نور الدين مدني

لا علاقة له بالاقتصاد ولا الإسلام


*ما يجري في الأسواق في السودان حير أهل الاقتصاد، لأنه لا يمت بصلة لما هو معروف من مبادئ الاقتصاد، خاصة اقتصاد السوق الحر الذي اتخذه أهل الحكم منهاجاً لهم، وحاولوا كسوته بعباءة الإسلام، لكنه جاء عملياً أبعد ما يكون عن مقاصد الإسلام.
*لن أخوض في جدل نظري حول نظرية العرض والطلب التي تحكم اقتصاد السوق الحر ولا عن العلاقة الجبرية التي حاول بعض منفذي هذه السياسة ربطها بالاقتصاد الإسلامي أو أسلمة الاقتصاد، فهذا ترف ذهني لا يناسب معاناة المواطنين جراء التطبيقات الشائهة لهذه السياسة.
*لن أناقش تصريحات المسؤولين الذين يجتهدون في طمأنتنا بأن كل شيء تحت السيطرة وأن الاقتصاد السوداني بخير، وأن إنفراجاً قريباً سيحدث يرفع عنا غضب الله علينا بما فعله السفهاء منا،لأن الواقع يكذب ذلك، نتيجة للتمادي في ذات الأخطاء، لتستمر معاناة المواطنين من الزيادات غير المبررة وغير المنطقية في أسعار السلع الضرورية.
*هذه الزيادات التي تفجعنا كل صباح أعادت للأذهان الطرفة القديمة التي جاءت على لسان أحد المواطنين، بعد أن قفزت أسعار بعض السلع إرتفاعاً جنونياً قبل أن يشتري التجار السلع بعد زيادة سعر الدولار الجمركي : يعني ما ننوم حتى لا نفاجأ بهذه الزيادات التي تفجعنا كل صباح!!.
*لم تحل أزمة غاز الطهي التي تفاقمت الأيام الماضية بصورة درامية وسط تصريحات أكثر درامية أكدت عدم التنسيق اللازم بين المسؤولين عن ملف الغاز بولاية الخرطوم والمسؤولين عنه في وزارة النفط، ووصل الأمر بين الطرفين إلى تبادل الاتهامات بدلاً من التوجه عملياً لحل هذه الضائقة المقلقة للمواطنين في العاصمة والولايات.
*بشرتنا الصحف قبل يومين بزيادة مريبة في أسعار زيت الطعام، الذي أصبح بعيداً عن متناول شرائح كثيرة من المواطنين، لكن الأغرب حقاً التصريح غير المقتع لرئيس غرفة الزيوت عبد الرحمن عبدالله محجوب لـ”سونا” الذي قال فيه إن زيادة سعر الدولار الجمركي سترفع أسعار الزيوت المستوردة، في الوقت الذي أخبرتنا الصحف قبل أن يجف مداد الحبر الذي كتب به قرار زيادة سعر الدولار الجمركي، بأن أسعار زيت الطعام ارتفعت بصورة مهولة بلغت حوالي ضعف السعر الحالي!!.
*يحدث هذا ولا حياة لمن ننادي، فالتعديلات الدستورية أجيزت والانتخابات قائمة في موعدها، والخلافات السياسية والنزاعات المسلحة تزيد الأزمة الاقتصادية سوءًا، وكل ذلك يا سادتي يا كرام لاعلاقة له بالاقتصاد ولا بالإسلام ، وإنما هو نتاج سوء إدارة للأزمة.