هويدا سر الختم

المعارضة..(لايزال الإناء فارغاً).!


كنت أتوقع أن حملة (ارحل). التي تقودها المعارضة ستبدأ عملها بتدشين المؤتمر الوطني لحملته الانتخابية.. كيف.. بتجهيز خطة تحشد فيها قواعدها وجميع أفراد الشعب السوداني داخل أو أمام استاد المريخ موقع تدشين حملة الوطني في الخرطوم.. وفي ولاية الجزيرة في التدشين الثاني لحملة الحزب الحاكم.. وتطالب الجماهير إسماع الرئيس عبارة (ارحل) التي ينتظرها من الشعب ليغادر موقعه.!
هكذا تكون بدايات الهجمة (الحملة المضادة) لحظة التدشين.. وهي الشرارة التي ستصنع شعلة الانتفاضة الجماهيرية.. صحيح ستحدث مقاومة ويحدث احتكاك ولكنه الأمر المطلوب لتحريك الشارع.. وكان يمكن لمثل هذا الحراك من قبل المعارضة أن يحسم الانتخابات قبل بدايتها.. كان هذا هو التوقع لحملة (ارحل) أن تتمحور حول خطط متعددة ليس أولها وآخرها وضع (بطاقة ارحل). في صناديق الاقتراع.. أي تخطيط للمعارضة بعيداً عن الجماهير لن يثمر ويحقق أهدافه.. يجب أن تتمحور جميع خطط المعارضة حول تفعيل العمل الجماهيري وتحريك الشارع.. الشارع نفسه يتكون من فئات مختلفة (الموظفين، العمال الصنايعية، الطلاب، ربات المنازل، الخلاوي، التجار، وغيرهم). وكل شريحة من هؤلاء ترفع شعار (الوجع في الجوف شديد). وتنتظر صافرة الانطلاق.. ولن يتم هذا الأمر دون مجهودات وخطط منظمة تستهدف تحريك هذه الفئات حسب تصنيفاتها.!
حالة إحباط شديد يمر بها الشارع تجاه المعارضة رغم حملتها المعلنة.. السبب يعود إلى ارتفاع التوقعات لدى الشارع العام التي تقابلها حالة (توهان) من قبل المعارضة تكشفه (حملة ارحل). التي لا تظهر لها سيقان وأطراف أخرى يراها الشعب الثائر من الداخل.. قديماً وفي كل الدول التي حاربت الاستعمار كانت حركة المد الثوري قوية استخدمت كل الآليات المتاحة حينها (درجة الاستقطاب العالية، المنشورات، التحركات السرية والعلنية، المناوشات، الحقن المعنوي الكبير بالمصل الثوري الوطني، زرع الأمل ورفع درجة المصداقية وبناء جسور الثقة، استغلال طاقة الشباب وحماستهم) وفي العصر الحديث أيضاً في دول الربيع العربي ارتفع إيقاع الثورة بمزج الآليات القديمة مع الحديثة الأمر الذي سرع وتيرة الأحداث وأشعل الثورة.. شفرة الولوج لبوابة الثورة (الجدية، التخطيط السليم، التنفيذ).!
بعد فشل جميع الطرق الأخرى في الحوار وإيقاف الحرب والفساد وتغيير منهج الحكم، وتكوين حكومة انتقالية.. لم يعد أمامنا غير هذا الطريق نعمل على تمهيده لبناء دولة حديثة تقوم على أسس ديمقراطية بمشاركة جميع الشعب في القرارات المصيرية التي تتعلق بسلامة الوطن والمواطن.. ولن يتحقق هذا الأمر دون توحيد الصف والقرار.. ودون نزع (ثوب المطامع الشخصية) وارتداء الثوب الوطني.. القيادات السياسية المعارضة بجميع فئاتها يقع عليها العبء في العمل على توحيد صفوفها أولاً حتى تستطيع أن تقود الشعب خلفها.. ندأ السودان كان خير دليل على أن الشعب كان ينتظر توحد المعارضة على هدف واحد هو مصلحة الوطن.. تفاعل معه الجميع وما لبث الشعب أن صدم حينما وجد (الإناء فارغ) لا تزال الفرصة سانحة للتوحد تحت مظلة نداء السودان والانطلاق بقوة.