عبد اللطيف البوني

للخروج من نفق الاختناقات القائمة


[JUSTIFY]
للخروج من نفق الاختناقات القائمة

* لاندري لماذا كل هذا الخلاف بين الحكومة والمعارضة حول الفترة الانتقالية والحكومة القومية، خاصة وأن البلاد عملياً تعيش مرحلة انتقالية منذ أن حدث انفصال الجنوب، وأن أصوات التغيير والإصلاح بدأت ترتفع داخل الحزب الحاكم أكثر من الأحزاب المعارضة.
* يعلم الحزب الحاكم قبل غيره من الأحزاب أن الدوام لله سبحانه وتعالى، وأنها إن دامت لغيرهم لما آلت إليهم، وأن من مصلحتهم ولمصلحة الوطن والمواطنين استصحاب الآخرين، ولكن ليس على نهج “اركب معنا” التي فشلت في تحقيق السلام والاستقرار والأهداف المنشودة.
* كما تعلم أحزاب المعارضة أنه لايمكن الوصول إلى اتفاق قومي حول مستقبل السودان إلا عبر الحوار مع الحكومة، رغم معقولية شك الأحزاب في جدية الحكومة تجاه الانتقال من حكومة الحزب إلى رحاب الحكومة القومية التي لا يمكن إقصاء الحزب الحاكم من تركيبتها.
* إن الاتفاق القومى يتطلب درجة من المرونة والتنازلات الحزبية لصالح الإنسان السوداني ومستقبل السودان دون أن يعني ذلك تراجعاً عن الثوابت العقدية التي للأسف تستغل لا لنصرتها وإنما للتمكين السياسى والاقتصادي، وكل ماهو مطلوب هو توسيع مظلة الاتفاق السياسي ليصبح اتفاقاً قومياً يستصحب مصالح ورؤى أهل السودان كافة بلا وصاية أو هيمنة أو قهر سياسى أوفكري.
* إننا نبارك المساعي الجارية لإحياء الحوار مع الأحزاب السياسية المعارضة، إضافة للقوى الحديثة التي أصبحت موجودة بحكم الواقع مثل الحركات المسلحة التي ليس من مصلحتها أيضاً عدم التوحد سياسياً ، سواء فيما بينها أو مع الأحزاب السياسية المتفقة معها في سياساتها وأهدافها.
* إن التحديات الماثلة والاختناقات السياسية والاقتصادية والأمنية القائمة تتطلب الجدية في التنادي للحوار للوصول إلى حلول لكل القضايا والمشاكل العالقة سواء مع دولة جنوب السودان التي حدث اختراق حقيقي في العلاقات معها عقب توقيع اتفاقيات التعاون،وليس من مصلحة البلدين النكوص عنها، أم مع الأحزاب والكيانات الداخلية بهدف استكمال السلام في دارفور وتحقيقه في كل ربوع السودان الباقي خاصة في جنوب كردفان والنيل الأزرق وحول أبيي.
* ليس من مصلحة الحكومة ولا الأحزاب السياسية المعارضة التقليل من حجم و أثر الآخر عملياً ولابد من الإمساك بزمام المبادرة السياسية للخروج من حالة الاختناقات القائمة إلى رحاب الاتفاق القومي السلمي الديمقراطي الذي يحفظ السودان الباقي ، ويتيح للجميع التنافس الديمقراطي على السلطة في مناخ صحي معافى ، يحميه أهل السودان وليس الوسطاء الذين نقدر بذلهم ولا نرفضه.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]