رأي ومقالات

بدر الدين عبد المعروف الماحي : حتى لا يقيد بلاغي ضد مجهول !!


[JUSTIFY]لم أكن أتخيل يوماً ما أنني سأتعرض لعملية سرقة أو غش أو احتيال واضح المعالم ليس لأنني « مفتح»َ ولكن لحرصي الدائم على تحقيق مبدأ السلامة والأمان مستصبحاً معي في ذلك المثل «حرص ولا اتخون»َ فتجدني أراجع أكثر من مرة الأقفال عندي بالمكتب والبيت والسيارة،، ولكن على قول الجماعة «دقسة الشاطر بألف» وهذا ما حصل لي بالضبط، فاللص استخدم كل أساليبه الحديثة في تنفيذ الجريمة حيث اختار الزمان والمكان!! فمساء أمس فجعنا بفقد عزيزة على أنفسنا وأسرتنا «أم حسام»َ تلقينا الخبر كالصاعقة ما بين مصدق ومكذب وانزعجنا في اللحاق بالدفن بمقابر أحمد شرفي وصلت بمعية خالي العزيز «وهبه» ونزلت وكررت حرصي على التأكد من تأمين سيارتي الخاصة وكان الجميع في تلك اللحظة حول القبر في لحظة مواراة الجثمان،، وبعدها تحدث احد الاخوان حديث الخير والإيمان والموعظة وأطال فى الدعاء والتضرع لله بالرحمة الواسعة للمتوفية ولم نكن نشك بأننا فى مقام تذكير وتمعن للحياة الزائلة وقبل ان ينفض الجميع سبقتهم الى مكان توقف السيارة حتى استفيد من إيجاد مخرج وفعلا فتحت باب السيارة وجلست منتظرا وصول الخال وقد لاحظت بأن شنطتي الخاصة التي بها كل مستلزمات العمل وجهاز اللاب توب الخاص ومستندات هامة وجواز سفر يخص احد الإخوان حرص على أن أحمله له حتى يلحق بالرحلة المغادرة للمملكة فجرا،، كل تلك الاشياء لم أجدها وفجأة أدرت بصري للمقعد الخلفي علني قد نسيت تحويلها من المقعد الأمامي لأجد الطامة بتهشيم كامل لزجاج السيارة الخلفي وبصورة تحير وتمحن! اجتهد في أن ينحصر الأمر بيني والموجودين بقربي لعدم تناسب الحدث مع الواقع وانطلقت إلى أقرب قسم شرطة وهنا بدأت معاناتي ولأول مرة أتأكد بنفسي بأن السبب الرئيس في عدم حرص المواطنين على متابعة إجراءات بلاغ السرقة التى يتعرضون لها هو ما يتعرضون له فى تلك الأقسام المتهالكة الكئيبة في كل شيء،، دخلت على ذلك القسم المعروف بتوسطه لأحد الأحياء العريقة بام درمان ولم أجد احداً حتى ظننت ان القسم تحول لموقع آخر وعندما وصلت الكاونتر لاحت لى رؤوس تجلس تحت الكاونتر بادرتهم بالسلام والتحية وانزعجوا لدخولى المفاجئ فقد كانت جلستهم بقائدهم الهمام حول صحن البوش غير مقبولة لهم قبلي أنا، وانتهرني أحدهم عندك شنو ياعمنا؟؟ قلت له ممازحا أكيد ما داير بارد أو اسكريم عندى بلاغ! لم يعجبهم ردي وبدأوا الوكادة العسكرية ،،، بلاغك شنو؟ ووين ؟ومتين ؟والبكاء بتاع منو وعلاقتك بالمرحومة شنو ،، وووووو !!! تخيل؟؟ واخيرا أوضحوا لى بأن الحادث خارج دائرة الاختصاص ووجهونى لقسم آخر وفعلاً تحركت حيث دلوني وهناك وجدت الحال اسوأ ما رأيت،، تلفت فى أركان المبنى لم اجد غير الأتربة والتهالك،، أدراج من حديد مربطوة بسلك للتأمين،، مروحة صوتها مزعج،، مكيف من سنين لم يدر،، كراسى لا تصلح للجلوس،، وما اضحكني أن الضابط النبوتجي ظل يبحث عن قلم يدرج به بياناتي لأكثر من نصف ساعة بالقسم،، المهم تم فتح البلاغ بعد جرجرة وعذاب وملل وسادية في التعامل وحمدت الله على ذلك فقد حال موعد رحيلي من القسم الذي دخلته متظلماً وبحثت عن الخروج منه تاركا مظلمتي،،، ولكن فجأة يدخل علينا ضابط بدبورة «وحيده»َ ويهدم كل أحلامى فقد أصر على فتح البلاغ بعريضة فى النيابة اولاً!!! ناقشته بلطف ومنطق طيب ليه الجماعة ما ورونا من بدري حتى نكسب الوقت أنا جيت من المقابر للقسم من الساعه 8 مساء والآن الساعة ماشة على 2 صباحاً كيف يكون ذلك!! لم يزد غير ان تلك هي إجراءات!! استجبت لطلبه وذهبت مرة اخرى للنيابة وقدمت عريضة الشكوى ضد مجهول وعندما رجعت القسم وجدت ذلك الضابط حديث التجربة قد انصرف وجلست مع المتحري الذي اكد لي ان الأمر ما كان يحتاج لذلك التعقيد ودون إجراءات البلاغ ولكن حتى يطلع عليها سعادتو ظللت جالسا لأكثر من ساعة فى الانتظار لم تشفع لى ظروف فقدنا العظيم فى شيء!! وحاولت اتمشى لتنشيط الدورة الدموية فى ارجلي التي اصابها الخمول، لأجد الملازم الذى ننتظره مع مجموعة من أفراد الشرطة فى أحد المكاتب الداخلية يتابع كرة برشا والريال!!! انصرفت وتركت كل شيء واستعوضت الله محتسباً!! تلك هى وقائع الألم وأصناف من العذاب تمارس على الشعب الصابر يوميا ،،، لا أتحدث عن المفقود فالسرقة موجودة وظاهرة يصعب التحلل منها فى تلك الظروف الصعبة،، ولكن حديثي وملاحظاتي عن أقسام الشرطة بالعاصمة فهي غير صالحة تماما من كل النواحي فلماذا لا تهتم وزارة الداخلية بتلك الأقسام لماذا لا تعيد تأهيلها؟؟ فمعظم الأقسام فى مواقع ممتازة ومساحات كبيرة أتمنى أن توجه إدارة الشرطة كل رسوم المعاملات من إصدار جوازات وتجديد وبطاقات وعرائض ورخص وهي مبالغ كبيرة يمكن إن جنبناها لمدة ستة شهور فقط تعمل العجب، وهناك شركات مؤهلة في أعمال البناء والديكور والأثاث يمكن الاستفادة منها في شراء واستيراد كل ما تحتاجه تلك الأقسام لنشيد أحدث المكاتب لهؤلاء الضباط والجنود بأحدث السبل لراحتهم طالما انهم يسهرون من أجلنا نؤهل قاعات الطعام حتى لا نرى كما رأيت جلوساً غير مناسب للرتب!! فالأقسام محتاجة لكثير من المراجعة والتأهيل، وأتمنى ان يتكرم مدير عام الشرطة بجولة مسائية ليرى ويشاهد بعينيه ذلك البؤس والخراب!! وجهوا من هم تحت إدارتكم واعتمدوا الصرف لتلك المنشآت فهى عنوان ومعنى لذلك الجهاز الهام حتى الأفراد لم يعجبني هندامهم!! اصرفوا لهم بدل اللبس اثنين او أربع،، شددوا عليهم ان يستبدلوها رغم الظروف بالملابس الخاصة حتى لا تفقد بريقها ولمعاناها ومعنى ارتدائها،، ولعل ما جعلني امتلئ غيظاً هو ذلك الفرد المتسلط المكابر فقد ظل يكتب ما أرويه له في اقوالي وهى كلمات لا تزيد عن المائة كلمة ظل يكتبها ساعات طويلة لا يفرق بين الكلمة ومعناها وصحتها فكرر لى السؤال كثيرا شنو يعني فقد «كنكت»َ ومع احترامي لرجال الشرطة السودانية إلا اننا نعانى المر من اخطاء وتعنت وعنجهية البعض منكم فدعوها شركة نعتز بها معكم طالما انكم رفعتم شعار الشرطة فى خدمة الشعب، يتناسب الشعار مع العمل وحتى لا يجبر غيرى فى ان يضحى بما فقده راجيا العوض من رب كريم ،،، شجعونا لنتوجه إليكم بقلب ثابت ورغبة صادقة فى أن نجد عندكم الراحة والأمان لا العذاب والشقاء!! نحقق لكم فوائد بتسجيل وقائع الأحداث التي قد تعينكم في الوقاية واكتشاف أساليب الجريمة المتطورة يوما بعد يوم،،، نشهد لكم بالصبر والاجتهاد والتضحية ونعيب عليكم الجرجرة والروتين والمطاولة فلا يمكن ان أسال من اسمي وعمري وسكني وهاتفي وديانتي في بلاغ اكثر من 7 مرات أظل بعدها أنا الشاكي لأهرب بجلدي تاركاً بلاغي يقيد ضد مجهول!!

