منوعات

الذهب الصيني.. هل دقس الحرامي أم أُفقرت الجيوب


[JUSTIFY]ومن ظلال الأزمة الاقتصادية الخانقة على البلاد، إذ خسفت بحلى السيدات من الذهب المختوم إلى الصيني (المكلوم)، فعزفن عن ذاك، ولم يلحقن بهذا، وابتعد الخطاب والرجال عن القيام بشراء الذهب لنسائهم ولشريكات المستقبل وبالرغم من انتعاش تجارة الذهب بفضل التعدين العشوائي الذي انتشر في فيافي البلاد ورفده للأسواق بكميات مقدرة من الأطنان، إلا أنها ظلت حبيسة لبترينات العرض في الأسواق ومجمعات الذهب، وتراجعت معدلات الشراء والبيع للذهب الأصلي المعروض بعد ارتفاع سعر الجرام، وفي المقابل ازدهرت وانتشرت التجارة في الذهب الصيني الذي غزا الأسواق غزو الفاتحين، وسيطر على الحركة التجارية في المعدن النفيس، وصار الملاذ للبحثات عن الزينة واغتناء الذهب بجرامات ثقيلة، وراجت بضاعته وسط النساء من خلال التباهي بكمية الأقراط والسلاسل والأساور التي تطوق أعناق وأيادي النساء، ولكن الصيني هذا أصبح مصدر سخرية وتندر وسط العامة ويطلق عليه اسم (الحرامي دقس) بين الأصلي والصيني من الذهب .
خفض القوة الشرائية
(اليوم التالي) التقت بمصعب بابكر، تاجر وصاحب محل في سوق الذهب بأم درمان، واستفسرته عن حقيقة (الحرامي دقس) ومستوى الإقبال عليه، وعزوف النساء عن الذهب الأصلي، فقال إن السوق عموما في تراجع كبير لارتفاع أسعار الذهب نتيجة لارتفاع سعر الصرف الدولار، مما أدى لخفض القوة الشرائية وإقبال الزبائن على شراء الذهب فأصابت تجارة الذهب بركود كبير قلل من رواجها ودخل عليها انتشار أنواع الذهب الصيني التي بدورها زادت من طين الركود بلة، وتسببت في انهيار كامل لسوق الذهب الصيني.
لا قيمة له ولا يجلب أرباحا
ويقول مصعب إن الذهب الصيني له شركات متخصصة وأنواع مختلفة، ويدخل فيه النحاس والأحجار الكريمة وغيرها من المواد، يضيف بأنه أصبح بديلا ناجحا للباحثات عن الزينة بالذهب، ولا يملكن قيمة اغتناء الذهب الأصلي، ويؤكد مصعب حقيقة تسميته بـ(الحرامي دقس) بقوله بالفعل اسم على مسمى، فتلك النوعية من الذهب لا قيمة لها ولا تجلب أرباحا جيدة ولن يستفيد من يسرقها في تحقيق عائد مادي بالفعل.

صحيفة اليوم التالي
أ.ع[/JUSTIFY]