رأي ومقالات

حسن وراق : لم يتبق للتغيير الثوري المحتوم سوي العامل الثانوي


[JUSTIFY]كل المؤشرات تقول أن أزمة الحكم قد استفحلت والحكومة صارت تتخبط في أولوياتها وقد التفت حولها المشاكل الاقتصادية الخانقة والأمنية المتشعبة والانعكاسات الاجتماعية السالبة لتدخل البلاد مكرهة في بيئة التغيير الثوري الذي لا مفر منه . تقول النظرية الثورية أن الأزمة تصل قمتها عندما يعجز النظام وبكل ما أوتي من قوة أمنية و تمكين اقتصادي وهيمنة إعلامية أن يحكم البلاد و تفشل القوة المعارضة علي الرغم من ضعف النظام وفشله في الإطاحة به.

(O) من تجارب الشعوب والأمم تكونت موسوعة معرفية ثورية قدمتها شعوب الأرض شكلت علم الثورات والذي يحمل بداخله قوانين حتمية للتغيير الثوري ، من ابرز تلك القوانين ما يعرف في الديالكتيك بقانون التراكم والتحول النوعي والكيفي والعوامل الذاتية والموضوعية إلي آخر قوانين التغيير الثوري والتي تختلف من بلد لآخر حسب الظروف الموضوعية والمؤثرات الداخلية والخارجية وخصائص تلك الشعوب ودرجة الوعي.

(O) العوامل الموضوعية لحدوث التغيير الثوري في البلاد وصلت قمة النضج و يتمثل ذلك في الانهيار الذي أصاب عصب الاقتصاد القومي وصار عاجز تماما عن الإنتاج معتمدا علي إثقال كاهل الجماهير بالضرائب والاتاوت والتي لن تستطع تسيير دولاب الحكم بالإضافة إلي تردي الوضع الأمني بالحروب المختلفة وانتشار السلاح والمليشيات في معظم أنحاء البلاد . الفساد أصبح المؤسسة القابضة التي تدير حكم البلاد وانهيار الخدمات وتردي الأوضاع الاجتماعية والمعيشية للمواطن الذي أصبح علي أهبة الاستعداد لإحداث التغيير الثوري بعد أن توصل إلي قناعة أن باطن الأرض أفضل من ظاهرها.

(O) لم يتبق للتغيير الثوري المحتوم سوي العامل الثانوي (عود الثقاب) الذي هو بمثابة ساعة الاشتعال كما حدثنا التاريخ عن أحداث ثانويا كانت بمثابة عوامل تغيير كبيرة مثل حادثة اغتيال مستشار النمسا لتندلع علي أثرها الحرب العالمية الأولي واغتيال الأستاذ محمود محمد طه الذي فجر انتفاضة مارس ابريل وحادثة البوعزيزي التي أشعلت الثورة في تونس والأمثلة عديدة لدور العامل الثانوي في تفجير الثورات .

(O) أحداث التغيير الثوري لأنظمة الحكم الشمولي يتطلب مواصلة الضغط الجماهيري و استغلال كل السوانح لجهة أن تلك الأنظمة تسعي جاهدة للبقاء طويلا في الحكم بالتمويه والمساومة والتضحية ب (ابنائها) وفصائلها وإحداث إصلاحات و تنازلات لامتصاص حركة التغيير وسط الجماهير التي تحتاج لقيادة مؤهلة تعي كل ذلك .

(O) نظام الحكم السوفيتي الديكتاتوري الشمولي القوي إنهار عندما احدث قرباتشوف (مَنْفَذ) البريسترويكا والقلاسنوست ونظام الإنقاذ الآن يتخير في العامل الثانوي لسقوطه و زواله و هو يتخبط في كبح جماح أزمته المستفحلة بين الوثبة والحوار والنكوص عن هامش الحريات وما سيسفر عنه تخبط النظام واستفزازاته ورعونته التي حتما ستولد العامل الثانوي الذي سيلهب حماس الجماهير معلنا ساعة الصفر للإطاحة بالنظام قريبا جدا فترقبوه.

