حوارات ولقاءات

محمد حمدان “حميدتي”: لدينا محكمة ميدان وأي زول غلط بنحاسبو


[JUSTIFY]** في مكتب بقلب الخرطوم.. يجلس الأربعيني في حالة هدوء لا تعقبه عاصفة.. عواصف غابت حتى عن ردود الرجل الذي بدا مرتباً للحد البعيد وهو يرد على أسئلة (اليوم التالي) التي وضعتها في طاولته، بل أبدى استعداده للرد على المزيد من الأسئلة.
محمد حمدان (حميدتي)، القائد الميداني لقوات الدعم السريع يجيد اللعب في ميادين أخرى؛ يجيد إعادة تركيب الكلمات والدفع بها مختلطة باللهجة المحببة لمواطني دارفور. منضدة بلون بني وجهاز كمبيوتر كان مغلقاً لحظة دخولنا إلى المكتب، وظل كذلك مثل التلفون الجلاكسي، بلونه الأحمر، وتلفون آخر، ظلا صامتين طوال زمن الحوار. الشاب كث الشارب صاحب اللحية المستديرة يرتدي بدلة (رمادية) وإن كانت خطوط القميص الأزرق كافية للعبور في قضايا متعددة.. استند حميدتي في كثير من إفاداته على نصوص من القرآن الكريم الذي كان (لوحه) حاضراً في ذات المنصة.. الرجل يبدو مختلفاً تماماً عن الصورة المرسومة له في مخيلة الكثيرين في واقع اليوم.
* بداية نريد أن نتعرف من هو العميد محمد حمدان (حميدتي)؟
– أولا مرحب بكم، أولا أنا محمد حمدان دقلو ساكن نيالا في جنوب دارفور حي المطار.
* النشاة؟
– أنا من مواليد كتم شمال دارفور عام 1972.
* في ما يتعلق بمراحل التدريب وهل تخرجت في الكلية الحربية؟
– أول مرة دخلت القوات المسلحة سنة 2003 في استخبارات الحدود واستمررت فيها (11) سنة بعدها انتقلت منها إلى جهاز الأمن 2013.
* هل أنت نسخة جديدة من موسى هلال؟
– موسى هلال من الإدارة الأهلية وأنا زول ضابط في جهاز الأمن ليس لدي علاقة به.
* ما هي أسباب وخلفيات تكوين قوات الدعم السريع ومن أي المناطق تم تجنيد أفرادها؟ ولماذا؟
– أولا قوات الدعم السريع تم تجميعها من قوات حرس الحدود والجيش والوحدات وجهاز الأمن وتكونت قوة وجاء متطوعون من أبناء دارفور والشمالية وجنوب كردفان وغرب كردفان والغالبية طبعا من دارفور.
* يعني هي من كل السودان وليست محصورة فقط في القبائل العربية كما يتحدث البعض؟
– أبدا الناس بتتكلم ساكت حتى في دارفور كل القبائل موجوده فيها كالتنجر والتامة وفيها كثير من أبناء المناطق حتى غير العربية.
* إذاً، ما هي أسباب تكوينها مع وجود القوات المسلحة؟
– هي قوة مثل أي قوة وهي داعمة للقوات المسلحة ومثلها مثل القوات المسلحة وجهاز الأمن كل سنة يجند ضباط وعساكر والآن لدينا ناس في التدريب.
* تريد أن تقول إنها ليست خصما على القوات المسلحة لأن هناك حديثا عن صراع بينكم والقوات المسلحة؟
– لو لاحظتي في احتفال الفاشر عساكرنا رفعوا الوزير فوق ولو فعلا لدينا كلاش مع الجيش ما كان رفعنا الوزير.
* كيف ترد على الاتهامات بالتجاوزات والانتهاكات بالحرق والنهب التي تمت في دارفور وجنوب كردفان؟
– هذا كلام باطل ولا أساس له من الصحة وهذه القوات قوات منضبطة ونحن على قيادتها، وطبعا الناس ما ملائكة ممكن يحدث خطأ مرة مرتين لكن كلها بنعالجها وهي عادية مثلما بتحصل لأي قوات أخرى ولا توجد أي انتهاكات وجنوب كردفان لم نجد فيها مواطنين والموجودين هم التمرد فقط واذا قالوا قتلنا التمرد نكون ما قصرنا معاهم.