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. والله يا اخي ده حال كل اقسام الشرطة , كانه متعمدين هذه المعاملة حتى لا ياتي احد إليهم ويقدروا يتفرغوا لإعمالهم الخاصة, والعجب لو جيتم في شىء كبير زي سرقةعربية او تنفيذ امر قبض , يستنزفوك , العسكري ما بطلع معاك الا اذا عصرتليهو ولازم يكون عندك عربية للتحرك وإلا موضوعك ما بيتم. واظن ان اي استرداد للمسروقات ياتي بطريق الصدفة يعني يعملوا ليهم كشة ولا يقبضوا زول اشتباه ويلقوا معاه مسروقات.وندعوا الله ان لا يحوج اي شخص للشرطة ولا حولة ولا قوة الا بالله .

  2. القسم هوالتابع لودنوباوي بما انو في حي عريق وجوار احمد شرفي وانا قبل كدا مشيت مع الوالدة رفضوا يسجلوا لينا البلاغ الا بعد مضي 24ساعة رغم خطورة الموقف والحمدلله ما احتجنا ليهم تاني والله لايحوجنا

  3. استاذ ع المعروف..أسأل الله أن يعوضك و يستخلفك خيرا مما فقدت.والله يا أخي أكتب واشعر أن الألم يعتصرك مما آل اليه الحال والغريب أن وزارة الداخلية هي أغني الوزارات و لا ندري اين تذهب هذه الاموال واظن ان السبب قريب مما حدث في مكتب الوالي والمعني واضح ولا يحتاج مزيد من الشرح.

    لم أسمع قط أن هناك شخص سرقت منه أشياء وردت اليه وتنتهي دائما البلاغات ضد مجهول..ليس هذا تقليلا من عمل الشرطة ولكن يجب أن ننتهج سبل جديدة لمكافحة الجريمة بل بالوقاية منها قبل وقوعها

  4. والله يا أخ بدر الدين أنت بتنفخ في قربة مخرومة ، يعني عاوز أولاد الوالي الحرامية ديل يعملوا زيارات للمخافر ويشوفوا البلاوي الذكرتها ديه … ؟؟
    يا عم موظفين ولاية الخرطوم لو شافوا شرطي تجيهم الرجفة ، عاوزهم كمان يدخلوا المخافر برجليهم ، ديل خايفين لو دخلوا مخفر ما حيطلعوا منه تاني …..

    وربنا يعوضك في خسارتك ، وشدة ما أحزنني هو جواز صديقك الذي كان مفروض سفرة فجر ذاك اليوم …