طب وصحة

تمنح الأمل للملايين:حبوب جديدة تعالج عقم الرجال


في فتح طبي جديد يمثل ثورة علمية هائلة في علاج أمراض العقم، التي تقف حائلاً أمام الملايين من الأزواج وتحرمهم من نعمة الإنجاب، تمكن علماء من صنع حبة لمنع الحمل للرجال، وذلك بعد اكتشاف جين له علاقة بالخصوبة عند الذكور.

ووجدت دراسة أجريت على عائلات إيرانية، تبدّلاً دائماً في طبيعة حمض نووي في جين اسمه “سي ايه تي اس بي إي آر 1” أو “CATSPER1” يتحكّم في بروتين مسؤول عن تحرّك الحيوانات المنوية عند الذكور.

وأشار العلماء إلى أن هذا الجين قد يساعد على علاج الرجال الذين يعانون من مشاكل العقم وربّما صنع حبوب لمنع الحمل عندهم بدل الخضوع لعملية قطع قناة المنيّ أو استخدام الواقي الذكري.

وأظهرت دراسة سابقة أعدّها مركز الأبحاث الطبي والتناسل وعلم الأحياء في بريطانيا، أن الرجال عامة لا يمانعون في تناول حبة من هذا النوع في حال توفرها.

واكتشف الباحثون خلال جمعهم معلومات جينية، أن لدى عائلتين إيرانيتين تبدّلات في حمضهم النووي في جين “CATSPER1″، كما تبيّن أن الفحوصات التي أجريت على فئران أظهرت أن التبدّلات في جين “CATSPER1” يمكن أن تسبّب العقم، لأنها تؤثر على نشاط السائل المنوي وتبطئ حركته في الوصول إلى بويضة الأنثى من أجل تلقيحها.

وأكد الدكتور مايلك هلديبراند أن هذا الجين لا علاقة له بمتلازمة الخصوبة عند البشر، وهو أمر قد يقودنا إلى إيجاد علاجات للخصوبة تستبدل الجين أو البروتين، مضيفاً أن هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث.

الدموع .. أحدث الطرق لعلاج عقم النساء
وفي نفس الصدد، تمكن الدكتور ‏علي فريد أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب عين شمس‏,‏ من التوصل إلى طريقة جديدة تستخدم الدموع لأول مرة في تاريخ الطب لعلاج العقم، مؤكداً أن دموع الفرح غير دموع الحزن،‏ وغير الدموع التي تنساب بسبب تقشير البصل وكذلك دموع الضحك.

وأشار فريد إلى أن الهرمونات عالية التركيز موجودة في الدموع‏،‏ وكذلك الإنزيمات التي تساعد علي تقليل الضغط داخل العين‏،‏ وقد استخدمت الدموع لعلاج حالات الاجهاض المتكرر غير المسبب‏، ولزيادة فعالية الغشاء المبطن للرحم، وكذلك حالات مرض البطانة الرحمية المهاجرة‏.‏

وأوضح ‏فريد أنه مازال في مراحله الأولية,‏ وتم علاج أربع حالات فقط‏,‏ مرة عند سحب البويضة‏,‏ وثانية عند نقل الأجنة‏,‏ وحالتان آخريان وجاري استخدام هذا العلاج في حالات العقم المسبب عن الالتصاقات الحادة داخل تجويف الرحم‏، مؤكداً‏ أنه يمكن حقن المبيض في حالة تكيس المبيض عن طريق المنظار وكذلك عن طريق الموجات الصوتية والنتيجة مشجعة جداً،‏ وهي طريقة جديدة أن يكون علاج الجسم من الجسم‏، لذا يجب أن توفر كل سيدة دموعها لاستخدامها عند الضرورة‏.‏

كما توصل باحثان من كلية طب عين شمس المصرية إلي طريقة مبتكرة لعلاج عقم السيدات الناتج عن التصاقات تجويف الرحم مما يتسبب عنه انقطاع الحيض وإعاقة انغراس البويضة المخصبة‏.

