عبد اللطيف البوني

انت احفر لي وانا


[JUSTIFY]
انت احفر لي وانا

كثيرة ومتداخلة العوامل التي حتمت الحوار الوطني الذي يشق طريقه بصعوبة في الواقع السياسي الحالي فالنظام الحاكم يتحرك الآن بـ(جاز المصافي) بلغة السواقين فقد نفد وقوده الذي في الخزان (التنك). الأحزاب التي تعارضه مصافيها كلها بائظة دا كله كوم وأزمة الحزب الحاكم الداخلية كوم آخر وفي تقديري أنها واحدة من أهم العوامل التي دعت السيد رئيس الجمهورية لمبادرة الوثبة في يناير ولقاء القاعة في السادس من ابريل الجاري.
انظروا للصراع الذي دار ويدور في شمال دارفور بين الوالي محمد يوسف كبر والمستشار موسى هلال فمثل هذا الصراع الذي كلف البلاد والعباد الكثير هل يمكن أن يحدث بين قطبين إقليميين في حزب واحد؟ لقد عجزت حتى مركزية الحزب الجمع بينهما ولو كان كل واحد منهما في حزب لما حدث الذي حدث في سرف عمرة. إن الحرب الأهلية التي تدور بين الحركات المسلحة والحكومة كان ينبغي أن توحد بينهما ولكنها على عكس ذلك عمقت الخلاف بينهما من جانب وبين الحركات والحكومة من جانب آخر.
إن كان الذي يحدث في شمال دار فور مضاربة عينك عينك بين أقطاب الحزب ففي الجزيرة جرت وتجري مباراة اسمها الحفر بين الأقطاب فالبروفسير الزبير طه الذي غادرها مقالا في شكل استقالة فمع إيقان الكل بأن الرجل في نفسه كان متجردا ولكنه وقع في فخ الحفر(انت احفر لي وانا بحفر ليك ) فأستاذ علم النفس قد فشل في فهم نفسيات أقطاب حزبه هناك فظلت كل أيامه هناك معارك. إن الزبير كان ضحية أعضاء حزبه فعامة مواطني الجزيرة ليس لهم ناقة او جمل في صراع كباتن الوطني في الجزيرة وهم كباتن عينة معظمهم استقطبهم الحزب فحفروا لقدامى الاسلاميين وألزموهم بيوتهم وما أبشع وأفجر صراع المصالح.
الذي حدث في مكتب والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر من سطو على المال العام تلك الحادثة التي غطت على إنجازات الخضر المشهودة من الذي قام بها؟ أليسوا هم شباب الحزب الذين وثق بهم الخضر؟ لو تمت معالجة هذه الحادثة بشفافية سوف يظهر فيها حفاري الحزب في الولاية بصورة تفوق تلك التي حدثت في قضية الأقطان وقضية الأوقاف اللتين هما قضيتان برز فيهما الحفر الحزبي وهنا لا بد من أن نتذكر الحفر الذي أخرج الخضر من القضارف ثم الحفر الذي لحق بخلفه كرم الله.
إن السوس الذي نخر عظم هذا الحزب هو السلطة المطلقة ولأنها مفسدة مطلقة فلو كانت هناك منافسة حزبية لتكاتف أعضاء الحزب في مواجهة الآخرين ولكن السلطة كتفت لهم خيول الآخرين وجعلت خيلهم وحدها في المضمار فكان لابد من أن تنافس بعضها منافسة غير شريفة وعن طريق الحفر. إن السلطة في إطلاقها هذا حطمت التجربة الفدرالية وجعلتها مسخا مشوها فكل والٍ في ولايته أصبح امبراطورا يسلب السلطة حتى من وزارئه ويحطم كل المؤسسات. الا قولوا لي بربكم ما دخل مكتب الوالي في الأراضي والزراعة والتصديقات المالية؟ أين وزارة التخطيط العمراني؟ أين وزارة الزراعة؟ أين وزارة المالية؟ لقد أصبح الوالي الآمر الناهي فكان الصراع عن طريق الحفر. فمتى وكيف يعالج هذا الحزب الأخاديد التي حفرها في وجهه لكي تستقيم الحياة الحزبية في هذا البلد المحفر؟
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]