الفاتح جبرا

جلطة نفيسة


بينما كنت أجهز نفسي للخروج من المنزل متجهاً إلى الصحيفة قالت لي زوجتي وهي تسألني :
– ما مشيت لي حاجة نفيسة دي؟
– مشيت ليها.. مش عشان أعزيهم في وفاة حاج عبدالمنعم؟!
– وفاة شنو؟ حاجة نفيسة جاتا جلطة وراقدة في المستشفى!

– معقولة؟ المرة دي والله مسكينة.. راجلا حاج عبد المنعم فراشو يا دوبك إترفع.
– ما هو الفراش ده ما ذاااتو المصيبة!!
حاج عبد المنعم تدرج كموظف بنك حتى صار مديراً لأحد الفروع قبل وصوله لسن المعاش قبل سنوات قليلة.. متزوج من (نفيسة) زميلته فى العمل قبل أكثر من ثلاثين عاماً أنجبا خلاها عدداً من البنين والبنات.. لم يكن لحاج عبد المنعم مشاركات اجتماعية، بل كان كائناً (بيتياً) ما أن يعود من عمله بالبنك و(يقرّش عربيتو) فهو لا يغادر منزله إلاّ لأداء صلاة العشاء بمسجد الحي، من صفاته أنه كان هادئ الطباع، حسن الهندام، خفيض الصوت يتحدث إليك همساً، توفي بصورة مفاجئة قبل حوالي أسبوع.
– كيفن الفراش هو المصيبة..؟ ما فاهم.
– طيب النحكي ليكا:
قالوا ليكا تاني يوم للوفاة.. والبكاء حاااار.. والنسوان ديل يعملن ليك في البدع ونفيسة دي تردح وتشيل وتوصف.
– الليلة وين يا الحاج الصلاي… خليتني أنا والمعاي.
– الليلو وين يا الأمين البأمنوهو الملايين.
– وووووب يا المثالي المشيت خليتني في حالي.
– وووووب يا الواضح أب كلامن ما فاضح.
– الليلة وييينك يا الأرباب الماك كضاب.
– الليلة وييينك يا الحنان الحافظ للقرآن.
– ووووب وووب وووووووووووب!!
حاجه نفيسة تشيل وتردح والدموع دي ما تديك الدرب والنسوان المعاها شغالات ليها كورس قالوا ما يشوفن ليكا إلا (مرا) طويلة وعريضة وقيافة.. التوب ما توب.. واللبس ما لبس.. والحنة ما حنة والدخان ما دخان.. تدخل ليك عليهن ومعاها تلاتة بنات الشعر كيفن والبلوزات كيفن والإسكيرتات كيفن ومما دخلن يطقو ليكا الثكلى.. وقعدوا يصرخو بي أعلى صوت لحدت ما وقفو ليكا بيت البكا على فد كراع..
– أها وبعدين؟
– بعدين بعد ما أخدن بكيتن.. وكل واحدة شربت ليها كباية موية باردة مشن قعدن بعيد.. يتخجخجن ويبكن.
والنسوان ديل كوووولهن سابو البكا وقعدن يعاينن ليهن!
– أها وبعدين؟
– أها قالو أخت حاجة نفيسة الصغيرة قالت لي ليها برااااحة في أضانا : إنتي النسوان ديل من وين؟
قامت حاجة نفيسة ردت عليها قالت ليها: يعميني قبال ده ما شفتهن!
– أها والحصل شنو؟
– الحصل إنو النسوان قالن لي حاجة نفيسة أمشي أسألي المرا دي وقولي ليها إنتي منو؟ قامت الحاجة مشت على المرا وقلدتا وقعدن يبكن زيييين وبعد ما قعدن في الواطة ومسحن دموعن قامت الحاجة سألت ليك المرا قالت ليها: ما إتعرفنا على بعض يختي!!
– أها المرا قالت ليها شنو؟
– قالت ليها أنا إحسان زوجة المرحوم على سنة الله ورسوله وديل بناتو هادية وهديل!
– وده الجاب لي حاجة نفيسة الصدمة وجاب ليها الجلطة؟
– لا لا .. حاجة نفيسة كانت متأكدة من المرحوم عشان أصلو ما كان بيطلع من البيت.. طوااالي قالت للمرا قومي أمشي من هنا قبل ما نجيب ليكي البوليس يا مرا يا محتالة.. الحاج ده من بيتو ما بيطلع إلاّ يمشي يصلي العشاء في الجامع ويقعد ليهو ساعة ساعتين في حلقة (التلاوة)!
– أها وقالت ليها شنو؟!
– قالت ليها ما أنا ذاااتي (حلقة التلاوة) دي ذااااتا!!
كسرة :
المقال ده من الأرشيف .. نفس مافي للكتابة !!
كسرة ثابتة (قديمة) :
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+و+(و)+(و)
كسرة ثابتة (جديدة) :
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووو) +(و)+(و)