وتتلخص فكرة الدراسة في استخدام الغشاء “الأمنيوسي‏”‏ وهو الغشاء الذي يحيط بالجنين ويتم الحصول عليه من الحوامل اللاتي يلدن بعملية قيصرية بعد التأكد من خلوهن من الأمراض المعدية‏,‏ وذلك لتبطين تجويف الرحم بصورة مؤقتة عقب إزالة الالتصاقات بواسطة المنظار الرحمي الجراحي‏.

وأشار الباحثان وهما الدكتور محمد عامر والأستاذ الدكتور كريم حسنين أستاذا أمراض النساءوالتوليد، إلى أن التصاقات تجويف الرحم تعد من أسباب العقم التي يصعب علاجها‏,‏ وتنشأ كمضاعفات لبعض الجراحات الرحمية كإزالة الأورام الليفية والعمليات القيصرية والإجهاض خاصةً التي حدث لها مضاعفات بعد إجراء الجراحة كحدوث التهابات بالرحم وحمي النفاث‏.

تطوير حيوان منوي صناعي يسهل الحمل
وقد حقق فريق طبي ألماني إنجازاً طبياً كبيراً يمنح أملاً جديداً للأشخاص الذين حرموا من نعمة الإنجاب، ولكن في الوقت ذاته من المتوقع أن يثير جدلا دينياً وأخلاقياً واسعاً حول قضايا الخلق والوجود ودور الرجل المحوري في مرحلة التكاثر.

فقد طور فريق من العلماء الألمان حيوانات منوية بشكل صناعي في المعمل من الخلايا الجذعية للفئران الذكور ليلقحوا بها إناث الفئران صناعيا، واعتبر الفريق ان هذا التطور يمكن أن يقدم العون للرجال الذين يعانون من العقم، كما أنه يجعل النساء لا يحتجن إلى الجماع مع الرجال للإنجاب.

وقد أنتج علماء الوراثة في جامعة “جوتنجن” الألمانية 65 جنيناً للفئران باستخدام حيوانات منوية تمت تنميتها من خلايا جذعية.

وأكد الدكتور فولفجانج إنجيل مدير علم الوراثة البشري في الجامعة الطبية، إن 12 فأراً قد ولدوا باستخدام هذه الطريقة أي التخصيب بحيوانات منوية مطورة معملياً، غير أنه أكد أن نسبة الوفيات بينها كانت مرتفعة.

وأشار إنجيل إلى أن التجربة بدأت بتخصيب 65 جنيناً لم يولد منها سوى 12 فقط وقد نفق سبعة من الفئران المولودة بعد الولادة ولا يعرف على وجه التحديد السبب في أنها نفقت، ويتجه فريق إنجيل الآن لتطوير حيوانات منوية من خلايات جرثومية من الخصيتين.

وعلى هذا المنوال، أعلن علماء بريطانيون في جامعة نيوكاسل مؤخرا أنهم على مشارف إنتاج حيوانات منوية من نخاع عظام النساء، معتبرين أن فتحهم العلمي سيساعد في إيجاد علاج جديد للعقم.

ولكن منتقدي هذه الطريقة يقولون إنها ستقلل من دور الرجال وتزيد من إنجاب الأطفال بوسائل صناعية، ويعتمد هذا البحث على الخلايا الجذعية، التي يمكن أن تتحول إلى أي نوع من الخلايا، حيث يحاول العلماء آخذ خلايا جذعية من نخاع إحدى المتبرعات وتحويلها إلى “حيامن” باستخدام كيماويات وفيتامينات معينة.

قدم البروفيسور كريم نايرنيا طلب للحصول على ترخيص لتنفيذ هذا البحث، وقال إنه مستعد للشروع فيه بعد شهرين، ويعتقد علماء الأحياء الذين جربوا هذه الوسيلة على فئران المعمل، أنهم سيتمكنون من تحقيق المرحلة الأولى لإنتاج “حيامن أنثوية” خلال سنتين، أما الحيوانات الأنثوية القادرة على التخصيب فيحتاج إنتاجها إلى ثلاث سنوات آخرى بعد انجاز المرحلة الأولى.

