صلاح احمد عبد الله

صوت.. وسوط.. وسواطة !؟!


❊ بدأت الحملات الانتخابية.. بكافة المستويات.. يقولون في الأنباء إن ميزانيتها (٨٠٠) ألف.. وأعمى البصر والبصيرة يعرف النتيجة سلفاً.. لأن الحزب الحاكم أعلى صوتاً وأكثر انتشاراً في كافة وسائل الإعلام.. المقروء.. والمرئي.. والبقية استلمت (فتاتها) من الأموال.. وتحركت على قدر (قروشها).. وهي تعلم أن المشاركة في (الطبخة) قد تجعل لها طعماً.. رغم أننا نعرف أنها (طبخة) مسيخة لا طعم لها.. رغم الأموال التي صرفت عليها.. (والنيران).. والغاز المعدوم.. للطهي.. ولكن (الغاز) التاني المسيل للدموع.. دائماً متوفر وبكثرة.. وسهل الاستعمال.. وسريع المفعول.. وبلاش تفاصيل.. (ونقة) أكثر من اللزوم..!!
❊ المواطن.. له صوت.. قد يستعمله ويستحمل ألمه.. بعد أن جرب ذلك لمدة ربع قرن.. بما فيها الخمسة أعوام.. التي مرت.. وما زال الغلاء طاحناً.. ودماء الأهل من الشباب لم تجف منذ أحداث سبتمبر.. ولو تتبعنا (الدماء) التي سالت على ثرى السودان.. منذ ذلك اليوم.. وما حدث في ذلك الشهر.. من تلك السنة.. أو حتى أحداث الشجرة.. لصارت نهراً قانياً من الصعب نسيانه.. عبوراً.. أو تجاوزاً؟
❊ وهذا ببساطة يعني أن المواطن قد يحتفظ (بصوته) في حلقه.. ولا يدلي بصوته الانتخابي بالحرية التي ينشدها.. كما قال (أحدهم) ذات مرة.. الانتخابات قامت ولا ما قامت.. ما عندنا بيها شغلة.. يعني أن الصوت.. يقابله (سوط) قد يلهب الأفكار.. ويخاف منه الشجعان الشطار.. لأنه (مدعوم) ومدجج.. ومحروس هذا (السوط).. بزبانية غلاظ شداد.. يعرفون الصناديق الانتخابية جيداً.. وكيفية هزها.. وترقيص وسطها.. حتى تمتلئ (بالنقوط) على رأي إخوتنا في شمال الوادي.
❊ ولكن.. لن يكون (السوط) قاسياً.. ليس رهبة.. بل لأن الأجساد قد تعودت على الألم.. منذ ربع قرن.. (والصوت) لن يكون مهماً.. لأن الكثير من (الأصوات) جاهزة للاستعمال.. رغم أن الكثرة منها قد انتهت صلاحيتها.. (والعاوز يفهم.. يفهم)؟!!..
❊ وهل أي حزب آخر إن أراد المنافسة.. سيجد إمكانات الطائرات.. واللاندكروزرات الوهيطات ليتجول في الأرجاء.. والأنحاء.. ليحتك بجماهيره إن كان هناك ثمة جماهير أصلاً.. ونكرر رغم أن كل شئ جاهز.. حتى أجندة (الحوار) الذي انتظر طويلاً.. ولم يولد حتى الآن.. ونخشى أن يولد شائهاً.. لتزداد التشوهات في جسد ما تبقى من السودان..؟!
❊ لقد أسفت.. لذلك (المنظر) الذي انتشر في شوارع الخرطوم.. في دعاية أحد المرشحين الانتخابية.. والتي تصدت له محلية الخرطوم.. وتناقلته وسائط التواصل الاجتماعي.. هو ليس من شيمنا.. مهما بلغ كرهنا لهذا النظام.. لأننا صبرنا عليه ربع قرن.. وما الجديد إن ترشح مرة أخرى.. سوى أننا شعب أخاف عليه أن يدمن الخنوع.. وهو له طرقه العبقرية في الاحتجاج وعلى استعداد دائماً لدفع ثمنها.. حتى لو تحاومت (معارضته).. التي لا يثق بها في وبين عواصم العالم.. وما حدث في شوارع الخرطوم.. يضاف الى فشلها في التعبير عن نفسها أياً كان نوع هذا التعبير..!!
❊ ما يهم في الأمر.. أن الشعب في الجمعة ٢٧ /٢ عندما رأى (المنظر) لم يكترث له.. لأنه شعب عظيم معلم.. ولأن ما تخفيه نفسه أعظم من هذا العبث..؟!!
❊ صمت أيضاً.. عندما سقطت الهيلكوبتر في القضارف وهي تحمل مسؤول المؤتمر الوطني أثناء حملة الرئيس الانتخابية.. وصمت (بألم) أيضاً عندما احترقت الطائرة التي كانت تقل نائب الرئيس والوفد المرافق.. شعب لا يشمت عند الكوارث.. والموت.. والمرض.. للجار.. أو الخصم.. أو أي مسؤول علا شأنه أو قل.. لأنها طبيعة السودانيين.. ولأنه عندما يريد أن يزيح نظاماً.. يعرف متى ينطلق لتحقيق هدفه..!!
❊ يشمت فقط.. في (معارضته) بكل تخبطاتها أطالت من عمر النظام.. وبعضهم سبح في بحور هباتها ردحاً من الزمن.. والنضال يا سادة له ثمن.. هي لا تستطيع دفعه..!!
❊ هي (معارضة) فقط تجيد السواطة.. وربنا يكفينا شر السواطة..؟!!