال دا حدو متين؟- لا أريد أن أقول كما قال زميلنا عبد العظيم صالح في عموده خارج الصورة تحت عنوان (أطلس الدم) انتهى عهد الكلام ويجب قيام مبادرة هجومية واسعة النطاق وتحدث ايضاً فرقعة اعلامية.

رغم التحفظ على الدوران في فلك العنف الا أن فعلاً قوياً يجب ان يكون رادعاً لهذه السلوكيات العدائية الفاجرة ليس بالكلام تسترد هيبة الدولة التي يمكن أن يهزها كل من يملك طلقة أو كلاش بل بإثبات الوجود والقوة تباً لكل مسؤول علت على شفتيه ابتسامة وتذوق طعماً ومذاقاً طيباً للأكل وأهلنا في شمال كردفان وجنوبها و. و.. يلتحفون السماء ويفترشون الأرض.. ما بال هؤلاء الرجال اين ذهبت قلوبهم وعقولهم ووطنيتهم؟ إنهم باردون سخيفون.. ومال المسؤول المباشر عن الأوضاع لا يحرك ساكناً أين أدب الاستقالات ومعرفة حدود الجرم في حق هذا الوطن.. اللعب الخطر الذي تتماهى معه الأحوال العامة الآن يستدعى الإلتفات للآليات التي تفرط الهيبة وتثبت الخطوط الحمراء و(مكانك سر) فيا ممسكاً بكل جزئية هامة في حرم وحوى هذا الوطن «خلي الضمير صاحي، خلي السلاح صاحي.»

آخر الكلام: دعونا نطمئن هل عادت الخدمات للمناطق المنكوبة بشمال كردفان (هذه الأيام) نتمنى أن تستقر نفوس الناس هناك، ولا تذهبوا لأكثر من ذلك الشئ في هذه الأيام ، إلا حسب قول الراعي (الجفلن خلَّهن أقرع الواقفات) والوطن واقف حتى الآن..

[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]