زهير السراج

المزايدون على مصر


[ALIGN=CENTER]المزايدون على مصر!! [/ALIGN] ظلت مصر تتعرض للتجريح البالغ والإتهامات، بل والخيانة خلال الأيام العصية التي كانت فيها غزة تتعرض للعدوان الإسرائيلي الغاشم الذي ترك آلاف القتلى والجرحى، في أفدح وأفظع المجازر التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة..
بالإضافة إلى التدمير المريع للمنازل والبنية التحتية وبث الرعب والهلع في نفوس المواطنين والصغار الأبرياء.. بدون ذنب جنوه، سوى وجودهم في مكان واحد مع (تنظيم) نتفق معه في الدفاع عن الحق المشروع في الاستقلال والحياة الكريمة، ولكن نختلف معه أشد الاختلاف حول الاسلوب والطريقة والتوقيت المناسب، وهو ما أفاض في الحديث عنه أهل غزة أنفسهم وبقية الشعب الفلسطيني، عبر الفضائيات والمنتديات الإلكترونية والكتابات الصحفية.. الخ وليس هذا مجال الحديث عنه!!
* وبقدر ما كانت مأساة (غزة) مؤلمة وحارقة، انفعل لها الأغراب قبل الأقرباء، فإنطلقت مظاهرات الإدانة في كل مكان في العالم وارتفعت الأكف لله سبحانه وتعالى تدعو على إسرائيل، واستجابت الدول والمنظمات بتقديم كافة سبل العون والاغاثة.. وقطعت بعض الدول علاقاتها مع اسرائيل وسحبت بعثاتها الدبلوماسية من الدولة الصهيونية، في موقف سياسي ودبلوماسي وإنساني شجاع، عجزت حتى الدول العربية عن محاكاته، أو حتى التظاهر بتقليده ومحاكاته..
بقدر ما كانت مأساة غزة مؤلمة وحارقة، كان السلوك العربي كذلك مؤلماً وحارقاً ومحبطاً، يزرع اليأس في النفوس في إمكانية الاصلاح وتوحيد الكلمة في المستقبل!!
* ولم يكن هذا السلوك قاصراً على الحكومات فقط، وإنما تعداه إلى أجهزة الإعلام العربي الحكومية منها والمستقلة، التي شرعت أسلحتها لتحارب بعضها البعض، حسب مواقف أنظمتها، أو الأنظمة التي تقف وراءها، وتدعمها بالمال أو المقر أو الأمكانيات.. وذلك بدلاً من شن الحرب على إسرائيل، والعمل على توحيد الصف، فرأينا فضائيات وإذاعات وأقلام مسخرة بالكامل للهجوم على هذا الطرف أو ذاك من الأطراف العربية ، وتمحورت كل القضية الفلسطينية ومأساة غزة، لدى بعض هذه الكيانات والأجهزة والاقلام إلى مجرد ( معبر)، بينما تحولت (مصر) إلى المتهم الأول، الذي توجه إليه الادانات وإتهامات الخيانة، وتهتف ضده المظاهرات بسبب التناول الإعلامي الظالم والمجحف والمسخر ضد مصر!
* لقد كان من المؤسف جداً، أن ينس البعض أو يتناسى كل ما فعلته ولا تزال تفعله مصر من أجل القضية الفلسطينية، وليس اخر هذا الفعل هو المجهود المصري الكبير لإيقاف العدوان على أهل غزة ، وتطبيب الجرحى والمصابين وتقديم الغذاء والدواء، ونقل كل الدعم والإغاثة التي تبرع بها العالم عبر معبر رفح إلى فلسطين متمثلة في (غزة) العزيزة على النفوس، ولم تكتف بذلك بل تتجه الآن لإستكمال المقررات الدولية والعربية لإنهاء العدوان الإسرائيلي بالكامل وانسحاب إسرائيل، وإعادة إعمار غزة، وتوحيد الصف الفلسطيني والعربي بما يحقق الحلم العربي بإنتهاء معاناة الفلسطينيين، وتأسيس الدولة الفلسطينية الحرة والمستقلة!
* وبرغم كل ذلك، وبرغم كل ما فعلته وتفعله مصر، ستظل الهدف المفضل لظلمهم واتهاماتهم الجارحة، ومحاولتهم المستمرة للتشكيك في انتمائها ومجهوداتها لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني!!
* إلا أنها ستظل (صامدة).. كما كانت دائماً، في وجه هذه الاتهامات ومطلقيها الذين لابد انهم سيلجأون إليها ذات يوم بحثاً عن الحماية والأمان، كما فعل كثيرون من قبلهم، فوجدوا أبوابها وقلوبها مفتوحة!!
* والسؤال الذي لابد ان يطرحه هؤلاء على أنفسهم، وأرجو ان يكونوا أمناء في الاجابة عليه.. (ما الذي فعلوه من أجل فلسطين والقضية الفلسطينية بالمقارنة مع ما فعلته مصر؟).

drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: 1144 2009-01-19


تعليق واحد

  1. اشكرك على قول الحق كما عهدناك ، الجماعة سابوا اسرائيل تضرب ومسكوا فى خناق مصر لكن لازم يفهموا انو لولا مصر ما كانش فى حاجة اسمها العرب، وزى ماقلت يا استاذ البيهاجموا مصر النهاردة حيجوها بكرة هربانين من شعوبهم يطلبوا الحماية من مصر وهية حتحميهم بكرمها واخلاقها ومالها كمان والامثلة كتيرة الشاه ايران والنميرى وغيرهم وحيجلينا قريب الشيخ نصرالله وجماعتو وحنميهم برضك

  2. تحياتى يا استاذ اتفق معك فى ما قلته عن مصر التى كان لها دور فى تعليم الوطن العربى والدفاع عنه ولكن ليس لدرجة (لولا مصر ما كانش فى حاجة اسمه عرب ) كما قال السودانى المتمصر . هذه مبالغة( موش مأبولة) ولا رايك شنو يا اخونا؟