الفاتح جبرا

أهلاً رمضـان


[JUSTIFY]
أهلاً رمضـان

شهر رمضان المبارك على الأبواب .. ما أن يهل هذا الشهر الكريم حتى تزدحم الأسواق بالمواطنين وكأن رمضان قد جاء (فجأتن) كما )الخريف) الذى يأتي عندنا كذلك ، عندما تشاهد (الناس) في الأسواق تعتقد للوهلة الأولى أن حرباً وشيكة سوف تندلع وأنهم يشترون كل هذه الأطنان من مختلف المواد الغذائية لتخزينها (كتموين) للتزود بها أثناء فترة (الحرب)، وبناء على نظرية (العرض والطلب) يجدها التجار (الشطار) فرصة لرفع الأسعار (الأصلها فى السماء) وتنظيف جيوب المواطنين التى تمت نظافتها (قبل أيام قلائل) بواسطة (مجانية التعليم) ومستلزمات المدارس .
يبدأ شهر رمضان ومن أول يوم تتحول الأفواه إلى (مسدسات سريعة الطلقات) فما أن تتحدث مع أحدهم إلا و(يرشك بى مجموعة) من ألألفاظ التى لا تخطر على بالك (ما هو صائم وروحو محرقاهو وكده) ، لو قدر لك أن تتأخر فى العمل وتتجه نحو منزلك قبل آذان المغرب بقليل (ففيها تصل وفيها ما تصل) إذ أن الشوارع تنقلب إلى (رالى سباق) لا يستطيع بطل الراليات (شوماخر) أن ينافس فيه ويمكنك بكل سهولة أن تحدد أيهما أسرع (الأكسنت) أم (البرادو) أم (الأسكودا) أم (التايوتا) ، وتصبح إشارات المرور مجرد (أنوار زينة) من العبط والسخف الإلتزام بها .
أما بالنسبة للأكل و(السفسفة) فشهر رمضان يمسك فيه معظم الصائمين عن شهوة (البطن) قبل الفطور (فقط) أما أثناءه وبعده فتمتلئ أمعائهم حتى التخمة بأصناف من المأكولات (الشهية) والعصائر (النقية) والفواكة ( البهية) والحلويات (الشامية) ثم الشاى والقهوة (لزوم الهضم) وتنشيط (الكبد) وتحفيز الغدد (الليمفاوية) على إفراز عصارات لهضم هذه الكتل من (الجمادات والسوائل والغازات) غير المتجانسة والتى تترك أرتال من بقاياها (على الموائد) لترمى بعد ذلك فى أكياس (النفايات) بينما هنالك من يبحثون عن (لقمة خبز) يسدون بها رمقهم فلا يجدونها !

أما التلفزيون والقنوات الفضائية (فده كوم تااانى) فلكل قناة فضائية او (أرضية) جمهور متفرغ ، جاحظ العينين و(مسمر) أمام الشاشة (على مدار اليوم) ، حيث يتم الإعداد للمسلسلات والبرامج (الرمضانية) منذ وقت مبكر وكأن هذا الشهر الفضيل (شهر تسلية) ، (وتكسير وكت) وهاك يا إسكيتشات ، ويا كاميرا خفية ، وبرامج سطحية لا تعالج أى قضايا تمس جوهر وكيان وواقع الإنسان العربي (المسلم) ، أما المسلسلات فهي تطالعك أناء الليل وأطراف النهار وما بينهما حتى بات المشاهد يحتاج إلى ذاكرة إضافية Memory Card لكى يستوعب ويتتبع أحداث كل هذا العدد المهول من المسلسلات التى تبثها هذه القنوات شئ مسلسلات (مصرية) وشئ (سورية) وشئ (خليجية) وشئ (تركية) وشئ ما عارف شنو؟

أما (دولاب العمل) فيتم قفله (بالضبة والمفتاح) وتتحول المكاتب إلى (عنابر نوم) يتسابق فيها الجميع على كسر الرقم القياسى (لموسوعة جينيس) وهم (يشخرون) تحت برودة أجهزة التكييف (المركزية) واللا (مركزية) حتى إذا إستيقظوا قبل صلاة المغرب بقليل وأذن آذان المغرب أفطر الواحد منهم وهو يقول : اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت (ايه التعب ده كلو)؟

نعم لم يعد (رمضان) ذلك الشهر الذي نعرفه، الذي كان يتميز بالروحانية والتقرب إلى الله تعالى والهدوء والسماحة وتطهير النفس من الذنوب والإبتعاد عن الانغماس في الملذات، ذلك الشهر الذى (تربط) فيه شياطين الجن و(تخجل) فيه شياطن الأنس ، وكلو كوم وبرامج (المسابقات) كوم تااانى .. (نفسى بس أعرف أيه علاقة برامج المسابقات بهذا الشهر الفضيل ) !

للأسف الشديد أصبح شهر رمضان شهراً لمتابعة المسلسلات واللهو والترفيه والتبضع والتسوق والولائم وكثرة النوم ، شهراً يعمل فيه (شياطين الأنس) كبدل فاقد (لشياطين الجن) !

كسرة :

هذا المقال ينشر سنوياً فى هذا التوقيت (أملاً) فى تدارك هذه السلوكيات والمظاهرالسالبة المصاحبة لهذا الشهر الفضيل ! (لكن حكمة الله) القصة ماشة زايدة !!

كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(وووو وووو وووو وووو وووو) ؟
كسرة ثابتة (جديدة) :
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو) ؟[/JUSTIFY]

الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. الأستاذ الفاتح جبرا كل عام وأنت وجميع المسلمين والعدد الفضّل من الشعب السوداني بخير، هناك برنامج في قناة ناشيونال جيوجرافيك عن بعض الخواجات الذين يُخزِنون المواد الغذائية كما يقولون لليوم الأسود، والبرنامج إسمه : المجهزون لليوم الأسود، وفيهم واحدين يُصرحون بأنهم يجهزون ليوم القيامة ، وحافرين حفر ومجهزنها بأشياء ضد القنابل النووية والغازات الكيماوية. هؤلاء الناس طبعا غير مؤمنين أو مسلمين ، والله لو شفت هذا البرنامج تستغرب أكثر وتندهش من سلوك هؤلاء الناس. ولكن مسألة الإستعداد لرمضان موجودة تقريباً في كل العالم العربي وبنفس الطريقة، تهافت ومكابسة في أسواق المواد الغذائية كما تقول كأن رمضان أتى فجأتن، والله الناس كان ختت الرحمن في قلوبها و يخلوا الكبسيبة والخوف من الصيام ومن والزهج أثناء الصيام. ولكن الله يكون في عون الناس من جشع الجشعين. وكل عام والجميع بألف خيرو تصوموا وتفطروا على خير

  2. والله حمد الله على السلامة لكن ما شفقتنا يا الفاتح شنو لزوم الصنة دى8595 انشاء الله الداعى خير