* وبالنسبة لاتهامات الصادق المهدي لقوات الدعم السريع بأنها ارتكبت انتهاكات في دارفور وجنوب كردفان؟
– اول شي خلي الصادق المهدى يمشي يسأل أبناءه نحن علاقتنا بهم كويسه الشيء التاني إبنو درب القوات دي هو.
* إبنه من؟
– بشرى هو من درب هذه القوات.. للأسف الشديد نحن تفاجأنا بكلامه، وفي النهاية القانون يأخذ مجراه.. نحن مع القانون.
* هناك حديث عن أن قوات الدعم السريع وراء اعتقاله وتقدمتم بشكوى ضده للحكومة لأنه شكك في عملكم؟
– الصادق المهدي تحدث في قوات تابعة لجهاز الأمن وجهاز الأمن لديه مستشار قانوني وله الحق أن يشتكي ونحن ما كنا عارفين أنا كنت في نيالا والبلاغات لما تمت ما في زول ورانا وما كنا عارفين.
* يعني أنت تنفي تقديمكم لشكوى ضد الصادق المهدي؟
– نحن لا نقدم شكوى، لدينا أجهزتنا والجهات المخول لها تقديم الشكوى باعتبارها الجهة القانونية.
* هل هناك مشكله شخصية مع الصادق المهدي؟ لأن هناك أحزابا كثيرة انتقدت قوات الدعم السريع وقالت إنها ارتكبت انتهاكات، فلماذا تستهدفون الصادق المهدي؟
– والله لو هو عندو حاجات شخصية نحن ما عندنا حاجات شخصية.
* اذن لماذا الصادق المهدي؟
– لأنو ما في زول صرح مثل تصريحه.
* كما قلت لك كثير من الأحزاب..؟
– بتذكر هناك جريدة سبق لها وأن تحدثت عن قوات الدعم السريع وطالبناها بالاعتذار، مافي زول اتجرأ وقال زي كلام الصادق ده.
* محمد بن شمباس وكذلك المجتمع الدولي وهناك ضغوط من بعض الدول داخل مجلس الأمن تعمل على أن يصدر المجلس بيانا يدين فيه هذه القوات؟
– والله أقول ليك كلام شمباس ده، برضو ما قال نفس الكلام القالو الصادق وشمباس كل ما قاله إن هناك مزاعم بوجود انتهاكات من قبل قوات الدعم السريع لكن الصادق أكد أن القوات انتهكت وعملت وعملت كمان الأخطر قال إنو هذه القوات فيها ناس أجانب.. ودا الكلام الحار.. كيف يكون فينا أجانب؟.
* قوات التمرد تتهمكم بأنكم مليشيات الجنجويد؟
– وهم شنو؟ قوات التمرد فقدت المنطق بعد ما انهزموا والحمد لله، لذلك لازم يقولوا أي كلام ويتهمونا بأي اتهامات ونحن لو عايزين نرجع للوراء نحن بنتعارف كويس وهم ذاتهم منو، والحركات دي أول شي خشوم بيوت حتى في قبائلهم ينضموا للزغاوة وللمساليت وللفور قبائل معينة يعني ليست كلها قبائل الزغاوة وهم أجزاء من خشوم بيوت وشغالين عنصرية بحتة والقوات الموجودة الآن في قوات خليل القيادات من جهة معينة نحن فينا كشكول من كل الناس وجبال النوبة لدينا فيها قادة عندنا اللواء والعميد وضباط وفي أفراد، والعنصرية والإثنية الواحدة هي في الحركات إنتو تعالوا أرض الواقع عشان نوديكم المناطق الكانوا قاعدين فيها والله الشيء العملوه لا يرضي الله مثلا تجدوهم سايقين (65) بنت عمر (16 و14) سنة هم موجودين في هذه المنطقة في شرق الجبل والله العملية العملوها ما في زول عملها أخلاقنا أخلاق دينية وإسلامية ما اتعدينا على زول أو شلنا حق زول لكن التمرد ما خلا حاجه وحتى الآن.