وقد تم بالفعل تحقيق المرحلة الأولى من إنتاج حيوانات منوية من نخاع الذكور، حيث يثير أخذ الخلايا الجذعية من إنسان بالغ قد يكون مصاب بالسرطان، مشاكل أخلاقية شبيهة بمشاكل استخدام الأجنة في إنتاج الخلايا الجذعية.

وأكد العلماء أن هناك مخاوف من أن الاطفال الذي سيولدون من حيوانات منوية وبويضات صناعية قد يعانون من مشاكل صحية خطيرة، مثلما حدث للفئران في التجارب التي أجريت في نيوكاسل، وستنجب النساء اللاتي يتم تلقيحهن “بحيامن أنثوية” بنات فقط، وذلك لانعدام الكروموزوم Y الضروري لإنجاب الأولاد في تلك “الحيامن”.

ويرى روبين لوفيل بادجن من المعهد الوطني للأبحاث الطبية في لندن، أن إنتاج “الحيامن الأنثوية” يحتاج إلى عشرين عاماً على الأقل، أما جوزفين كوينتافال، من جمعية أخلاقيات الإنجاب التي تناهض هذا النوع من العبث العلمي فتقول “أننا نبحث عن حلول مجردة لحالات غامضة جداً بدلاً من علاج القضية الأساسية، فلا أحد يهتم بالبحث في أسباب العقم – كالعوامل الاجتماعية مثل البدانة والتدخين وتأخير سن الزواج، كل هذه الأشياء ستقدم حلولا تحتل العناوين الرئيسية في الصحف ولكنها لن تجعل الكثيرين يحققون حلمهم في إنجاب الأطفال”.

ومن ناحية آخرى، يرى مايك جادج، من جمعية كريستيان انستيتيوت، أن مشروع نيوكاسل محاولة للتعتيم على بحث يقول إن حياة الأطفال تكون أفضل عندما يولدون وينشؤون في أسرة طبيعية من أب وأم، فالأطفال يحتاجون لرجل وامرأة يمثلون القدوة في حياتهم، ولكن عندما يكون الحديث عن تعمد إنجاب أطفال بهذه الطريقة، فهذا بلا شك عمل غير اخلاقي”.

وأخيراً.. جهاز يضاعف الخصوبة
من جهة أخرى، تمكن العالم الأمريكي بانوس زافوس من تطوير جهاز جديد يستخدم في إجراء عملية “حقن رحم المرأة ببذرة زوجها” في وقت قياسي وفي ظل مناخات صحية ممتازة، قد تؤدي إلى مضاعفة احتماليات حدوث الحمل عن تلك النسبة التي توفرها عمليات الحقن المعمول بها حالياً.

وأشار زافوس عالم الإخصاب واختصاصي عقم الرجال إلى أن جهازه الذي حمل اسمه “جهاز زافوس للحقن” سيصل إلى مراكز الإخصاب الأردنية في غضون السنتين القادمتين، حيث سيكون الأردن أول دولة عربية تستفيد من هذه التكنولوجيا في إجراء عمليات الحقن، التي يتم الاعتماد عليها بشكل ملفت في السنوات الأخيرة للمساعدة في حدوث حمل لدى الزوجات اللاتي يفشلن في الحصول عليه عبر اللقاءات الزوجية العادية.

وأوضح زافوس أن هذا الجهاز يعتمد تقنية عالية الجودة، وذلك من خلال سكب السائل المنوي للرجل من عضوه مباشرة إلى فتحة موجودة في الجهاز، ليمرّ ذلك السائل في عملية تنقية وتعقيم سريع، وفي زمن قياسي، قبل أن يخرج من فتحة أخرى تتصل بأنبوب موجود داخل رحم الزوجة، ومن هنا فإنّ احتماليات الحمل ترتفع إلى نحو ثلاثة أضعاف عن تلك الموجودة في الحقن المعتمد حالياً، لأنّ السائل المنوي لا يتعرض نهائياً لعوامل التلف الموجودة في الجو بعد خروجه من قضيب الرجل.
المصدر :محيط