رأي ومقالات

سراج النعيم : أين المسرح من فساد مكتب والي ولاية الخرطوم؟


[JUSTIFY]تبقي رسالتي للقائمين علي أمر المسرح رسالة أبعث بها ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺣﺠﺐ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻲ نسبة إلي غياب المسرح عن المشهد بصورة عامة.. ومشهد فساد مكتب والي ولاية الخرطوم بصورة خاصة.. وإذا شكل حضوراً فإنه لا يتحلل من القيود ضف إلي ذلك قيود الرقابة علي الحركة المسرحية فهي واحدة من أسباب الغياب عن المشهد بالرغم من أننا نعول عليه كثيراً باعتبار أنه الأقدر علي مخاطبة العقول بتناول وطرح الظواهر السالبة بالتأليف والإخراج والتمثيل إلا أنه يظل بعيد كل البعد عما أشرت له فالمشاهد الحاضرة آنيا فيها بعض الإشراقات كمسرحية ( النظام يريد ) للمخرج المتميز أبوبكر الشيخ ورغماً عن ذلك هنالك سؤال يدور في ذهني هل المسرحيات الساخرة يمكن أن تعالج قضايا الجماهير خاصة وأن الشعب السوداني أصبح من الشعوب الساخرة للظروف الاقتصادية القاهرة التي أنهكته بعد رفع الدعم عن المحروقات ما جعله يجيد الأدوار الكوميدية بتلقائية علي مسرح الحياة اليومي.

وهنالك قصص تصلح لأن تكون مسرحيات تمثل علي خشبة المسرح خاصة وأن أبطال تلك القصص جاذبين للجماهير بما يدور في المحيط الضيق فالممثل اذا فعل ما يشاء وتجاوز الدور المسنود له فإنه يشوه الفكرة الأساسية من هذه أو تلك القصة التي دائماً تبحث عن مؤلف وسيناريست ومخرج وممثلين يترجمونها علي أرض الواقع بوضع الديكورات المناسبة والترويج المكثف لاستقطاب الجمهور كمسرحية الفنان المصري عادل أمام ( شاهد ما شافش حاجة) المسرحية التي شحذت أذهان الجميع بالموسيقي التصويرية في فصول درامية جعلت منها مسرحية خالدة في الوجدان خاصة مشاهد المحكمة والحاجب الذي يقول : ( محكمة ).. وينتظر الجمهور دخول المتهم ليحتل موقعه خلف قفص الاتهام لتبدأ المحاكمة التي لم يسقط فيها المخرج تساؤلات الجمهور المبنية علي مبادئ وأفكار سائدة في المجتمعات.

وبالمقابل نجد أن بعض المسرحيات تركز علي السخرية دون استصحاب المبادئ والأفكار ما أدي إلي أن يخيب ظن الناس في القيم والأخلاق الإنسانية النظرية والثابتة خاصة بعد أن انحرف المسرح عن رسالته بما أسسه الشاعر الفرنسي أندريه بريتون في مدينة باريس من مذهب في الأدب والفن هادفاً من ورائه لمعالجة مشكلات اجتماعية إلا أنها معالجة قائمة علي التحلل من الأخلاق ولا تعير تلك النظرة السالبة أية مبادئ أو قيم.

ولم تتوقف الظاهرة بل امتدت إلي الأدب والفن فظهرت السريالية أو مذهب ما فوق الواقع الذي جنح إليه المؤلفين أما رهبة أو جهلاً . ﻭﻣﻦ الضروريات ﺍﻟﻤﺰﺝ ﻻ أن يخضع ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ إلي مبادئ وأفكار تتغلب علي سمات العقل والباطن وصبغته علي العقل الواعي الذي تنتج عنه آثار سالبة تصب في اتجاه التحلل من أصول منطق الواقع الملموس.

فالمسرحية يجب أن تسعي إلي الكشف عن واقع جديد خاصة وأن الواقع أوشك علي أن يتفوق علي أخصب خيال يمكن أن يصور قصصاً من نسج الخيال ولكن المخرج دائما ما يفسد أفكار من هذا القبيل باستخدام نهج ليس قريبا من المبادئ والقيم الإنسانية المؤثرة في الجمهور الذي يرفض الإشارة والإيحاء فيما يلتمسه علي أرض الواقع لذا تكون البداية والخاتمة مشوهة بالتحلل المباشر ما يؤدي إلي قتل الإحساس لاختلاف الفكرة من الواقع إلي اللاوعي ومابين الواقع واللاوعي لا يوجد مؤثر جاذب للجمهور لمتابعة المسرحيات لعدم تناولها موضوعات حساسة تمس قضايا وهموم المتلقي بل أصبحت تجنح للتحلل بعيداً عن الأعراف والتقاليد والرؤى والأفكار منذ أن كرث لذلك من خلال الحرب العالمية الأولي فزعزعت القيم والأخلاق الإنسانية.. الأمر الذي حدا بالأبحاث العلمية السيكولوجية أن تثبت مدي تسلط العقل الباطن في تكييف مبادئنا وقيمنا وأخلاقنا في اللاوعي وظل المسرح مشوهاً بالسخرية التي لا تعالج القضايا الماثلة أمامنا ما أحط من قدر المسرح.
ولم يستطع المسرح أن يناقش قضايا الواقع من حيث ما يدور في المجتمع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وفنياً فما زال المسرح مقيد بالكتابات غير التلقائية المعبرة.

النيلين[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. الزول ده عويييييير عدييييييل كده، وبعدين الجزء الفوق كتبو هو ولصق معاه الجزء الثاني ، وعليكم الله شنو الرابط بين قضية مكتب الوالي والهباب الكتبو الوهم ده؟