* كيف تحاسبون من ارتكب تجاوزات من قواتكم؟
– لدينا محكمة ميدان والسجون تشهد لنا من الدلنج والأبيض وكل المناطق التي ذهبنا إليها تشهد بذلك وأي زول غلط بنحاسبو حتى لو سكر بنحاسبو، وكونو يسكر في الأمن والجيش مافي كلام زي دا لكن أي زول يسكر طوالي بنجردو من صلاحيته وبنرفدوا.
* سبق وأن طاردتم قوات التمرد إلى حدود جنوب السودان، وهناك تقارير تشير إلى أن قوات العدل والمساواة تقاتل بجانب سلفاكير هل تعتقدون أن حكومة الجنوب لازالت تدعم التمرد؟
– بالتأكيد وهم قاعدين يقاتلوا معاهم أكيد يقدمون لهم الدعم.
* هل تشاركون في عمليات موحدة مع القوات المسلحة أم أن جبهاتكم مختلفة؟
– في الجيش نعم نقاتل في عمليات موحدة في العمليات البرية.
* كونكم تقاتلون سويا مع القوات المسلحة هل يعني هذا أنها ليست لديها القدرة الكافية على حماية كل السودان؟
– والله نحن الواجب بفرض علينا إننا لازم نشارك الجيش والأمن والشرطة.
* لكن أنتم تم تكوين قواتكم حديثا والقوات المسلحة موجودة من زمان ؟
– نعم جديدين بس بنشارك معاهم ونحن ما خصما عليهم، وأقول ليك حاجة نحن في هذه القوات نختلف عن بقية القوات ونحن عندنا عمل إنساني بنقدمو وكذلك تنمية، وأنا أشكر المدير العام، والشيء الذي قدمناه للمواطن ما في قوات قبل كدا قدمته، حتى المثال النساء؛ عملنا لهم عمليات في الولادة وعملنا عمل إنساني كبير وبنشارك في الحاجات الاجتماعية في الفاشر، في آخر منطقة مرقنا منها عملنا لهم مستوصف والأسرى عالجناهم وما في قوات بتعالج لها أسرى، كيف أمشي أقتل لي زول بريء إذا العدو نحن بنعالجوا رغم إنو قتل ناسي وفرغ فيهم ذخيرة؟ لذلك هناك تناقض وفعلا نحن عالجناهم وسلمناهم للسلطات، فالاتهام مبني على ضلال وأكاذيب.
* ماذا عن القرار الذي أصدره محمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات بنشر (3) ألوية في الخرطوم من الدعم السريع؟ ما هو الغرض منها؟
– الغرض منها تأمين البلد وإنتو تكونوا مرتاحين نايمين.
* لماذا الآن؟ هل تم رصد تخطيط للهجوم على العاصمة مثلا؟
– والله التأمين مهم.. لازم نأمن البلد.
* لكن من زمان لم تكن موجودة وكل الناس بتسأل عن سبب نشرها؟
– والله الشي ده بعرفوه ناس الخرطوم أنا ما عارف حاجة كنت في نيالا وجئت أول أمس لكن أنا بقول التأمين مهم وقبل حدوث أي شي الزول يكون متحوط وبقولوا الوقاية خير من العلاج وهي بادرة سمحة.
* هل نستطيع أن نعتبرها ردة فعل على حديث الصادق المهدى وتريدون أن تثبتوا له بالفعل أنكم موجودون؟
– القوات دي أصلا موجودة من بدري في الخرطوم.
* لماذا ظهر وجودها في هذا التوقيت تحديدا؟
– أكون صادق معاكي الحتة دي أنا ما سألت منها وما عندى عنها معلومة أنا بس بقول التأمين مهم واعتبرها فرصة سمحة كونك تأمن وتعلن وقاية وليست لها علاقة بالصادق المهدي.
* هل كان هناك ضغط من قبلكم على الحكومة لاعتقال الصادق المهدي؟
– اعتقاله برضينا، لكن نحن ما عارفين اعتقلوا كيف ومتين، لكن عارفين إنو الأحزاب ستنتقدنا ولو ما ناجحين ما كانوا انتقدونا.
* حدثنا عن المعارك في جنوب كردفان.. وهل أنتم قادرون على دخول كاودا؟
– ناس العدل والمساواة اتحولوا من الجبال الشرقية للجبال الغربية ونحن تحولنا إلى الجبال الغربية ونحن مهمتنا العدل والمساواة، كيف نكسر العدل والمساواة والحمد لله دمرنا العدل والمساواة.