صحيفة الجريدة
ع.ش[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. الجمهوريون دائماً في محاولات لإنتزاع إعتراف بأن إعدام محمود محمد طه هو ملهم إنتفاضة أبريل … واقول بأن العدد الذي خرج مؤيداً لإعدامه تقريبا هو نفس العدد الذي خرج في 6 ابريل …أبريل لم تكن غضبة لإعدام الرجل ابداً .. هذا تاريخ قريب ياوراق وموثق وصعب تشويهه !! أما ان البرميل قد إمتلأ وفي إنتظار القادح والشرارة الاولي .. فأقول ( وان كنت من مؤيدي التغيير) بأن الشعوب صاحبة البوعزيزي وغيرها حديثة عهد بالثورات وإقتناص الفرص لتعديل القارب … وقد أثبتت ذلك بعد ثوراتها فمنها من دخل في حروب أهلية بالسلاح(ليبيا-سوريا) ومن من إنقسم الشعب علي نفسه وضاعت بوصلتة وفقد الثقة في البدائل( مصر).. ومنها من هو شبيه بحالنا قبائل وشح موارد دخل في اتون تصفية حسابات عقدية ومذهبية ولاتزال دباباتة تقصف (اليمن) أما لشعب خبر وتمرس في الخروج والتظاهر وإشعال الثورات وقلع الجبابرة مثل شعب السودان فلااعتقد أنه لايعرف طريق الساحات والميادين لكي يحرض
    ( والمحرش مابكاتل) .. والتجربة القريبة مثل إنتفاضة ابريل ثم حكم إنتقالي سنة واحدة ثم إنتخابات وحكم برلماني إئتلافي لم نري دبابة ولا قصف ولاصواريخ ولاحتي تدخلات خارجية … إذن الشعب يعرف كيف ومتي يقتنص فرصة التغيير لايدفع لها دفعاً .. من أصحاب الهوي ومن مل الانتظار … وأكثرهم قد تم تجريبة وفشل … ثم فشل بطريقة اوضح … ثم فشل فشلاً ذريعاً … عندنا من البراميل مايكفي تفجير افريقيا ياوراق .. من حقك ان تطلب التغيير لكن لو أقبلت من أمرك وتدبرت فوق رأس من سوف تنفجر تلك العبوات … ومن سوف يزداد بؤساً وتشرداً .. ومن بالخارج والداخل ينتظر شرارتك لكي يعيث في الارض الفساد … كيف تضمن للأطفال حليباً وهم محاصرين بمليشيات داعش السودان والجبهة الثورية .. وأسماء جديدة سوف تظهر وقتها !!!!
    بل كيف تضمن أن من يحملون السلاح الآن ويعارضون ويرتزقون ويمولون ويكتبون في الصحافة مثلاً صحيفة الجريدة أن يتفقوا مع الحاكم الجديد بعد التغيير .
    لانقول أن وضعنا الان مثالي ولاحتي طبيعي وطالبنا ونطالب بالتغيير بثورة إنتفاضه سمها ماشئت لكن بعد أن نجلس الان الجميع يجلس ويتفق علي أساس وطني يحفظ للمواطن قبل الحزب والمسلحين حقه في العيش بكرامة أون لايشرد من بيته وان يجد مدرستة وجامعتة ومسجدة وكنيستة روحه وغدوة في أمن وأمان .. واعتقد بأن كلام احزاب المعارضة الايجابي عن الحوار الوطني لهو الفرصة لااقول الاخيرة لكنها الثمينة للكل بأن يحاور ويناقش أجندتة ويجد برنامجه مكتوباً في دستور او ميثاق شرف لحفظ الامة وكرامتها .. بعدها يكون التغيير بصورة تحفظ أمن الوطن أولاً ومن شذ هناك قانون وافق هو عليه يحاسب به !!!! التغيير ( مايسمي بالثورات) أفرزت من السلبيات مالم تترك مثقال حبه من الايجابيات .. والايجابية الوحيدة هي التغيير نفسة وبعدها الطوفان … وتأكد ياوراق بأن من سيأتي مهما كانت سحنته واتجاهه ولونه السياسي والديني ومهما ( قلب الهوبه) فالاستهداف قائم قائم لأنه للأرض ولخيراتها ومواردها .. وليست لجهه أو حزب .. ودمتم

    الحردن