رأي ومقالات

محمد الننقة: بت بثلاثة أسامي


كون ان يكون للشخص منا اسم أو اسمين فهذا متعارف عليه في المجتمع السوداني لكن ان يكون للشخص ثلاثة اسماء فهذا هو الجديد او الغريب على المجتمع السوداني، فتلك الطفلة التي زرقها الله لابويها واسرتها بعد رحلة أمل طويلة استمرت ستة اعوام، أطلت عليهم كنسمة صيف تحرك ركود حياتهم وتلونها بالوان طالما تمنوها، تمشي بينهم لتتجسد في نفسها البرئية قيم الحب الاسري النبيل.
رحلة استمرت طويلاً، سهر وتعب ورجاء وتمني ودعاء وأماني، رغم ان الأم قد اجهضت مرتين إلا أن الرغبة في الامومة كانت اقوى من فقدان الامل فاستمر اللهاث بين حنايا عيادات اختصاصي النساء والتوليد وكان الايمان القوي والثقة في الله هو وقود كل تلك الحركات والسكنات.
تلك الطفلة هي (دعاء تمنى – وامنية) ولكل من هذه الاسماء راعي رسمي له، فتمنى هو اسم الاب الذي طالما تمناها حلماً لتكون قطعة منه تمشي على الارض يرى فيها ماضيه وحاضره ومستقبله، أما دعاء هو اسم الأم، تلك الأم التي ظلت تجتهد ويتملكها الأمل بأن ذلك سيكون، أي أن الله لن يضيع كل دعواتها ورجاءاتها، أما أمنية فالحبوبة هي التي تقف خلفه لأنها أمنية ظلت تحسب السنين والايام لترى حفيدتها تنير حياتها وحياة أبويها جسداً وروحاً، ولان الحبوبة تعرف جيداً أهمية الخلفة فبزوغ فجر الحفيدة مثل لها أمنية قد تحققت بحمد الله.
هذه الاسرة التي تقيم بالفتيحاب وتتكون من الزوج (على) والزوجة (فاطمة) كانت ضيفة على برنامج (يتربى في عزكم) على قناة أمدرمان الفضائية لهم التحية، هذه الاسرة حتماً بهذه التجربة التي كانت مريرة وقاسية كالعلقم في البدايات وحلوة ولذيذة كالشهد في النهايات جددت الأمل في نفوس الكثيرين الذين يحدوهم الأمل في تذوق نعمة الابوة تلك النعمة التي لا يقدرها إلا من يحسها ويتشربها والتي تظل دوماً وأبداً هو حلم كل زوج وزوجة جمع بينها الله تحت سقف واحد.
دعاء وهذا هو اسمها الرسمي او الذي تم تسجيله في شهادة الميلاد والمضابط الرسمية، نتمنى لها ان موفور الصحة والعافية وان يقر الله بها عيني والديها وان يجعلها الله بارة بهما, وان تظل ريحانة اسرتها الممتدة … وربي ما تحرم بيت من الاطفال.

عمود منحنيات/يكتبه الصحفي محمد الننقة


تعليق واحد