* وبالنسبة لكاودا؟
– كاودا ما مشينا عليها شغلتنا الجبال الغربية فقط.
* والحديث عن إنكم بالقرب من كاودا؟
– ده كلام ساي كما قلت لك مهمتنا الجبال الغربية والمسافة بينها وكاودا كبيرة جدا قدامنا الأبيض أو الحدود وما حبينا ندخله.
* أصعب المناطق التي واجهتكم فيها صعوبة في التحرير؟
– جنوب كردفان لعدم معرفتنا بها وهي بلد جبال.
* متى تم تكوين قوات الدعم السريع؟
– في 2003.
* ما هو تعليقكم على الصدى والحملة الإعلامية من قبل المعارضة السياسية على قواتكم وعملها؟
– عايز أقول ليك كلام.. طبعا أي ناجح محسود وهسع لو كانت قواتنا خاملة ساكت ودقوها وشتتوها ما كان قالوا الكلام دا لكن طالما هي نجحت لازم ينتقدوها وأكيد عندها حساد النجاح، والكلام دا ما بيأثر فينا ونحن شاغلين بالبلد ما شغالين بروحنا ولا بيهم.
* ولا حتى بالضغوط الدولية ما شغالين بها؟
– ولا حتى الضغوط الدولية.
* هناك بعض الاتهامات لقوات الدعم السريع بأنها رافضة الحوار الوطني ولذلك تريد أن تعكر الأجواء خاصة في هذا التوقيت؟
– قوات الدعم السريع تؤمن الحوار.
* كيف؟
– الحوار دا لو حصل فيهو أي حاجه وانشقت الخرطوم دي هل سيكون هناك حوار؟ إذاً هي تؤمن الحوار وكيف تكون ضد الحوار؟ بل هي مع الحوار.
* هل أنت مع التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال أم مع العمل العسكري فقط وتريد أن تحسم التمرد عسكريا؟
– أولا نحن لسنا مع الحرب، وهذه الحرب نحن متضررين منها وفقدنا أغلى ما عندنا فيها فكيف نكون مع الحرب؟ نحن عايزين السلام يتم الليلة قبل بكرة ونحن عايزين السلام، وهو رحمة الله.. كيف نرفض رحمة الله؟ وان شاء الله ربنا يتم السلام، وإذا مافي سلام نحن قاعدين.
* هل قابلت الرئيس البشير؟
– نعم قابلت الرئيس البشير ومشيت كفرت ليهو في المستشفى.
* هناك حديث منسوب لحميدتي في بعض مواقع التواصل الاجتماعي وانت في الميدان بأنك أنت تملك هذه البلد… و…؟
– والله ما حصل قلت حديث مثل هذا نهائي وتفجأت بهذا الحديث يوم أمس وهذا كلام فارغ وما قلتو وما حصل قلتو قبل كدا وما عندي بيهو علاقة والبلد دي بلد الكل.
* ما هو طموح محمد حمدان حميدتي.
– والله طموحاتي البلد يتأمن فقط وما عندي طموح تاني وما عايز اجي في منصب وما بحب السياسة وانا صادق في هذا الكلام.
* في حالة جاءت حكومة أخرى هل ستكون قوات الدعم السريع موجودة مثل الجيش أم ستزول بزوال النظام؟
– هي قوات دائمة وإذا الجيش وجهاز الأمن دائم فستكون هذه القوات دائمة لأنها تبع الجهاز.
* لكن الجهاز تابع للحكومة؟
– حتكون دائمه لأن أي زول بجي بكون محتاج للتأمين، بعض الناس فاكرنها زي الدفاع الشعبي نحن ناس لدينا ملفاتنا ورواتبنا ورتبنا ومرتباتنا ثابتة بتجي من وزارة المالية لكن الدفاع الشعبي خلافنا ما عندو مرتب ثابت ونحن قوات رسمية وقانونية.

صحيفة اليوم التالي
أ.ع[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. لحوار دا لو حصل فيهو أي حاجه وانشقت الخرطوم دي هل سيكون هناك حوار؟ إذاً هي تؤمن الحوار وكيف تكون ضد الحوار؟ بل هي مع الحوار.

    الكلام ده حيزعل الجيش